بغداد/ علي عبدالسادة أكدت مصادر مقربة من لجنة التحقيق بحادثة هروب سجناء من معسكر بالبصرة أن الحكومة تسعى إلى تجميد القضية وإغلاقها نهائيا. جاء ذلك في وقت كشفت وزارة الداخلية رسميا عن تفاصيل محاولة هروب من يسمى بـ(والي بغداد) من سجن الرصافة الأسبوع الماضي. وكشفت المصادر الخاصة بالمدى أن لبساً خيم على قضية المتورطين بتهريب سجناء من البصرة، خصوصا مع ظهور شخصية جديدة تدعى (أبو عمار) البصري.
و(أبو عمار) هو شقيق (أبو علي) البصري، وهما موظفان يعملان في مكتب القائد العام للقوات المسلحة، لكن (ابو علي) هو من يشرف على عمل شقيقه الثاني.وكشفت المصادر أن المشتبه بتورطه بأحداث البصرة هو المدعو أبو عمار، وانه يمتلك شبكة اتصالات رفيعة المستوى مع مسؤولين في الحكومة الاتحادية وحكومة البصرة المحلية.لكن المصادر لم تكشف مزيدا من التفاصيل حول الدور الذي لعبه الموظف في مكتب المالكي لتهريب السجناء، غير أنها أفادت بأنه متورط بقضية سجن البصرة عبر تسهيل هروب السجناء من معسكر الاستخبارات الرئيسي في البصرة. وتتابع تلك المصادر بأن (أبو عمار) متوار عن الأنظار حاليا منذ حضوره الأول للتحقيق بالقضية. وترجح بان يكون المشتبه به قد غادر العراق متوجها إلى مكان خارج العراق. إلى ذلك نقلت المصادر عن أعضاء في لجنة التحقيق بأنهم غير مقتنعين بان الحكومة ستتعامل بجدية مع نتائج وتوصيات التحقيق.ونقل عن عضو في اللجنة رفض الكشف عن اسمه أن اللجنة تشعر بان الحكومة تحاول إغلاق ملف القضية دون الإعلان عن المتورطين بحادثة تهريب السجناء.وأضافت أن اللجنة رفعت عددا من التوصيات المهمة بخصوص التحقيق الذي استمر طوال شهور وكشف خلاله عن خيوط قادت نوعا ما إلى المنفذين والمتورطين بالمساعدة على التنفيذ. وتابعت المصادر: "رغم هذه التوصيات لكن الحكومة تجمّد العمل بها".على صعيد آخر، كشفت وزارة الداخلية أمس عن تفاصيل حادثة تهريب سجناء من معتقل الرصافة ببغداد كانت معدة وفق سيناريو تضمن احتجاز شرطي من قبل معتقلين خطرين أثناء مرافقتهم إلى الحمام.وقال البيان إن العملية بدأت حين تعرض الشرطي إلى ضرب مبرح اجبر على إثره فتح أبواب الزنزانة ليُخرج قسما من المعتقلين الذي سارعوا إلى الاستيلاء على الأسلحة.لكن البيان استغرق كثيرا في رواية تفاصيل الحادثة لكنه لم يشر إطلاقا إلى وجود تورط أو تلقي عناصر أمنية رشاوى من والي بغداد، كما كشفت مصادر أمنية رفيعة قبل يومين.واكتفى البيان بإلقاء اللوم على ما أسماه "الأداء الضعيف" لبعض العناصر الأمنية، وعاد ليشيد بأداء آخرين ساهموا في إحباط محاولة الهروب.
محاولات لغلق ملف البصرة.. والمحققون: الحكومة تجمّد توصياتنا
نشر في: 17 مايو, 2011: 10:27 م