TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الطلبة.. عزيز قـوم ذل!

الطلبة.. عزيز قـوم ذل!

نشر في: 19 ديسمبر, 2012: 08:00 م

هي الكارثة بعينها تلك التي أصابت فريق الطلبة لكرة القدم الذي يمثل امتداداً لماضٍ مميز في رياضة أنديتنا! هو الارتجاج الذي ضرب كيان مصدر مُهم لنجوم الكرة، ولحق به الأذى، بل وشوّه صورة ناصعة كان يمثل الى فترة قصيرة مركزاً لتاريخ كروي مليء بالإبداع وموقعاً اقرب لأن يكون ركناً للنجوم الكبار!
نادي الطلبة في وضع عصيب .. فلا مال ينقذه من أزمته التي أضحت معضلة تتكرر في كل عام .. موقعه بقاع ترتيب فرق النخبة بعد ثماني جولات من انطلاق نسخة نخبة الدوري دليل على ما نذكره من إخفاقة ربما لم يتعرض اليها هذا النادي صاحب الشهرة ليس عراقياً، بل عربياً وقارياً !
ما حدث لكرة الطلبة، أشبه بأن يكون إذلالاً حقيقياً.. فالجهة التي تموله وضعت العصا في عجلة دورانه.. كيف لا وقد أرهقت الديون كاهل النادي الذي يشكل ـ كما قلت ـ اسماً اقرب لان يكون بمنجم الذهب!
لا اُريد ان اتطرق الى الاسماء التي كانت لها الشرف في تمثيل الطلبة ليس في كرة القدم فقط، بل كل الالعاب .. ولا اُريد ان اتحدث هنا عن الانجازات التي ارتبط اسم الطلبة بها بمختلف الفعاليات وعلى اغلب الساحات .. لكون ما يحدث للطلبة اليوم هو قتل متعمد مع سبق الاصرار!
فرياضة هذا النادي ايها الأحبة .. تكاد تحجب بالطريقة التي تضعنا امام تساؤلات واستفسارات مليئة بعلامات الاستفهام والتعجب .. من المسؤول عمّا يحدث لنادٍ كان الى فترة قصيرة ينافس على الالقاب بعد ان فقدها .. ومَن المستفيد مما يعانيه الطلبة من (سرطان) يأكل جسده الذي تعافى قبل سنوات قبل ان ينتكس اليوم ويصبح اقرب لأن يكون عليلاً بلا حول او قوة!
نعم.. كرة الطلبة اليوم لا تقوى على الحركة، ولا تتمكن من امتاع عشاقها او حتى تجلب انظار نجومها الذين اسهموا في ايام مجدها في معانقة الجوائز ورفع كؤوسا ملأت خزائن النادي في زمن التألق!
في رأينا ان ما تواجهه كرة الطلبة من ازمة خانقة تحولت الى مشكلة .. امر مخطط له، فلا يُعقل ان يبقى الجميع من مسؤولين وقياديين من دون ان يحرك أيّ منهم ساكنا امام الدموع التي ينثرها كل من يحب هذا النادي.
اعترف انني لست بمشجع او مؤازر طلابٍ، لكنني احب الطلبة اسما وتأريخا بجذوره وما حققه من سمعة كبيرة بمختلف مدن البلاد، ليس في بغداد حيث مقرّه .. وسأقف الى جانب معاناته ومشكلته الى ان يتم حلها، فنادٍ مثل الطلبة، ينادي على من له ضمير يرتقي الى درجة ايجاد الحلول التي تكمن في انتشاله من الغرق في بحر الدوري الذي دفع بالفريق الى الموقع 18 الأخير.
في تصوري الشخصي .. ان الطلبة يمرض لكنه لن يموت.. يصيبه الأذى، لكنه يعود قوياً متمسكاً.. فالطلبة بحاجة الى من يعرف العلة التي يعاني منها ويشخـِّص علاجه بأسرع الطرق وأسهلها .
فعلا ان وزارة التعليم العالي تتحمل مسؤولية كبيرة وليست كاملة في ما يُصيب الطلبة من مأساة.. فالطلبة اليوم طريح الفراش، لا يقوى على مجاراة حتى فرق ليس لديها عمق كعمقه في سجلات دوري النخبة.. وانقاذه واجب على كل من يدرك اسم هذا النادي الذي يصارع من اجل الحفاظ على تراثه الكروي بين بقية اندية الدوري !
اخيراً وللأمانة.. فأن اللوم لا يقع على عاتق وزارة التعليم العالي وحدها .. برغم انها المسؤولة عن إدامة العمل في هذا الصرح.. فالادارة تتحمل الكثير مع انها مدانة بمبالغ هائلة لا اول لها ولا آخر .. فإنها تتحمل ايضا وزراً مهماً وهو فشلها في ايجاد صيغ ناجعة تحل ما يواجهه فريقها.. اما اذا بقيت الامور من دون ان نجد العقلاء من القوم في انقاذ عزيزهم من الإذلال بهذه الطريقة.. فلنقرأ على اسم الطلبة السلام .. ونبقى نترقب ماضيه فقط بعيداً عن مستقبله المجهول!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جائزة الجوائز

عندما يجفُّ دجلة!

الأقليات وإعادة بناء الشرعية السياسية في العراق: من المحاصصة إلى العدالة التعددية

كلاكيت: المدينة والسينما حين يصبح الإسفلت بطلًا

مأزق المكوَّن المسيحي في العراق: قراءة في محنة الوجود والذاكرة

العمود الثامن: جائزة الجوائز

 علي حسين منذ أن إطلقها الراحل سلطان بن علي العويس في نهاية عام 1987 ، حافظت "جائزة العويس" على التقدير والاحترام الذي كان يحظى به اسم مؤسسها الراحل ، والأثر الكبير الذي تركه...
علي حسين

كلاكيت: المدينة والسينما حين يصبح الإسفلت بطلًا

 علاء المفرجي – 2 – المكان في الافلام العربية كان له حضورا مكانيا ورمزيا واضحا، لكنه ايضا لم يكن هذا الحضور يتعلق بالمكان كجغرافية، أو ثقافة، او تأثير. فالقاهرة في أفلام يوسف شاهين...
علاء المفرجي

الأقليات وإعادة بناء الشرعية السياسية في العراق: من المحاصصة إلى العدالة التعددية

سعد سلّوم تُظهر القراءة في التحوّلات الأخيرة التي شهدها النظام الانتخابي بعد تعديل قانون الانتخابات عام 2023 أنّ العملية السياسية عادت إلى بنيتها التقليدية القائمة على ترسيخ القواعد الطائفية والمناطقية. وقد تكرّس هذا الاتجاه...
سعد سلّوم

عندما يجفُّ دجلة!

رشيد الخيون لو قُيِّضَ للأنهار كتابة يومياتها، لكان دجلة أكثرها أحداثاً، فكم حضارة، سادت ثم بادت، نشأت على شاطئيه، وغمرها ماؤه، مِن أول جريانه وحتَّى جفافه، هكذا تناقلت الأخبار، أنَّ المنبع حُجب بالسُّدود العملاقة...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram