محمود النمراحتفى نادي الشعر في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين بالشاعر المغترب هادي ياسين ،وأدار الجلسة الإعلامي احمد المظفر الذي قال: اليوم سنحتفي بشاعر وتشكيلي وناقد سينمائي غادر العراق في عام 1997ليستقر في عمان ،وبعدها هاجر الى كندا ،ليعتكف في غرفة تحيطها الثلوج ،ليكتب بحرارة قصائده التي تشبه خبز التنور.
ثم تحدث الشاعر المحتفى به عن بداياته الأولى في المرحلة الابتدائية وتشكلاتها التي ترعرع بها وفي مرحلة المتوسطة والثانوية وكيف كانت لديه الرغبة الكبيرة في صقل موهبته الشعرية وقال : بعد المرحلة الجامعية حيث درست مادة الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة جامعة بغداد ،وبعدها حاولت التعرف او التقرب من الوسط الأدبي فتعرفت على خزعل الماجدي وجواد الحطاب وغيرهما . ثم عرج الى تجربة المنفى وكيف هناك الأجواء لا تمتلك الشعرية بل تمتلك أجواء مفتوحة وقال : ان الشعرية هنا في العراق ،بعدها قرأ مجموعة من قصائده .وفي باب المداخلات تحدثت القاصة والإعلامية عالية طالب عن علاقتها الطويلة مع هادي وسلوكه وتصرفاته وحبه للشعر الذي كان يؤمن ان الشاعر عليه ان يكون شاعرا ينتمي الى هذا المجال الإبداعي بإخلاص . ووصفه الشاعر محمد حسين آل ياسين انه نجم قاعة اتحاد الأدباء فهو طاقة لا تتكرر من بين اقرانه ،لقد كان متميزا في عالم الشعر وفي التشكيل وفي الإعلام وفي كل مجالات الثقافة والمعرفة ،وكنا نتداول ان الشاعر اذا هاجر من بلده فانه يفقد من شعريته الكثير ،ولكنه كسر الطوق اذ مازال شعره في الخارج في غاية من الدقة والمهارة ،وكأنه داخل العراق .وقرأ الشاعر محمد غازي الاخرس ورقة تشكلت من استذكارات ومعان مختلفة في علاقته مع الشاعر هادي ياسين جاء فيها :الأمر في الشعر والجماليات لا يقل خطورة وتأثيرا ،فنحن نعرف الآن مثلا ان نمطا معينا من الشعر قد ساد في الثمانينيات لا بفضل قوته بل بفضل تهيئة السياقات المؤسسية له ،مثلما نعرف أن النقد ساد في الفترة نفسها للأسباب عينها ،اقصد تهيئة سياقات مؤسسية معينة وهو ما يعني استبعاد باقي الأنماط وإخراجها من الخدمة .قدر تعلق الأمر بهادي ياسين – مثلاً – فإنني استطيع الآن وصف دهشتي الكبرى وأنا اكتشفه في الأردن بوعي جديد ، وعي يبدو وكأنه تحرر للتو من سياقات الثقافة العراقية ذات الطابع الإعلامي التي رزحنا تحتها.النقد خضير ميري وصف هادي بأنه شاعر مهم قائم وغير قائم وهو شاعر مقتصد يزن كلماته إلى درجة محسوبة وهو بالتالي جدير بأن تطبع له مختارات شعرية وذلك لكي يتسنى لنا ان نقرأه جيدا ،هذا الشاعر الخجول من الصعب السأم منه .وقال الناقد علي حسن الفواز : الشاعر هو الكائن الحالم المتلصص الذي يتجاوز على العالم او يرفع يافطات للتجاوز وهو يمثل المثقف الاجتماعي ،وهادي هو اكبر الأدباء حيازة عليهم ،والوجه الآخر لهادي فهو يشتغل على نوع خاص في النقد التشكيلي وهذا النوع من الاشتغال يحتاج الى نوع خاص لاستقراء اللوحة والصورة وخاصة في تلك الفترة، فهو قريب من القصة والشعر واللوحة وقد استغرق في اللغة وهي تصنع بطولات حتى وان كانت وهمية .هادي ياسين هو قصيدة شفافة فهو مثلما يرسم الطبيعة يشتبك معها ،ويستعيد هذا المحارب القديم اكتشاف العالم من جديد .وفي آخر الجلسة قرأ هادي ياسين بعضا من قصائده الذي كتبها في المنفى التي تحمل لوعة الغربة ،وقرأ أيضاً قصائد من مجموعته – كلام السراب. وفي ختام الجلسة قدم له الأمين العام لاتحاد الأدباء هدية هي ساعة الجواهري.
هادي ياسين في نادي الشعر ..المحارب القديم يكتشف العالم من جديد
نشر في: 20 مايو, 2011: 05:08 م