كربلاء/ آكانيوز أوشكت مهلة المئة يوم التي حددها رئيس الوزراء نوري المالكي على الانتهاء لتقييم عمل وزارات حكومته ومعرفة مدى نجاحها أو فشلها ،فيما لا يزال المواطنون يتطلعون الى نتائجها،لكن البعض منهم ،وبينهم اعلاميون،ومراقبون،يعدها "اهانة "بعد ما يصفون الحكومة بـ"العاجزة"على تحقيق مطالبهم المشروعة.
واجتاحت بغداد والمحافظات العراقية الاخرى منذ الخامس والعشرين من شباط الماضي ،تظاهرات واحتجاجات شعبية واسعة طالبت بتوفير الخدمات وتحقيق مطالب الشعب المشروعة، فيما طالب البعض بإقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة.ويقول المواطن مروان الأسدي؛ إنّ"توفير فرص العمل والخدمات مثل الماء والكهرباء والقضاء على الفساد الإداري والمالي وجملة من الخدمات الضرورية التي ينتظرها المواطن العراقي لم تشهد للأسف أيّ تطورٍ يذكر في ظلّ بدء العد التنازلي لفترة المئة يوم".ويضيف الأسدي وهو أحد الخريجين العاطلين عن العمل، "لقد نفد صبر العراقيين ولم تعد شعارات السياسيين تنفع شيئاً،أننا ننتظر الحقيقة والعمل بسرعة على تحقيق مطالبنا، وإلا فلا فائدة لبقاء الحكومة الحالية ولا بدّ من مجيء أشخاص كفوئين ونزيهين لإدارة البلاد"، بحسب قوله.وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمهل، في الـ27 من شباط الماضي، الوزارات وإدارات المحافظات مئة يوم لتقييم عملها ومعرفة مدى نجاحها أو فشلها، مؤكدا أن الوزارات ستشهد تغييرات كبيرة وفق نتائج التقييم، فيما تعهد بفتح تحقيق في الانتهاكات التي شهدتها تظاهرات الجمعة وتلبية مطالب المتظاهرين بأسرع وقت ممكن.وتحلم المواطنة أم سلام (46 عاماً) أن"تمنحها الحكومة العراقية قطعة أرض سكنية لبناء دار تأوي عائلتها".وتوضح أم سلام أنّ "الحكومة تراعي مصالحها الشخصية أكثر من مصلحة الشعب الذي انتخبه لتحقيق مطالبه وطموحاته"،..مبينةً أنّ "المواطن لا يريد الآن سوى توفير الخدمات وإيجاد فرص عمل للجميع".وتتابع أنّ "الحكومة الحالية ستفشل في تقديم الخدمات خلال المدة المحددة، خاصة وأن أكثر من نصف المدة قد مرّت ولم نلق أي تغيير على أرض الواقع".ويرى المواطن أحمد الجليحاوي أنّ "مهلة المئة يوم لم تنفّذ بالصورة الصحيحة ومثلما أقرها المالكي الذي استطاع أن يمتص بها غضب العراقيين المطالبين بالتغيير".وبيّن أنّ "محافظة كربلاء كبقية المناطق الأخرى لم تشهد مشاريع خدمية حقيقية تلبي طموح واحتياجات ساكنيها، خاصة وأن المدينة تتعرض لضغط مستمر من كثرة الزائرين الوافدين إلى المدينة إضافة إلى العوائل العراقية المهجّرة، وهي بالتالي بحاجة إلى توفير مختلف الخدمات لها".ويشاطره الرأي نفسه المواطن وجواد الجبوري .أما المحامي علي الخفاجي فيكشف عن أنّ "العراقيين يعيشون أمام وهم كبير أسمه المئة يوم"،مشيراً الى انها"لم تأتِ بشيء سوى تهدئة الشارع العراقي الذي خرج غاضباً على إخفاقات الحكومة العراقية وعجزها في توفير الخدمات الحياتية الضرورية".ويضيف الخفاجي أنّ "آراء السياسيين متضاربة وضبابية بشأن المدة الزمنية المقررة، في ظلّ تزايد الإخفاق الوزاري في تقديم الخدمات للمواطن "،..مؤكداً على أنّ "العراق بحاجة إلى إصلاحات جذرية وسريعة على جميع الأصعدة لكي يعيد مكانته بين الدول العربية ويعطي لشعبه حقوقه المطلوبة".بينما يشير الإعلامي حسين علي شاهين إلى إنّ "مهلة المئة يوم لم تنفذ وصبر العراقيين ينفد أيضاً في ظلّ عجز الحكومة على تحقيق مطالب الشعب الذي يعاني الويلات نتيجة للخطط السياسية الفاشلة"، على حدّ تعبيره.ويبين شاهين أنّ "محافظة كربلاء لم تشهد إلى الآن أي تحسن في الخدمات، وإنما الحالة في استياء مستمر وعلى رأسها انقطاع التيار الكهربائي والبطالة".من جهته اعتبر عضو مجلس النواب صالح الحسناوي في تصريحات اعلامية أنّ "مهلة المئة يوم جاءت لوضع الاستراتيجيات والرؤى الصحيحة للوزارات والمؤسسات الحكومية"،مضيفاً ان"فترة ليست كافية لإنجاز المشاريع الخدمية".أما عضو مجلس محافظة كربلاء أياد السندي فيؤكّد على أنّ "الحكومة المحلية في كربلاء عازمة على تحقيق متطلبات المواطنين وقد عملت على توفير بعض الخدمات الضرورية للمدينة قبل إطلاق مهلة المئة يوم".ويتابع بالقول أنّ "الحكومة المحلية تقوم في يومي الأحد والأربعاء من كل أسبوع بعقد لقاءات مع المواطنين من أجل الاستماع إلى مطالبهم ومقترحاتهم التي تدعم العمل الحكومي في المدينة".