الكتاب: المرأة التي ساعدت في قتل لينكولن تأليف: كيت كليفورد لارسن ترجمة: عبد الخالق علي تتحدث المؤرخة كيت كليفورد لارسن عن ماري سورات، سيدة من واشنطن، متهمة بالتآمر في قتل لنكولن و قد تحول كتابها عن تلك الشخصية  إلى  فيلم جديد يحمل عنوان " المتآمرة " . المؤلفة كيت كليفورد لارسن تدعو ماري سورات بأنها  المتآمرة " الذكية جدا و المقتدرة " التي ارتكبت خطا عندما اعتقدت ان كونها امرأة محترمة من الطبقة الوسطى سوف يوفر لها غطاء جيداً.
(ثلاثة أكواب شاي) يصور أربعة أجساد معلقة بحبال طويلة من المشنقة، ينظر إليها  حشد من الجنود و غيرهم . الأرجل مقيدة، الرؤوس مغطاة، لكن الهيئة تبقى واضحة . الأربعة متهمون بالمساعدة في قتل الرئيس . الأولى، امرأة في منتصف العمر، و هي أول امرأة يتم إعدامها من قبل المحكمة الفيدرالية . اسمها ماري سورات، سيدة من واشنطن من المتعاطفين مع الكونفيدرالية. انها منسية الآن و غير معروفة تماما مثل المؤامرة التي أدت الى  قتل لنكولن . لكن في حينها، كان اسمها على كل لسان في الشمال و الجنوب، المرأة المعروفة بأنها  سيئة السيرة او الشريرة . فيلم جديد بعنوان " المتآمرة " يحكي جزءا من قصتها، يوحي بأنها ربما تكون بريئة . تعتقد المؤرخة لارسن  بذلك أيضاً، الا أن البحث الذي قاد إلى كتابها في 2008 أقنعها بعكس ذلك . الآن كتابها " المشاركة في الاغتيال: ماري سورات و مؤامرة قتل أبراهام لنكولن " أعيد إصداره ليتزامن  مع إطلاق الفيلم . تتحدث لارسن نيابة عن صانعي الفيلم رغم انها لا تتفق مع نهاية الفيلم حول تجريم سورات. في مقابلة هذا الأسبوع، سألت لارسن عن ماري سورات الغامضة، و عن الدور الذي لعبه جنسها كأنثى، و عن المحاكمة التي ستبقى وصمة في تاريخ العدالة الأميركية. سؤال : لماذا لا يعرف المزيد من الاميركان عن المؤامرة الكبرى لقتل ليس فقط أبراهام لنكولن و إنما أفراد حكومته أيضاً، حتى نائب الرئيس؟  الشك الذي يساورني هو ان قصة المؤامرة اختفت في أعوام الثمانينيات ( 1880 ) و بالتأكيد في سنوات التسعينيات ( 1910 )، بسبب  محاولات توحيد الشمال و الجنوب و محو أسباب الحرب الأهلية من الذاكرة، فقد ضاع الكثير من ذلك و ساد منهج القضية الضائعة : لا يمكنك الاستمرار بالحديث عن مؤامرة الجنوبيين الذين قتلوا الرئيس . من الأفضل إلقاء اللوم على شخص واحد. من المهم جدا أن يعرف الاميركان القصة الحقيقية بدلا من تمريرها بسرعة و إلقاء اللوم فيها على جون ويليكس بوث . هناك أشخاص حقيقيون متورطون، قاموا بذلك لسبب ما، و كل ذلك تم تغليفه في قضايا الحرب الأهلية. الاميركان لا يرغبون بالحديث عن الحرب الأهلية التي حصلت، لكن من المهم أن نناقش و نتحدث عن حقيقة ما حدث فعلاً. كانت سورات جزءا من المؤامرة، لكن  عندما يتعلق الأمر بالنساء، فان المرأة  المؤرخة  تمر مرورا عابرا  او   تعتم على تورط النساء، و هذا ما حصل مع ماري . إن  قصتها تذكرنا بأنه حتى النساء يمكن ان يرتكبن أعمالا شريرة . كانت ذكية جدا و مقتدرة قررت ان تساعد جون ويليكس بوث، و نتيجة لذلك سقط الرئيس قتيلا . لقد تغير مسار نهاية الحرب الأهلية و الاعمار – و كيف ان الحرية سوف تنهك اربعة ملايين كانوا قبلا يستعبدون الناس - . لقد لعبت دورا في ذلك و نحن بحاجة الى معرفة الكثير عنها. لدينا  امرأة من الطبقة الوسطى  كانت تدير مدرسة داخلية . يا لها من واجهة جيدة، لا احد سيشك بانها من الممكن ان ترتكب خطأً . كان غطاء جيدا، لكنها اعتمدت عليه أكثر من اللازم، و لم تتوقع ان شناعة و فضاعة    ما حصل قد طغى على كل مفاهيم الناس التي كانوا يحملونها في العصر الفكتوري عن دور المرأة في المجتمع . لقد  تصورت انها ستنجو بفعلتها، و ان من المستحيل تعليق  امرأة على المشنقة،  لكنها كانت مخطئة . سؤال : ما الشيء الفريد في محاكمتها هي و الآخرين؟هذا غير عادل أبدا،  لا شك في ذلك . و من المؤكد إن جميعهم غير مذنبين، الا ان  الأدلة و كل شيء كان ضدهم، حاول محامو الدفاع اجتناب الادعاء العام و القضاة . جاهدت عائلة د. صامويل مود، احد المتهمين بالمؤامرة، من اجل تنظيف سمعته . لكن ماذا عن أبناء و أحفاد سورات؟إذا كان من المقرر شنقهم، فإنها تستحق الشنق أيضا . كان بإمكانها إيقاف ذلك، كان بإمكانها ان تبلغ عن محاولة بوث للخطف و القتل، لكنها لم تفعل ذلك. هذا شيء غير مريح، لكنه الحقيقة. اذا ذهبت الى ماريلاند، عليك ان تمر على متحف سورات في مدينة كلنتن. تقول شبكة المتحف انه " يعرض أنواعا من البرامج و الأحداث، و يعيد تاريخ حياة منتصف القرن التاسع عشر و يسلط الضوء على شبكة مؤامرة لنكولن الرائعة . في نفس الوقت، فان بلتيمور هي موقع المقبرة التي تضم رفات عائلة بوث. قمت بجولة في المقبرة قبل سنوات و اخبرنا الدليل بان الزوار معتادون  ان يضعوا قطعة النقود المنقوش عليها وجه لنكولن في الحرف "O " من اسم بوث.  عن/ الكريستيان ساينس مونيتر