متابعة/ المدى علل مسؤول خليجي رفيع المستوى عدم عودة العراق إلى مجلس التعاون الخليجي لنهجه السياسي "غير الحكيم". وتأتي هذه التصريحات في وقت يدعو مراقبون عراقيون الحكومة العراقية إلى تفعيل النشاط والتعاون الاقتصادي مع دول الخليج.وقال وزير خارجية سلطنة عمان إن سبب عدم قبول العراق في مجلس التعاون الخليجي
هو النهج السياسي "غير الحكيم" الذي انتهجه في العقود القديمة.وقال يوسف بن علوي "ليس هناك من مشكلة فلا يوجد شك بعروبة العراق فهو بلد عربي حد النخاع وساهم في إثراء الأمة لكن في العقود الأخيرة انتهج نهجا سياسيا غير حكيم"، مشيرا إلى أن ذلك "جعلنا لا نوافق على انضمامه لمجلس التعاون الخليجي".وكان بن علوي يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الأمين العام للجامعة العربية في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب حول عدم انضمام العراق لمجلس التعاون الخليجي رغم قربه للمنطقة الخليجية.وأصدرت الجامعة العربية عدة قرارات في ختام اجتماعها تخص الأوضاع الفلسطينية وتعيين أمين عام للجامعة العربية الذي يباشر أعماله في نهاية الشهر الحالي وعن المصالحة الفلسطينية وبلورة موقف عربي موحد حول إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.وأعلن في القاهرة عن اختيار وزير الخارجية المصري نبيل العربي لمنصب الأمين العام لـجامعة الدول العربية خلفا لـعمرو موسى، بعد أن توافقت مصر وقطر على ترشيحه وسحب المرشح القطري عبد الرحمن العطية.وقررت مصر في وقت سابق سحب ترشيح مصطفى الفقي لمنصب الأمين العام للجامعة العربية وترشيح نبيل العربي وزير الخارجية خلفا لموسى.يشار إلى أنه جرت العادة على توافق عربي على من يشغل منصب الأمين العام للجامعة وكان مصريا طول الوقت باستثناء الفترة التي نقل فيها مقر الجامعة العربية إلى تونس احتجاجا على إقامة سلام بين مصر وإسرائيل. من جانبه، قال النائب عن تحالف الوسط خالد سليمان أن العراق يبحث في المرحلة الراهنة التي يعيشها اليوم عن تقوية علاقاته مع جميع جيرانه المحيطين به، مبيناً إن عمقه في المنطقة يتمثل بوجود إخوانه من دول مجلس التعاون الخليجي. وشدد عضو لجنة الأوقاف البرلمانية في تصريح صادر عن مكتبه وتلقت المدى نسخة منه أمس الأول الأحد إن تحالف الوسط يرفض أي تهجم من قبل أي طرف على دول الخليج، موضحاً أن العلاقات بين الدول لا تبنى من خلال إلقاء التهم وإثارة العداء، وإنما من خلال التعاون البنّاء وحل المشاكل المتعلقة بكافة أشكالها عبر قنوات الحوار الهادف والبناء. ودعا إلى التعامل مع القضايا الشائكة والمعقدة بأفق منفتح يحقق مصلحة المنطقة برمتها كونها ذات أهمية استثنائية لأن الماكنة الاقتصادية العالمية تعتمد على مخزونها النفطي وبالتالي فهي لا تتحمل المزيد من الصراعات والاحتكاكات التي تعود بالسلب على أطرافها كافة.ويرى مراقبون أن من المفترض على الحكومة العراقية تفعيل القدرات الاقتصادية وتعزيز مسار تطبيع الحياة الجديدة وهذا بالتحديد ما سيجلبه احتضان دولة العراق الجديدة في إطار التعاون والتنسيق أوليا اليوم ولا نقول ضم العراق لعضوية كاملة في المجلس.ودعوا إلى التخلي عن تلك الأحمال من التعويضات وأعبائها الواقعة على جميع الأطراف وسيعود هذا القرار على دول المنطقة بنفع أكبر من القيمة المادية المنتظر إعادتها حسب جداول تتلكأ بقدر تلكؤ العملية الاقتصادية وبحسب قرارات نادي باريس وغيرها من العوامل.وطالبوا بالاهتمام بالفوائد غير الاقتصادية وتقديم الثمن المادي المناسب مقابل تلك الفوائد التي نعني منها الفوائد التي تعود على المنطقة من وراء إعادة إعمار العراق بما يجعل من المنطقة أكثر أمنا وأكثر حركة في التطور الاجتماعي والسياسي ومن ثمَّ أفضل في إقامة العلاقات الدولية المناسبة التي تعود على الدول والشعوب بكثير من الأمور الإيجابية ويعزز من موقعها وتأثيرها فيما يصبّ في مصالحها الوطنية أولا وآخرا.وكان مبعوث رئيس الوزراء إلى الجامعة العربية أكد أنه سلم الأمين العام للجامعة رسالة من رئيس الحكومة نوري المالكي، لم يكشف عن فحواها، رافضا الإدلاء بأي تصريحات عقب لقائه موسى، فيما أشارت مصادر سياسية إلى بوادر أزمة جديدة بين العراق ودول الخليج بسبب الإصرار على تأجيل القمة.وقال عدنان الأسدي إنه "سلم رسالة بعث بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى"، فيما لم يكشف عن فحوى الرسالة، ورفض الإدلاء بأي موقف حول موقف العراق من إرجاء اجتماعات وزراء الخارجية العرب.
مسؤول خليجي: أخطاء العراق تمنعه من العودة إلى مجلس التعاون
نشر في: 16 مايو, 2011: 08:07 م