متابعة/ المدىتأخذ الصراعات الجديدة بين رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وغريمه السياسي إياد علاوي المستمرة منذ أكثر من سنة ونصف طابعا تصعيديا من نوع آخر هذه المرة بدأت الكتل السياسية تتخوف من أن يؤدي استمراره إلى إدخال مستقبل العملية السياسية في المجهول،
لاسيما وان البلاد على موعد مع مجهول آخر وهو خروج القوات الأميركية أو بقاؤها والتداعيات التي ستترتب على القرارين.فالغريمان السياسيان بعدما فشلا باللقاء المباشر أشعلا الساحة السياسية بما سمتها وسائل الإعلام رسائل تم تداولها بين الزعيمين خلال الأسبوعين الماضيين، أوضحت حجم الصراع الذي تشكل بينهما، ففي نص إحدى تلك الرسائل يقول المالكي لعلاوي "دعني أغتنم هذه الفرصة لأقول لكم، أن مواقفكم طيلة هذه الفترة وحضوركم الإعلامي ومحادثاتكم في زياراتكم المختلفة للدول العربية وغير العربية لم تصب يوما لصالح البلاد والعملية السياسية، بل كنتم تسددون لها أقوى الضربات وتتهمونها بمختلف التهم من الطائفية إلى الدكتاتورية"، ليرد بعدها علاوي، برسالة تقول إن رسالة المالكي احتوت على "طائفية"، وليهدد بالدعوة لانتخابات مبكرة في حال استمرار تنصل الأخير من وعوده لاسيما ما يتعلق بمبادرة اربيل.وينطلق بعض السياسيين العراقيين في قراءتهم لتلك الصراعات من مبدأ أنها ناتجة عن الأساس الخاطئ الذي تشكلت عليه الحكومة وانعدام الثقة بين جميع الأطراف، لكن البعض الآخر يرجعها للشكوك التي يبديها المالكي في الآخرين خاصة قادة العراقية الذين جعلتهم حكومة الشراكة يحيطون به من جميع الجهات، في حين لا يؤكد طرف ثالث أن النزاع الحالي هو نزاع بين شخصين متنافسين وليس بين ائتلافين.ويقول القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان إن الصراع الدائر بين رئيس الوزراء نوري المالكي وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي "ليس بالجديد، وموجود في الأصل لأن تشكيل الحكومة بني على أساس خاطئ".ويضيف عثمان في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "حكومة الشراكة الوطنية كانت كذبة منذ البداية"، ويعتبر أنها "حكومة فرضها الأميركان وغيرهم وهي حكومة تجميع".لكن عثمان عندما ينتقد حكومة الشراكة يعود ليعترف أن العودة إلى الوراء لتشكيل حكومة أكثرية "هي أيضا أمر صعب وليس بالسهولة التي يظنها البعض"، ويوضح أن البلاد تعاني من مشاكل وتحديات كبيرة "بسبب انعدام الثقة بين الأطراف السياسية"، واصفا المشهد الحالي بأن "كل واحد يعمل ضد الآخر".ويوضح القيادي الكردي أن الشراكة الحالية جعلت "مجلس النواب ضد الحكومة والحكومة ضده، كما أن الكتل نفسها وحتى مكوناتها ضد بعضها البعض"، ويبين انه وفقا لهذه المعطيات فان كل الاحتمالات واردة بما في ذلك "حل الحكومة والبرلمان، أو إجراء انتخابات جديدة"، لافتا إلى ان الوضع الحالي "قد يودي بالجميع إلى المجهول".وكانت حدة الخلافات تصاعدت بقوة بين ائتلافي العراقية ودولة القانون، وهما اكبر ائتلافين فازا في الانتخابات البرلمانية التي جرت في آذار الماضي، وبلغت تلك الخلافات أشدها منذ مطلع أيار الحالي، ففي حين يتهم ائتلاف العراقية، بزعامة إياد علاوي الذي حصل على 91 مقعداً برلمانياً من أصل 325 مقعداً، دولة القانون بعدم تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بينهما وخصوصاً ما يتعلق منها بمجلس السياسات العليا والحقائب الأمنية وغير ذلك من الخلافات، فأن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي نال 89 مقعداً برلمانياً، يتهم ائتلاف العراقية بالتنصل عن مسؤوليته كونه شريك في الحكومة وأنه لا يقر بشراكته إلا في حال الحديث عن المكاسب.ويتفق المتحدث باسم ائتلاف العراقية شاكر كتاب مع من يقول أن "المالكي لديه شكوك بالآخرين"، ويلفت إلى أن "هذه الشكوك أفقدت المالكي ثقة الآخرين به أيضا". ويقول كتاب في حديث لـ "السومرية نيوز"، إن "المالكي لا يثق بأحد حتى بحلفائه داخل التحالف الوطني، وهو يتصرف على ضوء هذه الشكوك".ويعتبر كتاب أن شكوك المالكي "غير مبررة" ويشدد على أن "العراقية لا تحاول عرقلة عمل المالكي كما يشير البعض"، مبينا أن "مبدأ الشراكة الوطنية الذي بادرت به العراقية قوبل بشكل غير مسؤول من بعض الأطراف".ويستدرك كتاب أن "القائمة العراقية لا تحمل المالكي النوايا السلبية إزاءها، لكنها ترى أن الأخير لا يتقبل رؤاها ولا منهجها ويضع الشكوك والخلافات حاجزا بينها وبينه".ويشدد كتاب على أن "موقف العراقية وسياساتها الخارجية مبنية على روحية الانفتاح على الآخرين والتعاون لما فيه خدمة البلاد، لكنها أيضا تقف موقف الناقد والمراقب لكل الأمور التي تضر البلاد ولا تخدمها"، مؤكدا أن "موقف العراقية هذا لم يكن في يوم من الأيام موجه ضد شخص المالكي أو أي شخص آخر، بقدر ما هو ضد أي نهج وسياسة وموقف خاطئ".ويذهب أعضاء في القائمة العراقية إلى وصف الخلاف الدائر بين المالكي وعلاوي بأنه خلاف بين شخصين و
صراعات المالكي وعلاوي تهدد الجميع بطريق المجهول
نشر في: 19 مايو, 2011: 06:09 م