نظم العشرات من صحافيي محافظة ذي قار، احتجاجا أمام مقر فرع نقابة الصحفيين العراقيين في ذي قار حاملين لافتات تطالب نقابة الصحفيين بتطهير النقابة من كافة "مظاهر الفساد"، والحد من ظاهرة المتاجرة بهوية النقابة والالتزام بضوابط العضوية وعدم منحها لغير مستحقيها من العاملين في مهن أخرى لا تمت للعمل الصحافي بصلة.
وقال احد المحتجين وهو مراسل قناة الفرات الفضائية وهاب الغزي، في حديث إلى (المدى برس) إن "صحافيي ذي قار احتجوا اليوم للمطالبة بحقوقهم المسلوبة، والقضاء على الفساد المستشري في نقابة الصحافيين في محافظة ذي قار والمركز العام"، وأوضح أن "هناك الكثير من المؤشرات التي تشير إلى وجود صفقات فساد لصرف هويات النقابة لأشخاص لا يمتون بصلة للعمل الصحافي وكذلك شمولهم بقطع أراض وامتيازات أخرى".
وطالب الغزي "نقابة الصحفيين بسحب هوية النقابة التي منحتها للطارئين ومكنتهم من الحصول على كافة الامتيازات التي يتمتع بها الصحافي"، وشدد على أن "من واجب نقابة الصحفيين أن تتأكد من حصول الصحافي على كافة حقوقه وتلتزم بالدفاع عنه ودعمه إذا ما واجه خطرا يهدد حياته"، واستدرك بالقول "إلا أننا لم نر النقابة تؤدي أيا من واجباتها تجاه الصحافي". من جهته، قال مراسل قناة الحرة الفضائية الإعلامي احمد السعيدي، إن "المطالبات التي طرحها زملاؤنا الصحافيون اليوم هي مطالبات مشروعة، فالكثير منهم عمل معنا في الوسط الإعلامي منذ سنوات عديدة لكنهم للأسف حرموا من حقوقهم". وقال احمد السعيدي في حديث إلى (المدى برس) إن "ما يثير الدهشة والغرابة أن هويات نقابة الصحافيين أخذت تمنح لأناس لا علاقة لهم بالعمل الإعلامي، لافتا إلى أن "من يحصل على عضوية النقابة الصحفيين اليوم هم فقط الأشخاص، الذين جاءوا تحت عباءة الكيانات السياسية والحزبية التي لها سطوة على نقابة الصحافيين". وأكد السعيدي أن "نقابة الصحفيين خرقت بهذه العملية الكثير من فقرات نظامها الداخلي مع وجود مؤشرات على صفقات فساد وخروق مهنية كبيرة ولاسيما بعد تخصيص قطع أراض بموجب الهوية التي تمنحها نقابة الصحافيين للمنتمين لها".
أما رئيس تحرير جريدة الناصرية الالكترونية، الصحافي مثنى السعيدي فدعا إلى تحقيق المساواة بين العاملين في الوسط الإعلامي، وأن لا تكون الامتيازات حكرا على فئة دون أخرى.
وأوضح السعيدي، إلى (المدى برس) أن "الصحافيين المحتجين اليوم يدعون إلى مساواتهم بأقرانهم في الحصول على الامتيازات الحكومية المخصصة لهم، والمتمثلة بتخصيص قطع الأراضي إضافة إلى المكافآت التشجيعية وان لا تكون الامتيازات حكرا على ناس معينين لهم ولاءات خاصة لرئيس النقابة في ذي قار ونقيبها في العاصمة".
ودعا السعيدي إلى "الوقوف بحزم أمام التحديات والمشاكل التي تواجه العمل الصحافي والعمل على حلها بأسرع ما يمكن".
وحاولت (المدى برس)، الحصول على تعليق من قبل فرع نقابة الصحفيين في ذي قار، بشأن مطالب الصحفيين ولكنها لم تستطع ذلك، لعدم وجود رئيس النقابة وأعضاء الهيئة الإدارية في مقر النقابة ساعة الاحتجاج.
ويتعرض نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي إلى سلسلة من الانتقادات من قبل جهات سياسية وإعلامية عراقية ومنظمات تدافع عن الحريات الصحافية منذ فوزه في انتخابات النقابة عام 2008 و2011 على التوالي، واتهامه بتنفيذ أجندة الحكومة العراقية لتحديد الحريات الصحافية في العراق.
وكانت أربعون شخصية إعلامية قد أعلنت في الـ15 من كانون الأول 2011، بشكل أولي تأسيس نقابة جديدة للصحافيين العراقيين تحت مسمى "النقابة الوطنية للصحفيين والإعلاميين العراقيين".
وكان مجلس النواب العراقي قد أقر في (9 آب 2011)، قانون حماية الصحافيين بعد جدال بين الصحافيين العراقيين استمر لسنوات عدة تمثل برفض المؤسسات الدولية المدافعة عن حقوق الصحافيين هذا القانون، باعتباره محدداً للعمل الصحفي في العراق.