اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > قانون حظر التدخين: النواب يشعلون سجائرهم فـي البرلمان!

قانون حظر التدخين: النواب يشعلون سجائرهم فـي البرلمان!

نشر في: 24 مايو, 2011: 05:22 م

 وائل نعمة – إيناس طارق  عدسة :ادهم يوسف يتحدث صديقان مع بعضيهما وهما يتبادلان السكائر، فالأول كان قد اشترى نوعا جديدا يصفه بـ"الفاخر"، في حين يقول الآخر: لي صديق كان شرهاً في شرب الدخان وتركها لأنه سمع من إحدى الجهات بأنها حرام،
 وآخر أصابه سعالٌ قوي فنظر إليها وقال: ما يجبرني على تحملك بعدها عاهد نفسه بان لا يقترب منها  وبالفعل حدث ذلك منذ سنوات كثيرة.تساءل الآخر نحن لا نسعل ولا نؤمن بأنها حرام فكيف سنتركها ؟!حينها  تدخل طرف ثالث متبرعاً بالإجابة فقال :ان شركات التدخين قد أخلت طرفها من مسؤولية القتل المتعمدة، حين أشارت في أكثـر من جهة على علبة السكائر وفي ملصقاتها الى ان استخدامها سبب رئيس للإصابة بأمراض السرطان التي قد تؤدي الى الوفاة، لذلك لن تكون لك دية في حالة موتك، لأنك لو مرضت او مت فلن يستطيع ورثتك ان يرفعوا قضية يطالبون فيها بالتعويض او اخذ حقك ملخصا كلامه لهم بالقول: إنكم تشترون السكائر طواعية  لتصيبوا أنفسكم بالضرر متعمدين ومخيرين كما أنكم تلحقون الضرر بالآخرين كذلك.rnثقافة احترام الآخرسمعت هذا الحديث  وتذكرت حين كنا في إحدى البلدان الغربية  التي،أثارني فيها مشهد غريب –كما نصفه نحن في العراق – حين توقف "الباص " الهادئ الذي لا يسمع في داخله صوت محرك او أشخاص يثرثرون و ينتقدون الازدحامات والسيطرات الأمنية، حينها فتحت أبواب السيارة الكبيرة لنشاهد رجلاً كبيراً في العمر رث الملابس، لا يكاد يسيطر على وقوفه  يتمايل يمينا ويسارا، حتى انه  لم يستطع أن يجد مدخل السيارة بسهولة،وعلى ما يبدو انه تناول جرعات مضاعفة من المخدرات او شيئاً من هذا القبيل، ليس هذا هو بيت القصيد كما يقولون. من الملفت للنظر انه و قبل أن يصعد الباص  سحب نفساً طويلاً من سيجارة  كانت بين أصابعه كأنه لن يراها مرة أخرى ! وعلى الرغم من انه شبه مخدر إلا انه رماها على الأرض ومن ثم قرر صعود الباص.ظل هذا المشهد في مخيلتي وكذلك السيارة التي كانت  تسير بين الأشجار البيضاء التي غطتها الثلوج، لإستذكر ما تسببه مشكلة التدخين في "الكيا " والأماكن العامة في بلادنا، لاسيما في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة وحشر الركاب في سيارات النقل الصغيرة فيقوم احدهم بإشعال "سيجارة " دون ان يعير اي اهتمام للراكبين، فحتى لو علت الأصوات ضده فأكثر ما يفعله هو ان يخرجها من النافذة، لكن الدخان بالتأكيد لن يكون في الخارج فقط بل ربما تتطاير جمرات السيجارة على الملابس ! والحال ينسحب على الدوائر الحكومية والمستشفيات والعيادات الخاصة والمحال التجارية. لا نملك هنا إلاّ أن نقارن هذه الصورة السلبية مع الرجل الذي لم يدخل إلى "الباص " إلا بعد أن تخلص من سيجارته، ربما كان الأمر بسبب اللوحة التي كتبت باللغة الروسية في وسط السيارة  "ممنوع التدخين غرامة 300 روبل " بما يساوي   10 دولارات، لكن هناك الكثير من الأماكن لا توجد فيها علامات تحذير من التدخين ولا توجد إشارة إلى غرامات مالية ولا رقيب او شرطي ورغم ذلك لا يجرؤ احد على إشعال "سيجارة ".النواب يدرس التدخين قد يبدو للبعض طرحُ هذا الموضوع في ضوء ما نعانيه من أزمات نوعاً من " البطر" ولكن إذا أمعنا النظر بآثاره السلبية على الصحة والبيئة وما يصرف عليه من عملة صعبة لاستيراده، لتيقنا إن مجلس النواب له بعض الحق وهو يضع هذه المشكلة على طاولة أعضائه، علهم يتفقون على حلها بعد أن عجزوا عن معالجة كثير من القضايا ذات الأبعاد السياسية. المهم الآن مشكلة التدخين وضعت على طاولة مجلس النواب "كثير الانشغال " بالمشادات والتجاذبات السياسية، لكنه قرر بحث هذا الموضوع وطرح تشريع يقضي بمنعه في الأماكن العامة، ويأخذ استراحة قصيرة للابتعاد عن النقاشات السياسية المحتدمة، لكنه لم يسلم هذه المرة أيضاً وجاءت المعارضة من كل الاتجاهات.وتشير مسودة القانون المقترح لحظر التدخين في الأماكن العامة إلى ان الغرض من تشريعه هو لحماية المواطنين من الأخطار الصحية والاجتماعية والبيئة والاقتصادية ولتجنب الآثار المدمرة له ومن اجل تحقيق مجتمع صحي خال من التدخين من خلال وضع الضوابط الفعالة لمكافحته وفق المعايير التي أقرتها اغلب الدول.مشروع القانون يؤكد في المادة الأولى بان حظر التدخين يشمل :تعاطي منتجات التبغ بجميع أنواعها كالسيجارة والشيشة والغليوم.ويحظر أيضاً التدخين السلبي او التدخين اللا إرادي (تنفس دخان تبغ الآخرين)، فضلا عن حظر التبغ كنباتات بجميع أنواعها وأجزائها من جذور الأوراق وثمار وبذور خضراء ومجففة. مشيرا إلى ان القانون يهدف الى حماية الأشخاص من أخطار التدخين الصحية والبيئية والاقتصادية وتقليل نسبة المدخنين من خلال وضع معايير لمكافحة التدخين.البرلمان قد يضع نفسه في ورطة على حد تعبير احد الموظفين هناك، الذي يذكر لـ"المدى " ان النواب أنفسهم يدخنون في صال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram