متابعة/ المدىكشف قائد شرطة بغداد امتلاكه مجموعة وثائق تتعلق بهروب المعتقلين من سجن البصرة، فيما أكدت اللجنة المكلفة بالتحقيق انها واجهت ضغوطات من قبل جهات سياسية، لم تسمها، من أجل "تسييس" الملف. وقال اللواء عادل دحام إن هناك عدة وثائق تثبت تورط مسؤولين كبار بأحداث هروب المعتقلين من سجن البصرة مؤكدا انه سيتم الكشف عن تلك الوثائق المهمة والخطيرة في وقت قريب. والطريف بالأمر انه خرج من دون تأشيرة.
وتضاربت الأنباء أمس حول أسباب غياب أبو علي البصري المستشار الأمني لرئيس الوزراء المالكي، فيما أبدى ائتلاف دولة القانون انزعاجه من استهداف مكتب المالكي على خلفية التحقيق في هروب سجناء من معتقل البصرة. وفي وقت أكدت مصادر أمنية للمدى أن البصري يتمتع بإجازة أمدها شهران، كان قد تقدم بطلبها إلى الحكومة لأسباب صحية، ظهرت تسريبات صحفية تفيد أن المستشار المشتبه بتورطه بحادثة سجن البصرة قدم استقالته قبل بدء التحقيق.وكان في ذلك الوقت اللواء عادل دحام قائدا لشرطة محافظة البصرة وتم استدعاؤه من قبل لجنة تقصي الحقائق في هذه الحادثة للتحقيق معه وذكرت مصادر من داخل اللجنة تورط مسؤولين كبار بينهم منتسبون بمكتب رئيس الوزراء نوري المالكي.وأرجعت لجنة حقوق الإنسان النيابية سبب ذلك إلى الفساد المالي والإداري والولاءات الحزبية، مشيرة إلى أن تكرار الظاهرة ولدت حالة من الاستياء لدى الشارع العراقي.وقال عضو اللجنة والنائب عن القائمة العراقية زهير الاعرجي، إنه "لا تزال لغاية الآن هناك بعض الجهات تتعاون مع المجرمين في كثير من الأمور منها الدفاع عنهم في المحاكم واستغلال موضوع المعتقلين الأبرياء".وأوضح الاعرجي أن "هناك جهات أمنية متهمة بالتعاون مع المعتقلين بحكم الفساد المالي والإداري والولاءات الحزبية".وقد فر 12 سجينا متهما بقضايا تتعلق ب "الإرهاب" في شهر كانون الثاني الماضي من سجن في مجمع القصور الرئاسية في منطقة البراضعية القريبة من مركز مدينة البصرة.وشكل مجلس النواب لجنة للتحقيق في الموضوع، وتتكون من عضوية كل من النائب عدي عواد واسكندر جواد وتوت وحامد عبيد وبكر حمه صديق وصباح جلوب وهفال خضر وقاسم محمد وعامر حسان وعدنان جبار صخي.وقال عضو اللجنة والنائب عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري عدي عواد لوكالة كردستان للأنباء، إن "لجنة تقصي الحقائق استدعت الكثير من المتهمين المتورطين بعملية هروب سجناء من القصور الرئاسية في البصرة"، مبينا ان "التوصيات جاءت نتيجة وثائق وأدلة واعترافات من بعض الذين تورطوا في هذه العملية".وأوضح ان "واجب مجلس النواب متابعة هذه التوصيات والضغط على الحكومة لتطبيق ما جاء فيها بكل السبل الدستورية والقانونية"، مشير إلى أن "عدم تطبيق توصيات اللجان سواء في مجلس النواب أو وزارة الداخلية سيكون له الأثر البالغ على تردي الوضع الأمني".وأضاف عواد، ان "اللجنة تعرضت لضغوطات، وحاولت عدة جهات تسييس هذا الملف تجاه عدم الخروج بتوصيات حاسمة لكن اللجنة رفضت تلك الضغوطات"، مؤكدا أن "مجلس النواب وأعضاءه يشددون على هذه التوصيات".ولم ينشر تقرير أو توصيات لجنة تقصي الحقائق النيابية حول هروب السجناء بشكل رسمي، إلا أن معلومات مسربة قبل أيام أشارت إلى تورط كل من مستشاري مكتب رئيس الوزراء للشؤون الأمنية أبو علي البصري وأبو عمار البصري وذلك عن طريق استخدامهما لصلاحيات غير قانونية ساعدت بهروب السجناء.وأفادت مصادر مطلعة أن احد الضباط الكبار في لواء بغداد والمقرب من المستشار الأمني لرئيس الوزراء نوري المالكي قد هرب الى جهة مجهولة منذ يوم أمس موضحة ان العميد علي فاضل عمران احد ضباط لواء بغداد وهو احد المقربين من المستشار الأمني عبد فاضل عبد قاسم والملقب بابي علي البصري.إلى ذلك، نفى ائتلاف دولة القانون تورط مكتب القائد العام للقوات المسلحة، بعملية هروب معتقلين من سجن البصرة، وفي حين أكد أن الاتهام سياسي يهدف للطعن بشخص المالكي، واعتبر تصريحات أعضاء لجنة تقصي الحقائق اجتهادات شخصية.وقالت مصادر مقربة من دولة القانون إن قيادات القائمة منزعجة من تقرير لجنة تقصي الحقائق حول هروب معتقلين من سجن البصرة، كونه لم يشر إلى تورط مكتب رئيس الوزراء في هذا الأمر.وقد ذكرت مصادر إعلامية أن أبا علي البصري قد هرب هو الآخر الى جهة مجهولة بعد افتضاح أمره في قضية تهريب الـ 12 إرهابيا من تنظيم القاعدة الإرهابي كانوا معتقلين في احد سجون البصرة فيما أوضحت المصادر أن مستشار المالكي الأمني المدعو (أبو علي البصري) قد هرب بواسطة طائرة خاصة أقلته الى خارج العراق وتعكس هذه التناقضات حالة من الفوضى والارتباك مع تزايد حوادث الخروقات الأمنية، والتي لا تسفر غالبا عن نتائج ملموسة وواضحة.وكان نواب يحققون في الحادثة منذ شهور قد رجحوا تورط شخصيات مهمة في مكتب القائد العام للقوات المسلحة بعملية هروب المعتقلين، مشيرين إلى أن عملية الهروب كانت مدبرة.وزارة الداخلية أكدت في كانون الثاني الماضي وجود مؤشرات تدل على أن الهاربين من سجن البصرة، مازالوا موجودين في إحدى مناطق المحافظة، مشيرة إلى أن عملية هروب السجناء تمت وفق صفقة مالية بين أهالي الفارين والعاملين في السجون المعنية.وكان 12 إرهابيا معتق
قائد شرطة بغداد: وثائق تثبت تورط مسؤولين كبار بأحداث البصرة
نشر في: 16 مايو, 2011: 07:23 م