TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > راسنا براس الصين!

راسنا براس الصين!

نشر في: 18 ديسمبر, 2012: 08:00 م

الصين دولة عظمى. تتجلى قوتها السياسية في عضويتها الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والعسكرية في مفاعلاتها وقنابلها النووية وبرنامجها الفضائي المتطور، والاقتصادية في اكتساح بضائعها، برغم رداءة نوعية الغالبية العظمى منها، أسواق العالم كله.
نحن، الدولة العراقية، صرنا الآن نباري دولة الصين .. ما أهنانا وما أسعد مستقبلنا!
على مهلكم، فمباراتنا مع الصين ليست في ميدان السياسة ولا في حقل القوة العسكرية ولا في الساحة الاقتصادية .. انها في مجال قذر .. للأسف هذه هي الحقيقة. واليكم التفاصيل التي نقلتها وكالة رويترز:
أفادت منظمة النزاهة المالية العالمية (مقرها في واشنطن) في تقرير جديد (صدر الإثنين) بان الدول النامية - وفي مقدمتها الصين والعراق - خسرت حوالي ستة تريليونات دولار على مدى الأعوام العشرة الماضية بسبب الجريمة والفساد والتهرب الضريبي، وإن تدفقات الأموال غير المشروعة تنمو بشكل مستمر.
وقال مدير المنظمة ريموند بيكر "مبالغ فلكية من الأموال القذرة مازالت تتدفق من العالم النامي إلى ملاذات ضريبية في الخارج وبنوك في الدول المتقدمة"، وأضاف ان "الدول النامية تنزف المزيد من الأموال في وقت تكافح فيه الدول الغنية والدول الفقيرة على السواء لتحفيز النمو الاقتصادي. هذا التقرير ينبغي أن يدق ناقوساً لتنبيه زعماء العالم إلى أنه يتعين عمل المزيد للتصدي لهذه التدفقات الضارة."
وأوضح التقرير ان تحويلات الأموال القذرة إلى خارج العراق زادت بشكل حاد في العام 2010 إلى ما يزيد قليلاً عن 22 مليار دولار من 18 مليار دولار في 2009 ونحو 20 مليارا في 2008 وأربعة مليارات في 2007. وقالت المنظمة إنها لا تملك أي بيانات موثوق فيها للأعوام التي تسبق 2007.
نعم هذا هو ميدان مباراتنا مع الصين.. الأموال القذرة المهرّبة الى الخارج. ماذا تعني "الأموال القذرة"؟ .. ببساطة هي الأموال المسروقة من الشعب والخاضعة للعملية المعروفة "غسيل الأموال".
بين 2008 و2010 كان معدل الأموال القذرة المحوّلة الى الخارج بحدود 20 مليار دولار سنوياً ،أي ما يزيد عن 25 في المئة من واردات النفط خلال تلك الأعوام.
ما معنى هذا؟
معناه ان سرّاق مال الشعب، وهم بضع مئات من الأشخاص من كبار مسؤولي الدولة ومَن يتعاملون معهم من المقاولين والتجار الفاسدين،  يستحوذون على ما يمكن أن يصل الى 50 بالمئة من أموال النفط، مادامت نسبة المهرّب منها الى الخارج وحده يبلغ 25 بالمئة.
هل عرفتم الآن لماذا مشكلة الكهرباء مستعصية على الحل؟ .. هل عرفتم لماذا الحصة التموينية شحيحة للغاية ولا تصلح موادها للاستهلاك الآدمي؟ هل عرفتم لماذا لا نرى مستشفيات ومستوصفات ومدارس جديدة تُبنى؟ هل عرفتم لماذا مدننا بأحيائها وشوارعها ودرابينها قذرة للغاية؟ هل عرفتم لماذا نعاني من نقص البنزين والنفط ونحن بلد النفط؟ هل عرفتم لماذا الفقراء يزداد عددهم في بلاد النفط وكذا العاطلون عن العمل والأميون والشحاذون..و.. و.. و.. والكافرون بالحياة في هذه البلاد؟ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

شرطة واسط تصدر توضيحا بشأن اتهامها بقتل مواطن

مبابي يبدد مخاوف ريال مدريد

المالية النيابية تكشف أسباب ارتفاع أسعار الوحدات السكنية

60% من نساء العراق "بلا عمل"

استرداد أكثر من 9 مليارات دينار من المتجاوزين على رواتب الإعانة الاجتماعية

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

البْصَرة عراقيَّة.. لا عَلويَّة ولا عثمانيَّة

العمود الثامن: الجلوس على أنفاس المواطن

روما على مفترق طرق – هل تكتب الجولة الثانية نهاية أزمة أم بداية تصعيد؟

قناطر: أغنيةُ أبي

قناطر: المُوحِشُ المُسْتفرَد بين السعفِ والقبّرات

العمود الثامن: الجلوس على أنفاس المواطن

 علي حسين هل تريدون الفوضى، أم مجلس نواب ظريف وخفيف الظل يجنبكم الوقوع في أهوال المصائب؟.. هذا السؤال أصبح يطرح هذه الأيام وبقوة.. كيف تريدون العيش دون مجلس نواب ديمقراطي او تعيشون بعيدا...
علي حسين

كلاكيت: في ذكرى رحيل الان رينيه

 علاء المفرجي مرت فيل أيام ذكرى رحيل شاهد عصر الموجة الفرنسية الجديد، التيار الذي شكّل حدثاُ مفصلياً في تاريخ السينما ألان رينيه الفرنسي الذي فرض حضوره القوي في المشهد السينمائي بقوة خلال تسعة...
علاء المفرجي

(50) عاماً على الحرب الأهلية اللبنانية حياةً بين قذيفتين

زهير الجزائري (4) في حياتي غطيّت تسع حروب في الشرق الأوسط وأفريقيا. كلمة (غطيت) تبدو باهتة إزاء ما عشته هناك وما بقي من ذاكرتي عنها، لأن التغطية الصحفية تتطلب تنحية المشاعر والتركيز على الخلفيات...
زهير الجزائري

البْصَرة عراقيَّة.. لا عَلويَّة ولا عثمانيَّة

رشيد الخيُّون نعيش زَمناً نهمس في دواخلنا: أنحن أبناء القرن الحادي والعشرين، وأدركنا منتجات العقل البشري في اِختراعاته واكتشافاته الهائلة؟ بينما تجدنا ضائعين في الأعجبَ والأغربَ مِن الأوهام! زمن يحلق بنا بأجنحة التَّخلف، حتَّى...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram