متابعة/ المدى أعلنت وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية انضمام ثلاثة فصائل مسلحة جديدة إلى العملية السياسية. وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة محمد الحمد ان الفصائل الثلاثة يمتد نفوذها في مناطق عديدة، منها كركوك وبابل وبغداد وأطرافها كاليوسفية والمحمودية.
وبيّن الحمد أن الفصائل الثلاثة طالبت بضمانات من اجل دخولها للعملية السياسية، منها إصدار عفو عام بحقها وعدم ملاحقة أفرادها قضائياً، مشيراً الى ان كل فصيل منها يضم ما لا يقل عن 200 مسلح، رافضاً في نفس الوقت الكشف عن أسماء تلك الفصائل، على حد ما نقلته إذاعة العراق الحر.الى ذلك يقول الرئيس التنفيذي للمركز الجمهوري للدراسات الأمنية والإستراتيجية معتز محيي ان تلك الفصائل ليس لها تأثير كبير على الساحة الأمنية على ما يبدو، لأنها مجرد أسماء هامشية على واقع الإرهاب في العراق، مشيراً الى ان العمليات المسلحة بدأت تأخذ منحى نوعياً في الآونة الأخيرة.لكن المتحدث الرسمي باسم وزارة المصالحة الوطنية محمد الحمد يؤكد ان إلقاء مسلح واحد فقط لسلاحه، سيكون له تأثير على الوضع الأمني، مشيراً الى ان انضمام تلك الفصائل لن يؤثر بالطبع على الشارع العراقي، باعتبار انها لم تكن تستهدف العراقيين، بل القوات الاميركية فقط، أما من يقوم بالعمليات المسلحة اليومية فهم من تلوثت أياديهم بدماء العراقيين، وان هؤلاء لا توجد مصالحة معهم، كونهم مطلوبين للعدالة، على حد وصفه.يذكر ان وزارة المصالحة الوطنية كانت أعلنت في أكثر من مناسبة انضمام أكثر من عشرة فصائل مسلحة الى العملية السياسية وإلقاءها السلاح شريطة عدم ملاحقة عناصرها قضائياً. ويرى خبراء ومحللون أن عددا كبيرا من تلك العناصر في الأصل مشارك في العمل الأمني العراقي عبر جهاز الصحوات منذ عام 2007.وكان أول إعلان للحكومة انضمام فصائل مسلحة إلى العملية السياسية وإلقاء سلاحها لم يمر بهدوء، فما بين التشكيك بالطريقة"المبسطة"التي خرج بها الإعلان، وبين ازدراء سياسي من حلفاء وخصوم دولة القانون لقيمة تلك الفصائل، ظهرت الصورة مشوشة للغاية. وعلى ما يبدو فإن المشهد شديد الضبابية، مصادر عليمة ومقربة من صناعة القرار تؤكد أن"قياديين في العراقية ساعدوا واشرفوا على حوارات مع تلك الفصائل تمتد إلى عامين وشهدتها عواصم عربية منها بيروت ودمشق".وبينما خلا الإعلان الحكومي الذي اقتصر على بيان قرأه"ناطق باسم الفصائل المجهولة"من أسماء ووجوه ملقي السلاح، بينما قدمت الحكومة عربون صلح بتجميد مذكرات اعتقال بحق عناصرها.اللافت في الإعلان انه جاء بعد يومين فقط من شروع مسلحين مجهولين القيام بحملة اغتيالات في مناطق متفرقة من بغداد، كان آخرها مقتل ضابط كبير ومحاولة اغتيال مسؤول في البنك المركزي العراقي.وفي وقت تحفظت الحكومة على كشف هوية تلك الفصائل، قالت تلك المصادر الخاصة بان جل تلك الفصائل ينتمي إلى المجلس السياسي للمقاومة المسلحة العراقية، وهي في الأغلب جيش المجاهدين، الجيش الإسلامي، كتائب صلاح الدين.التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر أعلن في وقت سابق انه"لن يسكت"على قرار انضمام تلك الفصائل، ووصف قيادي في التيار وزير المصالحة في الحكومة بأنه"احد ولاداتها المشوهة"، بحسب وكالة السومرية نيوز.وكان الخزاعي أعلن أن خمسة فصائل مسلحة أعلنت التخلي عن العمليات المسلحة وانضمامها إلى العملية السياسية في العراق بعد تطبيق الاتفاقية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، فيما قال المتحدث باسم الفصائل المسلحة الخمسة الشيخ محمود الجنابي أن الفصائل، التي لم يسمها، تعلن براءتها من المتورطين باستهداف العراقيين.لكن ائتلاف دولة القانون دافع أمس عن"جدوى"الإعلان، وظهر أمس بأنه تلمس انزعاج الشركاء منه لأسباب مختلفة، وقال نواب ينتمون إلى الكتلة بان الحكومة وضعت شروطاً"قاسية"ليتم استثناء القتلة من العفو.وأكد ائتلاف دولة القانون، أن وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية وضعت شروطاً تستثني المتورطين بالدم العراقي وارتكاب الجرائم قبل دعوة الفصائل المسلحة إلى إلقاء السلاح والحوار، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في ظل وجود سلاح بيد جهات معينة.وقالت النائبة عن ائتلاف دولة القانون حنان الفتلاوي في تصريحات صحفية، إن"وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية أعدت دراسة مسبقة ووضعت معايير وشروطاً وتفاصيل قبل توجيه الدعوة إلى الفصائل المسلحة لإلقاء السلاح واتباع نهج الحوار"، مؤكدة أن"الجهة المعنية هي التي ستطلق هذه التفاصيل للفصائل"، من دون تحديدها. وأضافت الفتلاوي أن"المتورطين بدماء العراقيين وارتكاب جرائم معينة مستثنون من دعوة الوزارة"، معتبرة أن"الأخيرة مهمة ومفيدة وستساهم في استقرار الوضع في الوقت الراهن".وأوضحت الفتلاوي أن"الاستقرار لا يمكن أن يتحقق في العراق في ظل وجود سلاح بيد جهات معينة"، لافتاً إلى أن"عملية المصالحة الوطنية تساهم في تعزيز استقرار العملية السياسية ودفعها نحو الأمام، فالطريق الوحيد للإصلاح يأتي من خلال المشاركة في العم
المصالحة: ثلاثة فصائل مسلحة تتخلى عن السلاح مقابل العفو عنها
نشر في: 11 مايو, 2011: 08:25 م