 إياد الصالحي
ساعات قليلة ويبدأ أسود الرافدين حملة انتزاع اللقب الثاني في تاريخ مشاركتنا ببطولة غرب آسيا أمام منافس عنيد أكد هو الآخر سعيه الجاد للعودة بكأس البطولة الى دمشق الجريحة.
وتبدو ملامح استعداد منتخبنا "معنوياً وفنياً" متكاملة بعد مشاهدتنا له في الدور نصف النهائي أمس الأول الثلاثاء حيث أنهى مواجهته التي توقعناها مصيرية أمام عُمان وإذا به يُنهيها بفوز سهل أثار الارتياح في نفوسنا ووسع أفق الطموح بالتنافس على كأس البطولة في ظل النجاح اللافت الذي حققه المدرب حكيم شاكر مع اللاعبين بالرغم من مهمته "الطارئة" التي استوجبت مصاحبته المنتخب بعد مفاجأة زيكو اتحاد الكرة بقرار الاستقالة الذي كانت نتائجه ايجابية وليست سلبية كما ظن البعض ، فقد شرع الجميع لوضع اسم العراق نصب أعينهم ولم يبالوا لانسحاب الرجل من مهمته وعضّدوا وحدة الفريق بقيادة ابن البلد وسموا بروحهم القتالية ولم يهنوا امام منتخبي النشامى ونسور قاسيون مثلما شاهدنا وأحسسنا اندفاعهم المتوازن لإعلاء شأن الكرة العراقية.
حقا ان مغني الحي أطربَ وسرق الإعجاب هذه المرة .. ودفـّق أملاً كبيراً في عروق المنتخب الوطني ، مؤكداً قدرة المدرب الوطني على تطويع الظروف الصعبة لمصلحة الجميع ، وما زاد من رصيد حكيم شاكر المهني عدم تهربه من المسؤولية وقبوله المجازفة مع أسود جًدد لم يزل أكفأ لاعب بينهم يحبو في مسيرته الدولية وليس في ذلك عيب طالما ان التغيير حتمي لتجديد العطاء والتخلص من عقد الماضي القريب ومشكلاته ، وربما هي الحسنة الوحيدة التي تركها زيكو في ملفه المثير للجدل بعدما وضع خطة انتحارية لم يسبقه احد في تصفيات المونديال زج عدداً من الشباب لتنفيذها مجردين من اسلحة الخبرة والحصانة النفسية في هكذا صراعات كروية كبيرة امام اليابان واستراليا والأردن وعُمان.
فالحصاد آتٍ اليوم بشكل يسعد جميع العراقيين المترقبين لاستعادة روح الانتصار فوق منصات البطولات التي كان آخرها الانجاز الخالد في ليلة الإعجاز الاستثنائية بجاكرتا 2007.

***
في الوقت الذي تحيط برئيس اللجنة الاولمبية الوطنية رعد حمودي سلسلة من الأثقال الكبيرة التي تنوء بها الرياضة العراقية منذ أعوام عدة نتيجة تكالب الصراع في اتحادات ما وتقهقر نتائج عدد كبير من المنتخبات بسبب فوضى الإعداد وسوء خيارات المدربين وتقاطع الاداريين المسؤولين عن تنفيذ مناهج تلك الاتحادات بما أضفى صورة قاتمة على مستقبل الرياضيين والعابهم ، وسط كل ذلك لم ينس حمودي دور الإعلام عصب استقرار ونجاح رياضتنا، وفطن الى غياب التنسيق الصحفي بين ابناء صاحبة الجلالة مع مكتب إعلام الاولمبية منذ توليه المسؤولية حتى الآن نتيجة لاسباب كثيرة لا يسع المجال لذكرها ، وقرر إسناد مهمة ادارة المكتب للزميل ضياء حسين في اختيار ذكي وموفق ومحسوب من جميع النواحي نظراً للكفاءة المهنية التي يتحلى بها حسين فضلاً عن توافر شروط النزاهة والحياد في عمله طوال المدة التي عرفناه خلالها بعيداً عن تلك الفترة التي شهدت مساجلات مثيرة عقب رسالته الاخيرة التي نعى فيها موت أمل الأسود في تصفيات كأس العالم 2012 بفعل فاعل!
حقيقة لمست من خلال اتصال هاتفي مع الزميل ظهر أمس الاربعاء تفاعلاً كبيراً مع الطروحات الموضوعية التي نهدف منها تفاعل رعد حمودي معها لاعادة صياغة تعاون الاعلام مع اللجنة الاولمبية ومداواة الشرخ في ذلك العصب الذي سببه تغافل اللجنة عن التعاطي مع جرعات النصيحة ، وتبني هيئة رأي يمثلها نخبة من الصحفيين الانقياء روحاً وعملاً وسمعة ، يجدون عيوناً تراقب انتقاداتهم ، وآذاناً تسمع نداءات عاجلة ، وعقولاً ترجح منطق الكلمة الطاهرة حتى لو كانت حروفها تفتح نار النقد وليس الحقد لإذابة جمود مسؤولي الاولمبية أزاء قضايا رياضية مهملة.
مبارك زميلنا ضياء مع الأمينين رحيم الدراجي ومؤنس عبد الله وهم يتصدون لمهمة كبيرة تحتاج الى تضافر اسرة الصحافة الرياضية و(المدى) ستكون في مقدمة ركب المساهمين بدك دعائم مشروع التعاون بلا حدود.