TOP

جريدة المدى > سياسية > السلم والتضامن يناقش الحوار والتسامح مع الآخر

السلم والتضامن يناقش الحوار والتسامح مع الآخر

نشر في: 21 مايو, 2011: 08:57 م

  بغداد/ وائل نعمة اعتبر الناشط المدني محمد السلامي أن احترام الأشكال الهندسية لبناء الجامع والكنيسة والمعبد الإيزيدي المختلفين عن بعضهم جزءا من قضية احترام الآخر واحترام التنوع الديني والثقافي.السلامي أكد على ذلك خلال الطاولة المفتوحة التي عقدها المجلس العراقي للسلم والتضامن في اليوم العالمي لتنوع الثقافات من اجل الحوار والتنمية. مضيفا: أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والخمسين في عام 2003 أن يوم 21/5 من كل عام يوم دولي لتنوع الثقافات للحوار والتنمية.
وتؤكد الجمعية في إعلانها عن اليوم العالمي للحوار أن العالم الذي نعيشه يتشكل من شعوب مختلفة من أعراق وأجناس ولغات واديان مختلفة، مشيرة إلى أن الثقافات ليست من صنع جيل معين، بل هي نتاج أجيال ونتاج حضاري قد يكون تراكمه استمر عبر آلاف السنين، وما من حضارة تقوم إلا أن تستلهم من منجزات حضارات أخرى، توظفها في حضارتها الجديدة. مؤكدة أن ثقافة شعب أو منطقة هي جهود مئات وآلاف وملايين البشر عبر أجيالهم، مشددة على أن الحضارات لا توجد بينها حواجز، بل تفاعل دائم مع الاحتفاظ بالهوية الخاصة لكل الحضارة، ويتضح هذا التفاعل بشكل جلي في استخدام الحروف العربية في دول غير عربية، واستخدام الرقم الهندي في شرق البلدان العربية، والرقم العربي في الدول الأوربية وغيرها، بالإضافة إلى ترجمة نتاج الثقافة من لغة إلى أخرى، وانتقال أنماط زراعية وزراعة البذور والأشجار في قارات لم تعرف زراعتها سابقا، وانتقال اختراعات خاصة مثل العجلة، والكتابة، والورق، وتقسيم أيام السنة والأسبوع والشهر، وانتقال تعابير وكلمات من ثقافة إلى أخرى عبر أجيال وبلدان.من جانب أخر أشار السلامي إلى أن تجربة الشعب العراقي نتاج لتراكم صراعات مع العوامل الداخلية والخارجية والبيئة الجغرافية، لذلك ففي البيئة المعينة تتكون ثقافة مميزة عن بيئة أخرى، فالأهوار غير الجبال وتختلف عن البادية الصحراوية، وعن الريف وعن شواطئ دجلة والفرات.وقد عاش العراق أزمات سياسية اقتصادية واجتماعية وحروبا كان لها اثر على الثقافة والسلوكيات وقيم المجتمع، وحدث تدخل عسكري ومشاريع خارجية على ارض العراق، وعوامل داخلية سببت أزمات واختلافات.فيما أكد المحامي زهير ضياء الدين أهمية تجديد الموضوعات للتنوع الثقافي في حياتنا العامة، والاهتمام بتثبيت حقوق الإنسان معتبرها جوهر ولب التنوع الثقافي، كما يجب اخذ موضوع التسامح بشكل جدي في تناول طروحات الحوار، والتأكيد على الحوار بين الحضارات لنصل إلى مشتركات إنسانية، مشيرا الى أهمية مناهضة تشويه صورة الأديان حيث يقود ذلك إلى الاحتراب والتشويه.من جانب آخر أوضح أن هناك بعض السلبيات في موقف الغرب باتجاه الأقليات الإسلامية الموجودة هناك بعد 11 أيلول في عام 2001 وتعميم الموقف على الأقليات كافة على أساس العداء للغرب، مشددا على ثقافة السلام ونبذ العنف والتأكيد على كرامة الإنسان.وعبر المشاركون في الحوار عن رأيهم  في أن الدول الأجنبية والقوات الأجنبية التي دخلت خلال السنوات السابقة في المنطقة العربية ساهمت في تأزيم وضع الاختلاف الديني، وزيادة الانقسام، وأكد الأب لوجين هرمز الكاهن في كنيسة الشرق أن الإنسان توقف عن اكتشاف الآخر وتوجه إلى اكتشاف الفضاء، متمنيا أن يرجع الإنسان لاكتشاف الآخر، لان الحضارات قد أغلقت على نفسها ورفضت الاهتمام بالآخر، ولو انتبهت قليلا لوجدت أن الإنسان في جوهره واحد، وهناك ظروف بيئة واجتماعية تغير سلوكه، داعيا إلى توجه إعلامي سليم وصحي غير مغرض، وتأسيس منهج تربوي حياتي يدعو العراقيين إلى التعايش السلمي والتضامني.فيما أشارت اليزابيث ليون عضوة المجلس العراقي للسلم والتضامن إلى أنها تتمنى أن تُدَرس مناهج تربوية حقيقية في المدارس تدعو إلى التسامح وحب الآخر، وتأكيد المعلم في المدرسة على ضرورة خلق حوار بين الطلاب، لاسيما أن المدرسين الآن يعطون الدرس ويذهبون دون أن يقدموا النصح والمشورة للطلاب، منتقدة دور بعض رجال الدين المتشددين الذين يلقون في خطاباتهم كلمات متشددة تشنج الشباب وتحثهم على كره الآخر.فيما أكد نجيب محي نائب رئيس مجلس السلم والتضامن أن عام 1924 شهد أول مدرسة دينية عراقية أنشأت برعاية الملك فيصل الأول وهي تدرس بشكل أشبه بما موجود بانكلترا في الاهتمام بتاريخ الأديان، وكانت فكرة مجموعة من الشخصيات المتنورة والمثقفة، لأنهم شاهدوا أن المدارس الدينية تدرس الفقهين الشيعي والسيني فقط دون البحث عن مذاهب واديان أخرى. وكانت مناهج وأهداف المدرسة التقريب بين المذاهب الإسلامية ودروسها كان يلقيها شخصيات غير دينية امثال العسكري طه الهاشمي باعتباره مثقفاً. منوها في الوقت نفسه إلى مدى التراجع في التسامح مع الأديان الأخرى.فيما رد محمد السلامي على تعقيب الحاضرين معتقدا ان أشكال البناء للكنيسة يختلف عن الجامع والمعبد الايزيدي، وان قبول هذه البناء هو جزء من الثقافة والتسامح، لان الجانب الهندسي يؤشر على ثقافة مجتمع معين. مؤكدا أن الجانب الديني يأخذ جانب النصوص وتفسيرها، معتبرا أن التفسيرات القديمة للنصوص الدينية لا يمكن اعتمادها في الوقت الحاضر.كما أشار السلامي إلى أن اكتشاف الآخر يجب أن يكون على أساس أن نحترم الآخر قبل الذهاب إلى اكتشافه وليس أن نذهب ونحن كارهو الآخر وبذلك نزداد كرها له.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اتهامات
سياسية

اتهامات "القتل" و"الاجتثاث" تغير نتائج الانتخابات في اللحظات الأخيرة

بغداد/ تميم الحسن بعد مرور نحو شهر على الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما تزال "مقصلة الاستبعادات" مستمرة، لتعيد خلط أوراق القوى السياسية الفائزة. فقد ارتفع عدد المرشحين الفائزين الذين جرى "حجب أصواتهم" أو "إبعادهم" أو...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram