 البصرة / عبد البطاط  2ـ 2في موضوعنا السابق تناولنا أصل تسمية الهور وطبيعة مساكنها مع عرض سريع  للكثير ممن قارعوا ظلم الدولة العثمانية والأنظمة التي أعقبتها وآثار التجفيف وجولتنا في قرية حرير.  وهنا نستكمل الرحلة في الهور التي بدأت عندما  وصلنا إلى قرية (أم الغزلان)
التي ربما يتصور القارئ بأنها مرتع للغزلان: لكن الحقيقة عكس ذلك  فقد كانت في سنين خلت ونتيجة هواية احد المتنفذين الذي  ربى أربعة غزلان.وقبل أن نصل إلى القرية قال لي (سعيد الاسدي):  هناك مشاكل كثيرة يعاني منها سكان الأهوار أخذت تؤثر على المستوى المعيشي لحياتهم لأنها تتعلق بمصادر دخلهم حيث اغلب السكان يعتمدون على صيد السمك وتسويقه إلى الأسواق في مراكز المدن القريبة من الأهوار ويشرع بعض من الأهالي الى صيد السمك بواسطة السموم التي يطرحونها في الماء وتقوم بإهلاك جميع الكائنات الحية مما اثر سلبا على واقع الثـروة السمكية في هذه المناطق الغنية بها. والسكان بحاجة إلى برامج إرشاد وتوعية في جميع مجالات الحياة دون استثناء , خصوصا وان هناك مشاريع مستقبلية أعلنت عنها عدة جهات تنفذ في مناطق الأهوار تهدف إلى تطويرها ونحن بحاجة الى تقويم المواطن الذي يسكن هذه المناطق وإرشاده بما يناسب المرحلة القادمة. المهم ان  أهالي القرية استقبلونا  وكان مقرنا مضيف الشيخ (حسين عبد الزهرة) الذي قال:  أنها كانت من أجمل المناطق السياحية لما تملكه من مناظر طبيعية تدخل البهجة والسرور في قلوب زوارها:  ألا أنها لم تسلم كذلك من أيدي الجريمة والإرهاب في زمن التسلط الدموي حتى أمر بإزالتها من على خارطة العراق وتشريد سكانها وهدر طاقاتها الاقتصادية كافة: والان الحمد لله رجعنا إلى قريتنا سنحاول أن نبذل جهدنا لتطويرها. وعقب صباح فهد الساهي وهو من وجهاء القرية.. أن الناس هنا لا يمكن أن يعيشوا إلا في هذه الحالة يتنفسون الحياة من خلال الأهوار رغم الصعوبات والعديد من المشاكل والمعاناة لكن الحياة هنا تمتاز بحيوية وديمومة  وعلى المواطن أن يكون نشطا ولا يكتب عليه الخذلان والموت لذا فانك تجد في أي مكان من القرية ديمومة من الحركة والسعي المنقطع في سبيل الرزق والحياة فهذا القانون الذي سجلته البشرية بان المصاعب تخلق الحلول والمنافذ. عندما حل الليل وهو ثاني ليل في الأهوار كان سكونا في غاية الروعة يساعد الجميع على التأمل  والخيال والإبداع: وكان قسم يدندن بإبداعه والاخر يجلس في خوف من الوحدة والصمت الذي يقطعه (صويحب هادي) احد أصحاب الشختورات التي نقلتنا بقوله " وهو يضحك انتم في أمان في ضيافة الشيخ حسين: فارتاحوا: وتسامروا وابعدوا الخوف ودار حديث في المساء حول المرأة ومكانتها في الأهوار و عن العائلة عموما في الأهوار".فقال محمد جواد البزوني وهو شاب خريج كلية الحقوق.." العائلة هنا متكونة من الرجل وزوجاته وأولاده المتزوجين وزوجاتهم وأطفالهم: يعيشون معا ويعملون كوحدة اقتصادية واحدة يعمل كل فرد فيها تحت سيطرة رئيسها ويعتمد في عيشه عليه ويتجمع مورد العائلة في يده وعليه هو أن يتصرف فيه بما تقتضيه متطلبات أفراد عائلته. أما العم والخال: فيعتبر أهل الأم غرباء فالخال مثلا لا يملك سلطة على أبناء أخته ولا يحق له التدخل في شؤونهم:  أما العم فان له مقام الوالد وقد تحتوي العائلة بجانب الأزواج وأطفالهم واحدا أو أكثر من هؤلاء الأشخاص. ..وتتخذ كل زوجة في العائلة المتعددة الزوجات لنفسها كوخا خاصا وربما كان ذلك على جزيرة منفصلة مجاورة. وتشعب الحديث  عن مركز المرأة الاجتماعي ,والمرأة العزيزة والمرأة (البايرة) والزواج من ابنة العم وزواج الكصة بالكصة والزواج في الأهوار والخطبة والزفاف والنهوة والطلاق:  وفي صباح اليوم الثالث توجهنا بالشختورات إلى قرية أخرى وأثناء مسيرة الشختورات كان الخوف واضحا عندما انطلقت رصاص من بندقية احد المصاحبين صوبها نحو سرب من الطيور قد سقطت في الماء  وكانت طيور الماء تحاول الابتعاد وهي مصابة وهو يوجه الشختور باتجاهها ويلتقط صيده الوفير. ولاحت لنا من بعيد كومة من الأكواخ تشكل قرية: اسماها لنا مرافقنا بأنها قرية (أم الثعابين) إذ تجد فيها أنواعا عديدة من الثعابين منها ما هو سام ومنها ما هو غير ذلك وكان في استقبال الشيخ محمد عبد الحسين الحمداني لنا احد وجهاء المنطقة ومضيفه عامر وكبير وجلسنا فيه نتجاذب أطراف الحديث عن العائلة في الأهوار وعن تجفيفها وغير ذلك فتحدث  قائلا: .على الدولة أن تقدم لنا خدمات عديدة إذ بدأت طلائع المنظمات الإنسانية تزور المنطقة وتقدم خدماتها فلا يوجد عندنا مركز صحي ولا مستوصف ولا مدرسة. ويعاني أهل المنطقة من فقر دم ناتج عن سوء تغذية وهم بحاجة إلى علاج مطلوب: فمتى تلتفت الدولة لنا. ؟.وتحدث في المضيف العديد من المتواجدين فيه عن الغرائب الموجودة في الأهوار..rnالمرأة والزواج في الأهوار ولابد أن نمر على شيء من عادات الزواج التي ربما لا تختلف الا في بعض التفاصيل الصغيرة عن غيرها من أنحاء العراق.  وقد كانت مصادفة جميلة عند