كربلاء /علي العلاوي كشفت مديرية تربية كربلاء الحاجة الملحة لتقدم الدعم إلى الطفولة كونها لم تزل تعاني من أسباب الحرمان والعوز مثلما كشفت الحاجة إلى زيادة عدد رياض الأطفال كونها الطريق الأسلم لبناء شخصية الأطفال وخاصة منهم الأطفال اليتامى والفقراء وتنمية مواهبهم. جاء ذلك اثناء احتفالية لتخرج تلاميذ رياض الأطفال و قال نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء نصيف جاسم
إن مثل هذه الاحتفالية مناسبة مهمة لتشجيع الأطفال على بناء شخصياتهم من خلال الاحتكاك مع المجتمع وخاصة الأطفال اليتامى..وأضاف: ما نريده من وراء هذه الاحتفاليات أن نربي الأطفال على الطريق السليم لان البناء يبدأ من هذه الأعمار التي لا نريدها أن تذهب بالاتجاه الآخر وأشار إلى إن الطفولة عانت الكثير في جميع الحقب إن كان في زمن النظام السابق وحتى النظام الذي قبله من خلال الحكم الدكتاتوري والحروب المتلاحقة وموت الآباء في هذه الحروب وخروج الأم إلى العمل للتعويض عن غياب الأب وتوفير لقمة العيش وهذا استمر أيضا في هذا الزمن من خلال الأعمال الإرهابية التي تقتل الأبناء والآباء والذوي الذين يربون ويكونون ملاذا للطفولة إلا أن الأطفال ظلوا بلا ملاذ امن لهم..مضيفا إلى إن الطفولة العراقية بحاجة إلى الكثير من العمل والى جهود كبيرة إذا ما عرفنا الأيتام في العراق يعني وجود أرامل وليس بالضرورة أن يكون اليتيم من مات أبوه قتلا في الحروب أو الأعمال الإرهابية بل حتى لأسباب طبيعية فهم أيتام أيضا وهم بحاجة إلى رعاية لان الطفولة واحدة والهدف واحد هو بناء الإنسان ليقود المستقبل ويبنيه.في حين عدت رئيس لجنة التربية في مجلس المحافظة ابتهاج خضير الزبيدي الطفولة أمرا حيويا فان أي بلد لا يتقدم إذا ما كانت الطفولة فيه تعاني من الاستقرار المادي والتربوي والتعليمي..وأشارت إلى إن الاحتفالية هذه ربما توصل رسالة من أن التعليم هو الأساس لأي طفولة..وطالبت الزبيدي الحكومة العراقية ومجلس النواب بتشكيل هيئة عليا تعنى بالطفولة وتنمي مواهبهم وتصنع منهم رجالا يرتبطون بالوطن قبل الاعتناء بهم ماديا من خلال تخصيص رواتب تسد رمقهم..وأكد ان المهمة ليست سهلة بكل تأكيد ولكنها أهم ربما حتى من المشاريع الأخرى لأنها تعني بناء الإنسان وزرع القيم والتربية والأخلاق والالتزام وهي خطوات تبدا منذ الطفولة..وأشارت إلى إن في كربلاء الآن نحو 20 روضة للأطفال وهو عدد قليل قياسا إلى عدد الأطفال الذين ربما يصلون إلى عدة آلاف قياسا إلى عدد نفوس المحافظة وهم يشكلون ربما خمس سكان المحافظة إن لم يكن أكثر لذلك فكربلاء بحاجة إلى أكثر من 100 روضة لكي تستوعب الطفولة المحرومة وليس الخاصة بالعوائل المتمكنة ماديا.وتقول عضو مجلس المحافظة رئيس لجنة المتابعة فيه فطم مهدي أن أي تكريم للأطفال هو قليل بحقهم كونهم عاشوا أيام حرمان من جهات متعددة منها الإرهاب والحروب والسياسة والفقر والعوز وموت الأب وهجر الأم وقلة التعليم وغياب الرعاية وهذه الحقيقة علينا إن نعرفها وهي تخص شريحة واسعة من الأطفال وان كانوا طلابا أو تلاميذ ولكن المهم من هم في عمر رياض الأطفال لان الصورة التي يعيشونها ستبقى محفورة..وأشارت إلى إن مهما قدمت الحكومة فانه سيظل شيئا يسيرا ولكن العمل لابد ان يستمر حتى لو كان من خلال هذا الاحتفال وتوزيع الهدايا لان رؤية الفرحة على وجه الطفل تعني ان الحياة لم تزل بخير.أمهات وطاقاتفي الاتجاه الاخر تنظر أم حسين التي ترملت مبكرا بعمر لم يتجاوز 30 عاما ولديها من الأطفال خمسة من أن أولادها الكبار لم يروا شيئا في حياتهم ولم تستطع إدخال أي منهم في رياض الأطفال..أم حسين ربما تضحك وهي تجلس في بيت للتجاوز بعد أن بنته بمساعدة الخيرين كما تقول لان أهلها وأهل زوجها لم يستطيعوا كفالة الأيتام الخمسة وتقول لديها طفل واحد فقط بعمر خمس سنوات وإذا ما أردت إدخاله في إحدى الروضات فعلي أن اجلب له ملابس جديدة وحقيبة مدرسية وأجرة سيارة ولفة طعام وأنا أكدّ لكي احصل على خبز ومرق للعائلة كلها..وتضيف من مثلنا عليهم ألا يفكروا بالرياض لان أحلامهم قد تصطدم حتى بإكمال الدراسة إذا لم تتوفر لديهم الإمكانيات.أما المدرس المتقاعد ستار الاسدي فيقول.إذا نظرت الآن إلى الطالب فستجد إن الذكي منهم من كان في رياض الأطفال حتى لو كان من عائلة فقيرة وهذه حقيقة رغم إنها لا تنطبق على الجميع ولكنها الطريق السليم لبناء الشخصية وحب التعلم والتعليم والتطور يبدأ من هذه الأماكن..ويضيف إلى إن رياض الأطفال تعني احتضان طاقات الطفولة وكشف المواهب لان هناك مواهب تحتاج إلى دعم ورعاية وهذه تتم في رياض الأطفال فضلا عن أن رياض الأطفال تعني الحصانة في الوقت الحاضر إذا ما عرفنا ان الكثير من العوائل الفقيرة تبحث عن رزق إن كان للام أو الأب فيكون هناك خلل في المتابعة والتربية واعتقد إن رياض الأطفال ستمنع انهيار التربية للطفل .ويؤكد إن الاعتناء بالطفولة يعني وضع القدم في المكان الصحيح.وتؤكد معلمة أمضت 24 عاما في تربية رياض الأطفال إن عملها ليس وظيفيا فحسب بل هو تقديم أفضل الخدمات لهذه الشريحة..وتؤكد إن عالم الطفولة عالم ليس مليئا بالأسرار وليس صعبا إذا ما عرف الإنسان كيفية الدخول إليه وهو الحب فحين تعطي الطفل الحب فانه سيمنحك قلبه وعقله ويكون مطيعا..وتؤكد
تربية كربلاء: الطفولة بحاجة إلى تشريع جديد
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 13 مايو, 2011: 06:05 م