عن: نيويورك تايمزالشباب في مدينة الصدر في بغداد يطالبون برحيل القوات الاميركية عن العراق، بينما ضباط الجيش العراقي قلقون من عودة العنف إلى البلاد إذا ما رحلت القوات الاميركية.قوى سياسية كردستانية تشعر بالقلق بشأن مستقبلها. العرب السنة قلقون من ظهور إيران كقوة سياسية. أما في البرلمان، فان القيادة السياسية بقيت صامتة.العراق الآن يمتلك الخيار في بقاء القوات الاميركية أم لا، إلا أن المسؤولين في الولايات المتحدة يقولون إن الوقت يمضي و يجب اتخاذ القرار. الجدال الدائر في العراق حول هذه المسألة يعكس استمرار نضال هذا البلد في قضايا ذات هوية طائفية واعتزاز بالوطن وكيفية تأمين المستقبل.
بالنسبة للكثير من العراقيين، انه قرار على خيارين أفضلهما سيء: بقاء قوات أجنبية ينظر إليها الكثيرون على أنها محتلة و تشكل خطرا على مستقبلهم. لكن مثل الكثير من المراحل المهمة التي مرت بها البلاد، من تصديق الدستور في 2005 إلى التفاوض بشأن الاتفاقية الأمنية في 2008، إلى إجراء انتخابات 2010 وتشكيل الحكومة، فان بغداد تسير على نهجها الخاص و ليس على نهج واشنطن، حيث تسير شؤون الدولة وفق إملاءات البرامج الانتخابية وعجلة الأخبار. القرار قد يكون واحدا من أهم القرارات الخطيرة في الديمقراطية الفتية في العراق، فالعراقيون يناقشون القضية في الشوارع وفي المساجد، النقاش يتركز على المسائل الرمزية للهوية الوطنية ولا شأن لها ما إذا بقي العراق آمنا بدون مساعدة الجيش الاميركي.يقول احد طلبة جامعة الانبار"إنها فرصة ذهبية للحكومة كي تمسك بيدها قرار بقاء القوات الاميركية أو رحيلها لكي تبين للشعب العراقي أنها تمتلك السيادة".كذلك يسأل العراقيون أنفسهم سؤالا بسيطا لا جواب له "هل سيصبح العراق أكثر أم اقل عنفا إذا ما رحل الاميركان؟". الكثير من العراقيين، خاصة في المناطق الشمالية، يعتقدون بان الوجود الاميركي هو بمثابة حاجز يمنع الحرب الأهلية العراقية. لكن في مناطق أخرى، فان العراقيين الذين كانوا يميلون إلى بقاء القوات الاميركية يشعرون الآن بالقلق، إذ قد يسبب بقاؤهم عنفا جديدا تمارسه الجماعات المسلحة.تقول إحدى الموظفات من مدينة النجف "أنا أفضل رحيل الاميركان عن العراق لكي لا يبقى عذر للمتطرفين في حمل السلاح". الشهر الماضي، قال السيد الصدر بأنه سيأمر رجاله بمهاجمة القوات الاميركية إذا ما بقيت بعد موعد الانسحاب المقرر. كما ذكر احد أعضاء البرلمان من التيار الصدري بان التيار سوف يجند مقاتلين أجانب ليقاتلوا القوات الاميركية. فيما بعد قال ناطق باسم التيار إنهم لا نية لديهم لتجنيد مقاتلين أجانب. الاتفاقية بين الولايات المتحدة والعراق تستوجب رحيل القوات الاميركية كافة عن العراق في نهاية 2011، إلا إذا قدم العراقيون طلبا لتمديد بقائها. في دهاليز السلطة، ليس هناك سياسي واحد حتى رئيس الوزراء نوري المالكي، يرغب في أن يتحمل مسؤولية ذلك. من جانب آخر، نشرت (أفكار عن العراق) بان رئيس أركان الجيش العراقي الجنرال بابكر زيباري قال، في مقابلة مع صحيفة راداو في أواخر نيسان 2011، بان لا حاجة إلى القوات الاميركية بعد 31 ك1 2011، كما ذكر بان رحيلها سيكون أفضل للبلاد. هذا التصريح يخالف بشكل كبير التصريحات السابقة التي اطلقها الجنرال و هو يدعم تمديد بقاء القطعات الاميركية في العراق. في 28 نيسان نشرت صحيفة راداو مقابلة مع السيد زيباري قال فيها أن القوات المسلحة العراقية لن تكون قادرة على الدفاع عن حدود البلاد او سمائها حتى عام 2020. وأضاف أن هذا لا يعني بان على العراق أن يعتمد على الولايات المتحدة من اجل الدعم العسكري. بل بدلا من ذلك يمكن للعراق أن يعمل مع الناتو والدول الأخرى للمساعدة في الدفاع الوطني. واستمر قائلا إن الوجود الاميركي في العراق قد رعى المعارضة الداخلية، وإذا ما بقيت القطعات الاميركية فستسبب مشاكل أكثر مما تعطي حلولا. وأخيرا، قال زيباري سواء أبقيت القوات الاميركية أو رحلت فان ذلك سيكون بقرار سياسي وهو أمر متروك لزعماء البلاد. قبل تسعة أشهر، كان الفريق زيباري يتكلم بأسلوب مخالف تماما. ففي آب 2010 دعا سياسيي البلاد إلى السماح ببقاء القوات الاميركية إلى ما بعد 2012. وكان يأمل أن يبقي الاميركان 3 – 4 قواعد للمساعدة في ردع دول الجوار عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق. إن التغيير في لهجة زيباري هو انعكاس للموقف السياسي في العراق اليوم، و الذي يميل إلى مناهضة الاميركان. ترجمة / عبد الخالق علي
الانسحاب الأميركي: بغداد حائرة وواشنطن ليس لديها الوقت
نشر في: 11 مايو, 2011: 08:20 م