اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المندائيون محتارون بين الهروب خارج الوطن او التمسك بالأرض ومجابهة الإرهاب

المندائيون محتارون بين الهروب خارج الوطن او التمسك بالأرض ومجابهة الإرهاب

نشر في: 21 مايو, 2011: 06:13 م

 بغداد/ سها الشيخلي عدسة/ ادهم يوسف في منطقة جزيرة الاعراس وعلى ضفاف نهر دجلة الخير  كانت الجموع المحتفلة من الطائفة المندائية بعيد التعميد الذهبي ( دهفة ديمانة ) تمارس طقوسها الدينية في ذكرى تعميد النبي يحيى التي جرت في نهر الاردن قبل الاف السنين .
ابناء الطائفة  يحتفلون بهذه الذكرى كل عام وهم يتطلعون الى اعادة الاستقرار في العراق يجنبهم خيار الغربة والهروب خارج الوطن بعيداً عن شبح الارهاب  , الذي استهدف كل العراقيين وضمن مخطط خبيث لافراغ العراق من مكوناته  . المهم ان المندائيين يعتبرون هذا العيد عيدا قوميا ودينيا ، وهو واحد من اربعة اعياد يحتفل بها ابناء الطائفة الذين يعتبرون اول الموحدين منذ زمن نبينا الكريم ادم ابو البشرية..rn جزيرة الاعراس من تلك الجزيرة الساحرة المطلة على نهر دجلة الخير كانت لنا هذه الوقفة لنقل احتفالات ابناء الطائفة المندائية حيث التقينا شيخ الطائفة ستار الحلو الذي كان يرتدي الزي الديني الابيض المكون من خمس قطع بيضاء وهو يردد بوثا خاصة (سورة) من كتاب كنزا ربى ( الكتاب المقدس ) للطائفة و يقول : ( باسم الهي العظيم انا ( ... ) صبائتي بالنبي ابراهيم الكبير ، ان تزكيني وتصعدني الى العلا ) ويشرح لنا الشيخ الحلو طريقة التعميد وهي ان  يغطس المصلي  بالماء  ثلاث مرات ،بحيث يمر من على الراس ، على ان يكون المتعمد نظيفا جسديا وروحيا ، ثم يمسح جسم المتعمد بزيت السمسم المقدس  وهو شعار الاديان القديمة . وعن بعض تاريخ الطائفة حدثنا قائلاً : - تسكن الطائفة المندائية في بغداد وفي المنطقة الجنوبية من العراق وحيثما وجدت الانهار لان طقوسهم تعتمد على مياه الانهار الجارية ، وهم من اقدم الاقوام الموحدة التي سكنت العراق ولغتهم المندائية من اللغات السامية وتعود الى اللغة الارامية الام ، مشيراً الى ان عدد الطائفة لا يمكن تحديده فهو لم يتجاوز بعد المليون ونصف، وان غالبية الصابئة المندائيين يمتهنون مهنة الصياغة لانها تحتاج الى الدقة والصبرالى جانب الفن ، وهذا لا يعني عدم  بروز العلماء والشعراء والمثقفين من ابناء هذه الطائفة .-  اما عن الحياة الاجتماعية التي يعيشها ابناء الطائفة فقد اكد الشيخ الحلو انهم يعيشون بسلام واطمئنان مع اخوتهم من باقي الاديان والقوميات التي تشكل نسيج الطيف العراقي الذي بدونه لا يمكن ان يكون هذا الشعب الذي نطلق عليه بشعب وادي الرافدين ،  وكان وهو يحدثنا يمسك بغصن من ورق الياس الاخضر ، وعندما سالناه عن اهمية تلك الاغصان التي يحرص المتعمدون على رفعها والغطس بها اشار الى ان هذه الاغصان تعني السلام والمحبة وعودة الروح الى الجسم ، انها تعني الحياة بكل الوانها ومباهجها . وكانت اقراص من الطين المجفف المخلوط ب( التبن ) وهي بمختلف الاحجام تتناثر بين الجموع على الدكات وقد وضع عليها قطع ( فردة ) التمرالمغطى بمادة السمسم وكذلك السكر التي قالت عنها احدى السيدات التي كانت ترتدي ملابس التعميد الخاصة اننا نقوم بوضع الطعام على  هذه الاقراص المصنوعة من الطين المفخورالذي يسمى ( طريانة ) اوهي اشبه بالـ( صينية ) وهي مستخدمة منذ زمن النبي يحيى عليه السلام . ويستعرض الشيخ انمار عودة مهاوي الذي يحمل درجة ( تلميذ ) وهي اولى الدرجات في سلم المشيخة للطائفة  وهو طالب في كلية الاداب ، الجامعة المستنصرية / فرع التاريخ وعمره 23 سنة وهو اصغر المشايخ التي حضرت الى جزيرة الاعراس التي تقام فيها هذه الطقوس ، الاعياد الخاصة وهي  اربعة: - عيد الخليقة ويسمى ايضا بعيد الكرصة حيث يبقى ابناء الطائفة في بيوتهم لا يبرحونها لمدة خمسة ايام وهي المدة التي خلق الله بها الارض بعد الطوفان - عيد  التعميد الذهبي  ومدته يوم واحد ويكون في العادة عطلة رسمية لجميع ابناء الطائفة - العيد الكبير - العيد الصغير ويوضح ان التقويم المعتمد للطائفة هو التقويم الشرقي والسنة تبدأ في شهر شباط حسب التقويم المندائي الموافق شهر تموز وفق التقويم العربي ، وان عدد ايام السنة  360 يوما مطروح منها مدة عيد (الكرصة)  البالغة خمسة ايام اذ ان هذه الايام الخمسة غير محسوبة من عمر الفرد المندائي . وعن عيد التعميد الذهبي يشير الشيخ انمار الى انه يتوجب على الشخص المندائي ان يزاوله بعد شهر من عمره الى نهاية عمر الفرد ، على ان يقوم به كلما استطاع الى ذلك سبيلا ، وهو احياء ذكرى تعميد السيد المسيح من قبل يوحنا المعمدان ، وتاتي اهمية التعميد كون الفرد قد انتمى الى الديانة المندائية واصبح فردا صالحا فيها فالتعميد يعني اعتراف بوحدانية الخالق ومزاولة الصلاة الواجبة وهي ثلاث مرات في اليوم ، ودفع الصدقة و الزكاة .rn معاناة الغربة وأسبابها رغم ان الاخوة المندائيين قد جاء ذكرهم في بنود و فقرات  شريعة حمورابي القديمة الا ان عددهم ما زال قليلا بالقياس الى عدد الطوائف الاخرى في بلاد وادي الرافدين ، وقد حدد احد مشايخ الطائفة الذي رفض ذكر اسمه السبب فقال : سبب قلة عددنا هو ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram