 بغداد/ المدىأعلنت رئاسة إقليم كردستان عزم الرئيس مسعود بارزاني إطلاق مبادرة خلال أيام بشأن الاتفاقات بين الكتل السياسية في العراق.وقالت مصادر سياسية مقربة من رئاسة الإقليم إن إطلاق المبادرة سيكون بعد مشاورات سيجريها بارزاني مع قادة الكتل السياسية.
لكن تلك المصادر أكدت أن المبادرة الجديدة، التي يعتزم بارزاني إطلاقها، لن تلغي اتفاق أربيل بل ستضمن التزام الفرقاء السياسيين به.من جهته، كشف مستشار رئيس الوزراء لشؤون إقليم كردستان عن ضغوطات سياسية أمريكية وعراقية على بارزاني من اجل التدخل لحل الخلافات بين الكتل السياسية.وقال عادل برواري في تصريح لـ"المدى" إن بارزاني يعد الان صمام الأمان لحكومة الشراكة الوطنية التي تشكلت وفق اتفاقية أربيل، موضحا ان الخلافات الكبيرة التي حدثت بين القائمة العراقية والتحالف الوطني وصلت إلى مديات مقلقة.وتابع برواري "أن مناشدات أمريكية وأخرى من سياسيين عراقيين الى برزاني لأجل التدخل وحسم النزاعات بين الكتلتين"، متوقعا عقد لقاء بين علاوي والمالكي وبارزاني في وقت قريب من اجل النقاش والتباحث والخروج بحلول للمشاكل التي تعاني منها البلاد، لا سيما الأمنية منها.على صعيد، آخر، أعلن القيادي في ائتلاف الكتل الكردستانية، فؤاد معصوم، أن ملف المرشحين لشغل المناصب الأمنية في الحكومة لم يتم حسمه حتى الآن، مشيرا إلى ان بارزاني يبذل جهودا للوصول إلى اتفاق بين الكتل السياسية بشأن ذلك.وأفاد فؤاد معصوم لوكالة كردستان للأنباء، أمس الأحد، أن "مواقف الكتل السياسية العراقية بخصوص مرشحي المناصب الأمنية في حكومة نوري المالكي لم يطرأ عليها أي تغيير يساعد في حسم الملف"، مشيرا الى ان "الأنباء التي تحدثت عن عقد مجلس النواب العراقي جلسة استثنائية لحسم ملف المناصب الأمنية مجرد شائعات عارية عن الصحة".وأضاف معصوم ان "اجتماعا عقد بين عدة أطراف سياسية عراقية لبحث ملف مرشحي المناصب الأمنية لكنه لم يكن على الصعيد الرسمي"، مبينا انه "ليس من المتوقع حسم ذلك الملف قبل انتهاء عطلة النواب في 13 حزيران المقبل".وأوضح انه "رغم الخلافات الموجودة بين الكتل السياسية العراقية فان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني يبذل جهودا للوصول إلى اتفاق بين تلك الكتل بشأن المرشحين للمناصب الأمنية"، لافتا إلى ان "من المنتظر اجتماع رئيس الإقليم بالأطراف والكتل السياسية العراقية في الأيام المقبلة للوصول الى اتفاق في ذلك الخصوص."وذكر أن "الكتل السياسية قدمت في وقت سابق مرشحين للمناصب الأمنية إلى مجلس النواب حيث تم ترشيح سعدون الدليمي (وزير الثقافة الحالي) لشغل منصب وزارة الدفاع وتوفيق الياسري لوزارة الداخلية ورياض غريب للأمن الوطني"، مفيدا انه "لم يتم ترشيح أسماء جديدة لشغل المناصب الأمنية حتى الآن".وكان مجلس النواب العراقي قد أعلن عطلته الرسمية في 13 أيار الماضي والتي تستمر مدة شهر واحد.يذكر ان مجلس النواب كان قد صوت في 21 كانون الأول الماضي على منح الثقة لحكومة نوري المالكي والتي ضمت 42 وزارة، في حين تولى المالكي بنفسه وزارات الداخلية والدفاع والأمن الوطني بالوكالة لحين اختيار وزراء لها.وكانت القائمة العراقية دعت، في وقت سابق، إلى عدم "إغفال اتفاق أربيل" الذي تمخضت عنه الحكومة الحالية.وقال مستشار العراقية، هاني عاشور، إن مبادرة بارزاني الجديدة ستلقى تأييداً واسعاً إذا تضمنت تفعيل بنود اتفاق أربيل لأن الأزمة الحالية أخذت بالتصاعد ولا بد من نزع فتيلها، موضحاً أن بارزاني بصدد اقتراح حلول جديدة لتنفيذ اتفاق أربيل وبحث ذلك مع إياد علاوي (زعيم العراقية) قبل فترة قصيرة"، كما أورد بيان سابق لعاشور.لكن ائتلاف دولة القانون وجد أن العملية السياسية لا تحتاج مبادرة جديدة.وقال النائب عن الائتلاف عباس البياتي المقرب من المالكي في تصريحات صحفية إن العملية السياسية ووضع البلد لا يحتاجان مبادرة جديدة، فالمبادرة السابقة المتمثلة باتفاق أربيل وصلت إلى نتائج جيدة وهناك حوارات مستمرة بين التحالف الوطني والعراقية والتحالف الكردستاني ولم تتوقف.