اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > ماذا حل بملايين المرحّلين في نهاية الحرب العالمية الثانية؟

ماذا حل بملايين المرحّلين في نهاية الحرب العالمية الثانية؟

نشر في: 23 مايو, 2011: 05:57 م

الكتاب: الطريق الطويلة نحو الوطن  المؤلف: بين شيبرد العرض ترجمة: هاجر العاني قبل وقت طويل من انتهاء الحرب العالمية الثانية كان مخططو الحلفاء قلقين قلقاً عميقاً بشأن ملايين اللاجئين الأوربيين  أو" المهجــَّـرين" الذين كان قد تم انتزاعهم من أوطانهم عنوة خلال الصراع الطويل ، وكان الشغل الشاغل هو إن عدداً كبيراً من الأفراد المشردين قد يخلق كابوساً إنسانياً كما كان قد حدث في نهاية الحرب العالمية الأولى .
ومن المدهش ان أغلب المؤلفات التاريخية عن الحرب العالمية الثانية وعقابيلها تكرس القليل من الاهتمام بهذه المسألة بحيث انها استغرقت الكثير جداً من الطاقة والانتباه في الوقت الحاضر ، وبالنظر الى ذلك السهو يقدم كتاب المؤرخ البريطاني بين شيبرد (الطريق الطويلة نحو الوطن : عقابيل الحرب العالمية الثانية) تحليلاً مـُـرَحـَّــباً به ومطلوباً بشدة عن أزمة اللاجئين في أوربا ما بعد الحرب .وليكون الحلفاء على مستوى التحدي المتوقع كانوا قد استحدثوا (دائرة الإغاثة وإعادة التأهيل التابعة للأمم المتحدة – United Nations Relief and Rehabilitation Administration – UNRRA) قبل أكثر من عامين على انتهاء الحرب ، وكان الهدف هو تعبئة فـِـرق العناية الصحية والباحثين الاجتماعيين لتوفير الخدمات المطلوبة ولإعادة اللاجئين إلى أوطانهم بأسرع وقت ممكن ، غير ان إدراك التحدي والبدء في الوقت المناسب لم يوجــِدا منظمة تعمل بسلاسة ، بل على العكس وبكل طريقة تقريباً كانت UNRRA وعلى نحو يرثى له غير مهيأة للمهمة الوشيكة عندما دُفــِـعـَـت إلى الخدمة ، وقد لخص احد العاملين في الإعانة الوضع بكتابته "UNRRA (You Never Really Rehabilitate Anyone – لن تعيد فعلاً تأهيل أي شخص) تخفــِـق إخفاقاً يثير الرثاء".والمعضلات متعددة أكثر مما ينبغي تقريباً حيث الملاك العامل اقل مما ينبغي والتدرب على العمل ضعيف والقيادة التنظيمية ضئيلة ووجود نقص في المؤن والعمليات الميدانية عقيمة والموارد المالية غير وافية ووجود ممانعة من قـِـبـَـل حكومات الحلفاء للتبرع لمهمات دولية ذات غرض إنساني (وهي مشكلة ما تزال تلازمنا) ، ووجود مدير عديم الحنكة سياسياً ذي ميول معادية للسامية ، وافتقار إلى القصاص والأمن مما أوجد سوقاً سوداء مزدهرة ، وبعد مطالعة وصف شيبرد لعيوب الـ UNRRA يـُـدهــَـش المرء من انها لم تنجز أي شيء . ومما يثير السخرية الى حد ما ان أكثر المعضلات خشية – وهي أزمة صحة عامة – لم تحدث أبداً ، وقد تم تفاديها إلى حد كبير بخطوة ستصدم قراء اليوم وهي ان اللاجئين قد تم رشهم رشاً سخياً بمادة الـ (دي دي تي) التي أثبتت إنها قاتل جراثيم فعال ، وتأثيرها على صحة أولئك الذين عولجوا بها على المدى الطويل معروف إلا انه لا يمكن أن يكون تأثيراً جيداً.وكان ثمة الكثير من المعضلات المفاجئة ، حيث ظهر إن الغذاء أكثر شحة مما كان متوقعاً وهي معضلة فاقمها "التجاوز الصـِـرف على الحصص من جانب الجيش الأمريكي" ، وللحيلولة دون موت اللاجئين جوعاً فرضت الحكومة البريطانية بشجاعة تحصيص الخبز على مدنييها – وهو أمر لم يكن ضرورياً أثناء الحرب .وكان اكبر التحديات – مع ذلك – هو وجود ملاجئ أكثر بكثير مما كان متوقعاً ، ويقدِّر شيبرد بأن حوالي (15) مليون فرد كانوا بحاجة إلى إعادة التوطين ، وقد كانوا مجموعة كثيرة التنوع – بولنديون ولاتيفيون وبلطيقيون وأوكرانيون ويوغسلاف وناجون من معسكرات اعتقال اليهود وعاملون بالسخرة كانوا قد أُجبــِـروا على العمل في الرايخ الثالث ومئات الآلاف من الألمان الذين كانوا قد استبعدوا من الأراضي المقهورة .وكانت ثمة معضلة ضخمة أخرى وهي إن الكثير من اللاجئين ، خاصة ً من أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي ، لم تكن لديهم الرغبة بإعادتهم إلى أوطانهم لأنهم كانوا يخشون – غالباً لسبب وجيه – العواقب ما إن يصلوا إليها ، وبعضهم على الأقل كان يفضـِّـل الموت على أعادتهم إلى أوطانهم حيث ينوه شيبرد بان " الأمريكان وجدوا الأمر غامضاً عندما كان اللاجئون السوفيت المستهدف تسليمهم لحكوماتهم (كانوا) يعضـّـون الأوردة الوداجية (أسفل الرقبة) لبعضهم البعض مفضلين ذلك على الخضوع لإعادتهم إلى وطنهم" وقبل أن يمر وقت طويل كان قد تم إنهاء "الإعادة القسرية الى الوطن" – وهو أمر فاقم من التوترات بين الاتحاد السوفيتي (الذي أراد عودة كل "مواطنيه" على الفور) والغرب الذي أطال أزمة اللاجئين - وحتى أواخر عام 1947 كان ما يزال هناك أكثر من مليون شخص في المخيمات .وثمة موضوع رئيسي يتكرر طوال القصة وهو المحرقة ، وفي حين كانت أزمة لاجئين أمراً متوقعاً كان الحلفاء غير مهيئين حقاً للإبادة الجماعية الصناعية التي اكتشفوها في معسكرات الاعتقال ، والعدد القليل نسبياً من اليهود الذين نجوا من المعسكرات كانت لديهم دائماً احتياجات نفسية وصحية أعقد بكثير من اللاجئين الآخرين ومسألة  إعادة توطينهم كانت أعسر علاجاً بكثير ، وعقب الكثير من المناقشة والجدل كان الكثيرون سيهاجرون إلى إسرائيل ، ومع ذلك يوضح شيبرد بأن معاملتهم – في المعسكرات وفي المرور إلى وطنهم الجديد وعقب وصولهم إلى إسر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram