اجرى الحوار/ علاء المفرجيالادعاءات كثيرة في الشعر وفي النقد! متى ما صرنا باحثين جادين عن الفن وحقيقته، انتقلنا إلى موقع اقرب لعلمية الثقافة. وهذا لا نجده الآن إلا في بعض الدراسات الأكاديمية. مشكلة كتاب النقد عندنا والعديد من الأدباء انهم يرون "الأكاديمية" سُبّة
 وهذه وسيلة لتغطية اللاعلمية في الكلام… يجب ان يعبر الشعر عن عصره ولكن ان يسنده رسوخ تقاليد وتقدم فني يتناسب وتقدم العصر، العصر ليس مشاكل واحتياجات حسب، هو آفاق ورؤى جديدة وطموحات مستقبلية، وبذلك يرتبط الأدب بالثورة..الشاعر والمثقف الموسوعي ياسين طه حافظ، يلخص في هذا الحوار مع المدى تجربته التي امتدت لاكثـر من اربعة عقود.. نتوقف خلاله مع آرائه في الحياة والوطن والشعر.rn بدءاً الشعرية العراقية إسهاماتك فيها؟rn- حسناً قلت "الشعرية العراقية"، فأنا أرى بدايات ملامح يمكن أن تكون بها صفة "العراقية"، موضوعَ تأمل، لم يتضح المشهد تماماً حدّ عزل الشعرية في العراق عما حولنا في المنطقة، لكن ثمة ملامح تشير إلى شيء من ذلك.أما سؤالك عن إسهاماتي، فمن المفترض أن يجيب عنه غيري، لكن ليس لنا رصد جيد ودقيق، النقد عندنا عَجل، وفي أحيان كثيرة يعتمد الانطباع والقراءات الجاهزة. هذان العنصران هما المعتمدان وهما غير كافيين وليسا علميين. لا يخلو النقد عندنا من خطابية، على أية حال الادعاءات كثيرة في الشعر وفي النقد! متى ما صرنا باحثين جادين عن الفن وحقيقته، انتقلنا إلى موقع اقرب لعلمية الثقافة. وهذا لا نجده الآن إلا في بعض الدراسات الأكاديمية. مشكلة كتاب النقد عندنا والعديد من الأدباء انهم يرون "الأكاديمية" سُبّة وهذه وسيلة لتغطية اللاعلمية في الكلام.بإيجاز قدمت تجريباً مهما في قصائد الأعراف والبرج، وفي "ما قاله آخر الخطباء"، لي تجارب في اللون والموسيقي والإخراج السينمائي للمشهد البانورامي في القصيدة المركبة، كما إن حياتي وتفاصيلها واضحة شعرياً والتوثيقية حظيت بجماليتها وبقيت فناً، تجاربي في القصائد الملحمية المطولة مهمة كتجارب متفردة وليست نمطية، نحن نتثقف ونعمل بجد ما استطعنا.. أظن تجربتي تمتلك ما يميزها.. على أية حال هذا ما تمكنت منه حتى الآن 14 مجموعة شعرية و 15 كتاباً مترجماً والعديد من الدراسات الأدبية والفكرية.. المهم أن يكون الإنسان جاداً وحريصاً، على ألا يقصر في فنه أو في عمله.rn بين لغة الناس ولغة الشعر ما يصنع عزلة، كيف يكون التواصل؟- لا اعتقد إن سبب العزلة هو اللغة، ولكنه فن صياغة العبارة وأفق التفكير، لنقر أولاً بوجود فجوة ثقافية تجعل الرؤية والفهم مختلفين عند الطرفين لكن لنقر أيضاً بان ليس المبدع دائماً هو المتفوق ثقافياً، قد يكون متفوقاً في المهارة التعبيرية، فإذا رافق المهارة الجيدة فكر وثقافة جيدان امتلكنا أدباً متفوقاً، أما إذا تيسرت المهارة التعبيرية وافتقدنا الوعي الخاص والثقافة، فسنظل نتعثر بالحطام والأنقاض. لابد من استكمال الإجابة. البراعة في العمل الفني تستلزم دربة شخصية في التمكن من التعامل مع مادة الحياة اليومية،اعني التماس مع النسغ. المران يُعلِّم، كما الإهمال واللامبالاة يهيلان التراب على العمل. القارئ معذور في هذه الحال وعلى الكاتب الإقرار بان شيئاً مهماً ينقصه!rn يتحدثون عن الجمالية والجمال في العمل الأدبي، لكنهم لا يحدّدون، رأيك في هذه الميوعة أو الادعاء؟- لا أراه ادعاء ولكن هلامية القصد واضحة، علم الجمال- تراني اسميه علماً- يخضع من حيث المبدأ إلى ما تخضع له العلوم الأخرى من أسباب وجود ومرجعيات وقد جرت دراسات جادة معتمدة على السيكولوجيا والتاريخ الشخصي وعلى المنظور الاجتماعي، كما جرت تجارب مختبرية.. أنا لا أميل إلى التحديد المختبري لكن العلمية في الدرس مطلوبة، لم تعد غريبة ولا مجهولة أسباب كون الشيء جميلاً، وفي الدرس اللغوي تحددت أمور كثيرة..بعض الدراسات التي يمكن وصفها "ضد الواقعية"، تنحو منحى غير مادي وتبتعد، متباهية، عن النفعية في الفن وفهمه، وكأن الفن المعاصر ابن الريـــــــــــــــــح لا ابن بيئة وظروف اجتماعية واحتياجات إنسانية.. العقلانية مطلوبة في الدرس ومعيب نشر الأكاذيب!rn وبالنسبة للشعر تحديداً؟- مثلما هناك عناصر تكوينية، هنالك أيضاً مهارة اختيار زاوية النظر وخبرة في التركيب اللغوي، وامتياز ذوقي وفكري، للفعل الناتج. وسواء كانت وراء هذا الفعل الناتج ما يسمى بـ(البلاغة) وعلم المعاني او كانت وراءه الأفكار والمديات الإنسانية الجديدة ، فأن الترابط بين قيم الشعر وقيم الحياة يصنع جمالاً" لا يمكن اليوم التمسك بالرؤية السحرية للعالم".بحسب ريجاردز.rn قلت في لقاء: انك تنظر للأرض أكثر مما تنظر للسماء هل تعني انك مادي؟- النظر إلى السماء، قد يكون المقصود به الغيبية أو المثالية أو الابتعاد عن الواقع، وقد يكون المقصود به الحقائق الفلكية وفهم الأنواء والطبيعة، أنا أديب، إذن المقصود إني رجل واقعي علمي، صلتي بالثقافة غير مقطوعة عن التاريخ والاقتصاد والمجتمع، ظروفه ومعتقدات