اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > حملة الشهادات.. كفاحٌ يومي لكسب الرزق الحلال على أرصفة الشوارع!

حملة الشهادات.. كفاحٌ يومي لكسب الرزق الحلال على أرصفة الشوارع!

نشر في: 21 مايو, 2011: 06:10 م

 رشيد العزاويفي عموم محافظات العراق .. وفي بغداد ((العاصمة)) بالذات تجد ارصفة الشوارع والطرقات قد تحولت الى اسواق شعبية ، رغم الجدران الاسمنتية التي زرعت من حولها .. حيث تجد باعة هنا وهناك بينهم اعداد كبيرة من حملة الشهادات العليا من الذين لم يستطيعوا الحصول على وظائف حكومية .. هؤلاء الخريجيون كان يمكن ان يكونوا أساتذة او موظفين او مهندسين وفنيين في مشاريع  بحد ذاتها لو ان هنالك  ستراتيجية اقتصادية صحيحة تعينهم على كسب لقمة العيش في بلد عمت الفوضى نظامه الاقتصادي ..  شباب وجدوا انفسهم  مضطرين للجوء الى الشارع وبذل جهوداً شاقة لايحصدون منها الا القليل من الرزق الحلال ..
لم يعد يصدق الكثير من العراقيين وعود الحكومة بالنهوض بالأقتصاد الوطني .. مع ان ميزانية الدولة تجاوزت الضعف عما كانت عليه في السنوات السابقة .. لذا خرجوا محتجين في تظاهرات شعبية من اجل الاصلاح. قد يكون الموضوع مطروقاً لاكثر من مرة , لكن من المهم اثارته بين فترة واخرى وتسليط الاضواء عليه , كونه صار ظاهرة لابد من وضع المعالجات لها.(المدى) تجولت بين باعة الارصفة في العديد من مناطق بغداد واسواقها التجارية لتثبيت حالة سلبية تتمثل في ان العديد من هؤلاء الباعة هم خريجو كليات الذين باتت اعدادهم تزداد .. وان بعضهم يحمل شهادات عليا الا انهم لن يتمكنوا من الحصول على فرصة عمل كونهم لايمتلكون العدد الكافي من (الوريقات الخضر) التي يبدو انها جواز المرور الناجح للراغبين في التعيين في دوائر الدولة ! رغم التصريحات بمحاربة الفساد والمفسدين .أول المتحدثين كان محمد سعد الله (35) عاماً الذي  قال: انه  تخرج من كلية التربية قبل اكثر من عشرة اعوام وبعد احداث عام 2003 اغلق المعهد الذي كان يعمل فيه محاضراً ، فتحول الى بائع للعب الاطفال . واضاف وهو يقف وراء طاولته حاولت ولاكثر من مرة الحصول على وظيفة في وزارة التربية ولكن دون جدوى وآمل هذه المرة ان احصل على تلك الوظيفة (الحلم) بعد ان اعلنت وزارة التربية حاجتها الى الكوادر التدريسية باختصاص اللغة العربية والاختصاصات الأخرى .واوضح الرجل الذي كان يرتدي ملابس متواضعة مكتفياً بذكر اسمه الاول فقط (عصام) وهو يعمل مهندس حاسوب في ورشة مساحتها لا تتجاوز الـ (ستة أمتار) مربعة وقد أستأجرها لتصليح اجهزة الحاسوب في شارع الصناعة القريب عن الجامعة التكنولوجية قائلا: ان الظروف الاقتصادية التي يمر بها غالبية الشباب الخريجين قاسية جداً فانا اعمل لاكثر من ثماني ساعات يومياً لاضمن حياتي واساعد اخوتي . ويضيف المهندس عصام وهو يتوسط اجهزة مجزأة واخرى تنتظر دورها للتصليح لم احصل على وظيفة حكومية رغم محاولاتي المتكررة، وقد ارغمت قبل اشهر على دفع مبلغ (1500) دولار لشخص وعدني بتسهيل مهمة حصولي على وظيفة حكومية ولكن الوعد والمبلغ ذهبا ادراج الرياح !ويؤكد الرسام مازن بدري (32)عاماً وهو أحد خريجي كلية الفنون الجميلة أنه ومنذ أكثر من ست سنوات يتنقل بحقبيته التي وضع فيها فرش الرسم والالوان .. يتنقل من مكان الى آخر بحثاً عن فرصة عمل لإعالة والدته وأطفاله ولكن دون جدوى مضيفاً أنه ومجموعة من العاطلين كانوا قد سجلوا أسماءهم لدى مركز التشغيل والتدريب المهني التابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية والجميع كان يبحث عن فرصة عمل في أحدى الوزارات أو القطاع الخاص غير ان كل تلك الامال ضاعت سدا فالوظائف الشاغرة التي يعلن عنها المركز لاتوفر فرص العمل الا للاقارب و(الحبايب) متناسين عباد الله الاخرين والدليل على ذلك مضي اشهر عديدة على تسجيل الاسماء في سجلات المركز الذي لم نحصد منه سوى الوعود اذ اصبحت فرصة الحصول على عمل هي اقرب منها الى الوهم على الرغم من المراجعات المستمرة والوعود الكاذبة المتكررة !ويقول رأفت عبد الكريم البياتي احد خريجي كلية التربية الرياضية للعام الدراسي 2007 ان الخريجيين الجدد لايحصلون على التعيينات بسهولة  من دون اللجوء الى "واسطة " لتسهيل إجراءات معينة تسبق عملية تقديم اوراق التعيين الى اية جهة حكومية فقد اعتدنا ان نلجأ الى التعيينات الحكومية بفارغ الصبر في ظل غياب المشاريع الكبيرة التي يمكن ان تقوم بها الشركات العربية او الاجنبية , لذا لانملك الا ان نتوسل الطرق للحصول على درجة وظيفية وتقديم الاثباتات والشهادات والاوراق  علنا للفوز بوظيفة معينة رغم إن تجربتنا مرة في هذا المجال حيث ان التعيينات في الحكومة  غالبا ما تذهب الى اقرباء الوزير او المدير العام وابناء عمومتهم وخالاتهم وأشقائهم ، بغض النظرعن شهادتهم ومؤهلاتهم ... اما العاطلون المأهلون فيعودون خالي الوفاض بانتظار اطلاق الوظائف مجددا.. انتظار ممل وطويل غالبا ما يستغرق عاما او أكثر .. واضاف:.لقد باتت قضية البطالة من اهم التحديات التي تواجه الاوساط السياسية ، لاسيما أن غالبية الحلول المطروحة لن تتمكن من انهاء المشكلة بشكل كامل مع تزايد عدد العاطلين عن العمل واعلان منظمات المجتمع المدني .. عن احصاءات سنوية تفوق تلك التي تعلنها الحكومة بكثير .. ومع كل هذا وذاك سنبقى بانتظار بارقة الامل في الحصول على استحقاقنا لوظيفة نرتب من خلالها مستحقات ومتطلبات حياتنا اليومية .وعلى رصيف شارع الجمهورية عند سوق الشورجة .. وسط بغداد يقف ضابط سابق في الجيش فضل عدم كشف هويته ورتبته العسكرية يقف وراء طاولة الحلويات يراقب المارة بنظرات يائسة .. قائلا: إن الحديث عن العمل الحكومي من جديد أمر عقيم ،مؤكدا ان الحياة علمتنا ان العمل شرف مهما اختلف نوع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram