TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تقاعد القطاع الخاص.. مقومات للنجاح

تقاعد القطاع الخاص.. مقومات للنجاح

نشر في: 18 ديسمبر, 2012: 08:00 م

بمناسبة وصول قانون العمل إلى مراحل متقدمة في التشريع وقد يتم عرضه للتصويت البرلماني الأسبوع القادم. وهذا القانون يلزم أصحاب شركات القطاع الخاص بضمان جميع العاملين لغرض حصولهم على رواتب تقاعدية. هذا ما جاء في جريدة الصباح ليوم 16/12/ 2012.

ولكي نضمن نجاح هذا القانون سواء عند بداية التطبيق أو أثناء المباشرة الفعلية وضمان عدم الالتفاف حول وسائل كثيرة لاسيما ونحن دولة تعتمد نظام المكونات وليس الأفراد/ المواطنة فلا شك ستحصل ثغرات ينفذ منها التجاوز.  ولذلك يتوجب أن تكون لدينا نقابات عمالية حقيقية وغير مسيّسة آتية من انتخابات مشهود لها بالنزاهة والاستقامة وهذه عملية ليست بسيطة. ولا نتوقع نجاح أو تنفيذ سليم للقانون المذكور بدون مطلب حقيقي يشعر بأنه إذا لم يتصدَ لحق العامل سوف لا يعاد انتخابه كقائد فرد وليس سياسيا لديه أجندة محددة مسبقاً.

وبالمقابل وخوفاً من طغيان هذا الاتجاه لكونه منفردا في الساحة وهذا من شيم النفوس لا بد أن تكون هناك منظمات حقيقية أيضاً لرجال الأعمال أو اتحاد الصناعيين أو المزارعين أو غيرهم من الشركات العراقية والأجنبية. وبما أن قطاعنا الخاص ما زال يعتمد النظام الأبوي العائلي من المصارف إلى المزارع فلا بد أن يدخل طور المأسسة. حيث انتهت هذه المرحلة بجميع عواملها الذاتية أي ثقافة الولاء وحلت محلها ثقافة الأداء،  لأن هذه الثقافة أي ثقافة الولاء ستبقى شبحاً ما دامت هناك حساسيات سياسية أو ذات أسس مذهبية فقط أو عشائرية أو مناطقية. ولكن الرأسمالي المثقف أو العصري يدرك تماماً إشكالات هذه المرحلة ما دام القانون هشاً تنفذ من ثغراته العشائرية والطائفية أو المناطقية ولذلك سلطة القانون هي الفاصل الأول بعد منظمة المجتمع المدني التي تحمي العامل ورب العمل. فالقطاع الخاص أيضاً تعرض للفساد حيث مصادر العدوى معروفة كما أن ذلك انعكس حتى من داخله كفض الشراكات أو خيانة مؤتمنين. ولا يخفى كذلك أن أي رب عمل يحسبها مالياً أي جدوى فقد كان من أسباب مشاكل القطاع الخاص أن يترك العامل لديهم عمله ويذهب للدولة لسببين أساسيين؛ الأول هو التقاعد، والثاني هو البطالة المقنعة ولذلك القطاع الخاص في هذه الحالة عندما يعلم أن دوائر الدولة ليست إلا  مجرد تكايا واستمرار ترهلها لا يعمل لحسابه ويتوجب حسم موضوع الترهل لكي تتساوى فرض العمل راتباً وتقاعداً وعملاً حقيقياً.  وقد تثار مسألة العمالة الأجنبية الرخيصة (راتباً وتقاعداً)  فهذه جدوى اقتصادية كيف يتم التعامل معها ونحن ندعو نهاراً جهازاً القطاع الخاص لقيادة أو مساهمة بقيادته للعملية الاقتصادية. ما هو ضمان ذلك؟ أما كف العمالة الأجنبية حتى الخدم أو السماح فقط بعمالة ماهرة غير متوفر نظيرها العراقي وهذه مشكلة أيضاً يصعب تحديدها بدقة. ولا ننسى الشركات الأجنبية هل تدفع رواتب تقاعدية؟ بموجب النظام العراقي وهي لها أماد محددة؟ لذلك يتوجب شمولها بالقانون وحتى شركات المقاولات لتصنيفات معينة حقيقية وبموجب قياسات وزارة التخطيط لضمان عدم زيف درجتها أو وهمية البعض منها وتكون جميع متطلبات التقاعد واضحة في تسجيل الشركات والضريبة.  مع الأخذ بنظر الاعتبار أن المبلغ الذي يدفعه رب العمل كمساهم في التوقيف التقاعد يجب أن يساوي مستقطع العامل تشجيعاً ودعماً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جائزة الجوائز

العمود الثامن: لماذا خسرت القوى المدنية ؟

عندما يجفُّ دجلة!

العمود الثامن: مع الاعتذار لعشاق الانتخابات !!

الأقليات وإعادة بناء الشرعية السياسية في العراق: من المحاصصة إلى العدالة التعددية

العمود الثامن: مع الاعتذار لعشاق الانتخابات !!

 علي حسين أثار المقال الذي نشرته أمس في هذا المكان بعنوان " لمذا خسرت القوى المدنية " انزعاج البعض ، وشتائم البعض الآخر وسخرية مَّن يعتقد أننا نعيش أزهى عصور الديمقراطية ، وأن...
علي حسين

باليت المدى: الأخوات العشر

 ستار كاووش ثلاث ساعات بالقطار كانت كافية للوصول من شمال هولندا الى مدينة كولن الألمانية. هي ثلاث ساعات فقط، لكنها كانت كفيلة أيضاً بنقلي من عالم الى آخر. ترجلتُ عند محطة كولن وسحبتُ...
ستار كاووش

حوار نووي ساخن: هل تهدد موسكو وواشنطن بعضهما الآخر بالأسلحة الفتاكة؟

د. فالح الحمـــــراني منذ أن أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 29 تشرين الأول بيانًا يأمر فيه البنتاغون ببدء تجارب الأسلحة النووية "على قدم المساواة". وموضوعة الأسلحة النووية باتت الشغل الشاغل ليس لوسائل الإعلام...
د. فالح الحمراني

الفوز اللافت لزهران ممداني: "مقاربة عراقية"

د. أحمد عبد الرزاق شكارة الفوز اللافت لزهران ممداني في انتخابات عمدة نيويورك يجعلنا نفكر في الدلالات والتداعيات لمثل هذا الزلزال ليس فقط على الصعيد الأمريكي وإنما في العراق ذاته في مقاربة (مع الفارق...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram