 نادية الجورانيمشكلة السكن تؤرق معظم العراقيين اليوم ، ففي ظل ارتفاع اسعار الايجارات وانعدام المشاريع السكنية والغلاء الفاحش في الاراضي والعقارات اصبح الحصول على سكن حلما صعب المنال ، مواطنون عبروا عن استيائهم من استمرار أزمة السكن وتفاقمها يوما بعد يوم ، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الأراضي والبيوت وحتى الإيجارات وأكد المواطنون إن أزمة السكن في العراق مضى عليها نصف قرن ولم تستطع الحكومات السابقة ولا الحالية حل هذه الأزمة .
وأوضحوا إن من يملك دارا في وطنه يشعر بشعور المواطنة ومن لايملك شبرا تراه كفرد تائه وضائع لايعرف ماذا يصنع وماذا يريد .وقال فاضل العامري : أنا اسكن في غرفة عبارة عن خشب وكارتون ،مغطاة من السقف بنايلون ويا ويلنا إذا أمطرت السماء علينا،في منطقة الكرادة شارع الشركة الأفريقية .أما السيد عباس حسن كاسب متزوج فليس له سكن وهو يعيش في شقة عبارة عن حاوية لنقل البضائع وقد أكرمه صاحبها بها لمدة مؤقتة لاتتوفر فيها أية مواصفات صالحة للسكن البشري .وإذا أردنا أن نتجول في العراق فسنجد عوانل تسكن العراء وهم كثيرون وهذا يجرنا إلى موضوع الزواج المبكر فكيف بنا أن نؤسس دولة أسلامية من ضمن شعائرها الزواج المبكر وتحقيق الاستقرار للبشر وليس في هذه الدولة من يهمه أن يطبق مبادئ الإسلام الصحيح , بالتأكيد هذا أمر لايمت لهذه الدولة بصلة وليس له علاقة بقوانينها وشرائعها .يقول الطالب الجامعي عبد الرحمن حامد انه على وشك التخرج ويبغي الزواج من طالبة معه في نفس الجامعة والتي أبلغته جواب أهلها وبالأخص والدتها انه إذا كان لديه سكن حتى لو كان إيجارا فليأتي ! وانتم اعلم بأزمة السكن وغلاء الإيجارات .وسارع المواطن جواد في الحديث وفي قلبه لوعة من هذا الموضوع إذ قال : انا كاسب وارغب بالزواج كبقية الشباب الذين يريدون إكمال نصف دينهم ولكن أزمة السكن حالت بيني وبين هذا الموضوع وأضاف أرجوكم اكتبوا إلى المسؤولين أنني قلت ( أريد إكمال نصف الدين وأنا متأكد أنكم لاتعرفون الدين ) .أما السيد أبو نهاد العزاوي فيقول لقد زوجت أولادي الثلاثة وهم يسكنون معي في نفس البيت وكل واحد منهم في غرفة ،فترى المشاكل وعدم الاتفاق بين الإخوة مما أدى إلى زرع الكراهية بينهم الأمر الذي جعلني أتوقف عن زواج الولد الرابع .واقترح الشاب واقترحت الشابة الطالب والطالبة والمقترحات جميعها كانت متشابهة وهم يلخصون الموضوع الى الحكومة بحل سريع وجذري يساعد الشباب على الزواج والعوائل على الاستقرار وحصولهم على سكن لائق يضم جميع أفراد الأسرة بالبناء العمودي السريع الذي تعلن عنه وسائل الإعلام وتوفير الشقق بالتقسيط المريح .تقول هدى : سوف ابلغ الثلاثين من العمر وكلما نظرت إلى أخواتي وصديقاتي ورأيت معاناتهن في العيش بدون سكن إما مع أهل الزوج أو في الإيجار فاني اضطر إلى طلب سكن من أي شخص يتقدم لي وطبعا اطلب المستحيل لان من لديه سكن فان عمره لايقل عن الستين سنة! وتضيف بصوت عال إننا عندما نطالب بسكن من حكومتنا الموقرة فإننا نقول : ( لاخلف الله عليهم من فلوسنا )