المدى الثقافيأدب الرحلات  من الآداب التي  تهتم بتواريخ وعادات الشعوب ،وتسجل تلك الرحلات  أهم وأندر  ما في تلك البلدان وطبيعتها الجغرافية والمناخية والتراثية والأثرية ،ويعد هذا النوع من الأدب من النوادر التي كانت تستعين بها الشعوب لفهم ما يدور من حولهم في هذا العالم المترامي الأطراف ،قبل أن تظهر التكنولوجيا  وعالم الانترنت وتجعل من العالم  قرية صغيرة .
وقد احتفت (جمعية الحفاظ على تراث ناجي جواد الساعاتي ) على قاعة الجواهري في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين ،بالفائزين لهذا العام وهما  الشاعر شاكر لعيبي الذي فاز بالجائزة الأولى عن "رحلة أبي دلف مسعر بن مهلهل الخزرجي الينبوعي – حوالي 942- 952 وتعد الرحلة الثانية " كما فاز الروائي  نعيم عبد مهلهل  بالجائزة الثانية عن  (الأيام السومرية في طنجة ..رحلة جلجامش .. ورحلة ابن بطوطة .أدار الجلسة  واثق الهاشمي رئيس الجمعية العراقية للدراسات الاستراتيجية الذي قال : للعام الثاني تحتفل الجمعية بتوزيع الجوائز على الذين يبذلون جهدا متميزا في أدب الرحلات .ثم تحدث الإعلامي توفيق التميمي الذي قال :ان الجائزة أخذت ترسخ أقدامها على مساحات شاغرة من الثقافة العراقية وتؤشر على أهمية هذا الأدب الذي خطا خطواته الأولى في تاريخنا الأدبي المعاصر من قبل مبدعون من أمثال الحاج ناجي جواد الساعاتي والأديب الراحل محمد شمسي ليواصل بعدهم مبدعون آخرون سجلوا تفردهم وتميزهم الإبداعي في مسابقات عالمية كالشاعر شاكر لعيبي والروائي  وارد بدر السالم وغيرهم .وفي ورقة  الباحث رفعت مرهون الصفار الذي تحدث فيها  عن حياة الرحالة ناجي جواد وقال : كانت مدارك ناجي وعقله تتفتح للحياة وتنمو معها وتستوعب الكثير من أسرار تلك المهنة ،كما استفاد كثيرا ممن كان يتردد على المحل من رجال الثقافة والعلم والأدب ،فبدأ ميله إلى الأدب ينمو ويزدهر وصار يهوى المطالعة ،ولقد اضطرته مهنته وحياته الخاصة الى السفر خارج العراق وتكررت السفرات تاركة في نفسه هوى وشوق للاطلاع على خفايا تلك الأقطار الاجتماعية والاقتصادية والثقافية .الكاتب والباحث د. شاكر لعيبي قدم عملاً أدبياً باهراً ومضيئاً في تحقيقه الثاني لمخطوطة رحلة أبي دلف الثانية الى مناطق الشرق او ما تسمى حاليا بأواسط آسيا والتي تشمل مناطق العراق وبلاد فارس وأرمينيا القديمة تتضمن هذه الرحلة حسب التحقيق الذي أجراه لعيبي  قسمين : الأول فهرسة لأسماء البلدان والمناطق الموجودة التي مر بها أبي دلف في رحلته بأسمائها الأولى كما وردت في نص المخطوطة الأصلي. وفي القسم الثاني من جهد التحقيق بدا المحقق بتتبع مسيرة رحلة ابي دلف في تلك المناطق والبلدان من خلال تبسيط اللغة ووضع قاموس دقيق بالاحداث والوقائع وتبدل الأمكنة من زمن لآخر ،ولا يعتبر هذا الجهد غريبا على مبدع مثل شاكر لعيبي الذي فاز قبل عامين بالجائزة الدولية لأدب الرحلات .أما الروائي نعيم عبد مهلهل  الفائز الثاني عن تقرير (الأيام السومرية في طنجة  رحلة جلجامش .. ورحلة ابن بطوطة ليس غريبا ان يكتب الكاتب والأديب العراقي المقيم في ألمانيا في أدب الرحلات كتابا تمتزج فيه  لغته الأدبية الشفافة وولعه بالميثولوجيات الرافدينية لاسيما المندائية منها والتي جعلت البعض يتصور ان مهلهل مندائي.في رحلة طنجة التي تطل على الأطلسي تنبسط أمام مخيلة نعيم المياه الأسطورية الرافدينية فيقاربهما برحلة يمتزج فيها الخيال والواقع حتى تظهر في رحلته اكثر من مستوى للمكان وعطره ويتحول الواقعي الى سحري .وسترسل الجوائز الى الفائزين في البلدان التي يقيمان فيها .