من العربان، مرورا بأئمة وصالحين وساسة وشعراء وظرفاء، وصولا الى اليونان، تجمعت مواد هذه الحلقة الاسبوعية من "تراثيات" أبي حيان التوحيدي "المعاصرة"، المختارة من موسوعته الشهيرة (البصائر والذخائر). وهذه هي الحصيلة:
- قال الباقر لابنه جعفر عليهما السلام: يا بنيّ ان الله عز وجل خبأ ثلاثة اشياء في ثلاثة أشياء: خبأ رضاه في طاعته، فلا تحقرنّ من الطاعة شيئا فلعل رضاه فيه، وخبأ سخطه في معصيته، فلا تحقرنّ من المعصية شيئا فلعل سخطه فيه، وخبأ أولياءه في خلقه، فلا تحقرنّ أحدا فلعله ذاك الولي.
- من أمثال العرب: نَعِمَ كلبٌ في بؤس أهله.
- قال ابن السَّمَّاك: الغرباء في الدنيا الذين يَصْلحُونَ اذا فَسَد الناس.
- من أقوال اليونان: تمكُّن الذُّعر يدبُر الخير. عادةُ الصمت تُورث عِيَّا. الخفة تسلب البهاء. الحدة تورث الندم. من أبطره الغنى اذله الفقر. مَنْ لان اذا خاف وعتا اذا أمَر فلا ناصر له. آلةُ الرئاسة سعة الصدر. من استولى عليه الضجر رحلت عنه الراحة.
- ذكر المأمون أنه رأى في منامه رجلا جلس مجلس الحكماء فقلتُ له: من أنت؟ قال: ارسطو الحكيم، فقلت له: ايها الحكيم ما أحسن الكلام؟ قال: ما يستقيم في الرأي، فقلت: ثم ماذا؟ قال: ما استحسنه السامع، قلت ثم ماذا؟ قال: ما لا تُخشى عاقبتُهُ. وقال المأمون: لو كان حيا لما كان يتكلم بأحسن مما تكلم به فيما رأيته.
- قال بعض السلف: الحسن الخلق قريب عند البعيد، والسيء الخلق بعيد عند أهله.
- قال ابن الراوندي: اختلف الناس في السَّماع [للموسيقى والغناء]، فأباحه قوم، وحَظَره آخرون، وأنا أخالف الفريقين وأقول هو واجب.
- كلَّم رجلٌ غلاما أمردَ فقيل له: إنَّ الناس يظنون بك الرِّيبة، فقال: ولم لا يظنون أني أعِظُهُ؟
- وقف سائل (شحاذ) بباب دار فقال صاحب الدار: أغناك الله فليس أمُّ الصبيان ها هنا، فقال السائل: لم اسألْكَ المُجامعةَ انما سألتُ كسرةَ خبز.
- قال افلاطون: أجهلُ الجُهَّال من عَثَرَ بحجرٍ مرتين.
- التقى أخوان في الله فقال أحدهما لصاحبه: والله يا اخي إني لأحبك في الله تعالى، فقال: لو علمتَ مني ما أعلمُ من نفسي لأبغضتَني في الله، فقال: والله يا أخي لو علمتُ منك ما تعلمه من نفسك لمنعني من بغضك ما اعلمُ من نفسي.
- هذه خمسة أقوال نسب التوحيدي كل واحد منها الى أعرابي: العقل وزير ناصح والهوى وكيل فاضح. ربَّ واثقٍ خَجِل وربَّ آمنٍ وَجُل. الناس نهب المصائب. الموت ساحل الحياة. الجهل هوة والعلم قوة.
- قال الشاعر السري الأنصاري: النبيذ صابونُ الغَم.
- كان لأبي تمام صديق يسكر من قدحين فكتب اليه يدعوه: إنْ رأيتَ – أعزك الله – أن تنام عندنا فافعل.
- سئل أعرابي: لم لا تشرب؟ فقال: والله ما ارضى عقلي مُجَمَّعاً فكيف أفرِّقه؟
- وسئل آخر: أما تشرب؟ قال: لا اشربُ ما يشربُ عقلي.
- قيل لظريفة: ارى شفتيك متشققة، فقالت: التين اذا حلا تشقق.
- قال بعض السلف: دعوتان أرجو احداهما كما اخشى الأخرى: دعوةُ مظلومٍ أعنتُهُ، ودعوة ضعيف ظلمتُهُ.
تراثيات معاصرة
[post-views]
نشر في: 18 ديسمبر, 2012: 08:00 م