كربلاء/ علي العلاوي طالب العديد من أفراد الشرطة مجلس النواب بالإسراع في سن قانون الخدمة والتقاعد لوزارة الداخلية بهدف زرع حالة من الاطمئنان في نفوسهم وزيادة رواتبهم، مشيرين إلى إن إهمال مجلس النواب لهذه المطالب سيعزز الروح اللا أبالية التي يعيشها رجل الشرطة أثناء تأديته الواجبات لأنه يرى صورته غير محببة لدى المسؤولين في الدولة فضلا عن النظرة التي يتعامل بها المواطن مع رجل الشرطة الذي هو دائما في المواجهة أمام المواطن والمسؤول معا.
فقد طالب الشرطي محمد الاسدي البرلمان بأن يسرع في سن القانون وقال.. لا اعلم كيف يعيش الواحد منا وسط هذا التلاطم من اللا أبالية في التعامل..وأضاف نحن خريجو دراسات وأصحاب شهادات ولم يعد الشرطي ذلك الرجل الذي يطلق عليه بالأمي أو يتصف بلقب هو اقرب إلى الاستهزاء (الواشر) بل أصبح اليوم رجلا مثقفا يؤدي واجبا كبيرا ووطنيا ربما يفوق حتى واجبات الآخرين ..وأشار..اشعر بالغبن لان راتبي لا يكفي لقوت أيام معدودات لأنه لا يسد سوى جزء بسيط من متطلبات الحياة. في إحدى البوابات وقف الشرطي علي وهو يمسك جهاز فحص السنونار كانت عينياه باتجاه السيارات أكثر من مراقبة حركة (أريل) الجهاز كانت في عينيه نظرة تبدو للوهلة الأولى انها نظرة لا أبالية بعمله أو إن عمله هذا روتيني وربما هو يدرك إن لحظة التدقيق لم تحن لان له حاسة سادسة ربما تدرك متى يكون التدقيق ومتى يكون العمل الجدي، إلا انه قال بلهجة تهكم..نعم أدرك إن عملي مهم وهو ينقذ أرواح العشرات من المواطنين اذا ما تمكن إرهابي من الدخول بسيارة مفخخة إلى وسط المدينة خاصة ونحن نعرف إن الإرهابي يبحث عن المناطق التي لها تأثير إعلامي لكي ينفذ جريمته ..وأضاف اعرف إن واجبي هذا ربما يفوق واحب مسؤول كبير لذلك فان عيني المرفوعة لا تعني إني لا اعمل بل استخدم أيضا النظرات لاصطياد صاحب مركبة قد يكون مرتبكا فحركة (الاريل) إذا ما حدثت فان لحظة النظرة الأخرى هي باتجاهه..إلا انه قال..ولكن من ينظر إلينا نحن الذين نضحي بأرواحنا قبل كل شيء ..أنا اعمل لأنقذ أرواح الآخرين فيما لا احد يقول كيف أحميك إذا حاول قتلك الإرهابي المفخخ..هذه أسئلة نضعها دائما أمامنا لان لا عدالة في الرواتب..صدقني العشرات إن لم اقل المئات يشعرون بالغبن ولو كان هناك عمل آخر يمكن لنا أن نعيل به أطفالنا لما تطوعنا في الأجهزة الأمنية لا مستقبل مضمونا لأطفالنا وليس لنا ..وقال بحرقة أكثر شهداء النظام السابق لهم مؤسسة في حين نحن حتى الآن لم يشرع لنا البرلمان قانونا وهم بهذا يخالفون حتى المثل الذي يقول (الحي أبقى من الميت). ضابط برتبة ملازم أول يعمل في حماية احد المسؤولين الكبار يقول..هل يدرك المسؤولون انه حتى رواتب رجال الحمايات تختلف من مسؤول إلى آخر إذ رواتب حماية رئيس البرلمان وعضو البرلمان تختلف عن رواتب حماية عضو مجلس المحافظة رغم إن الاثنين مستهدفان بالقتل وهم (أي الحماية) يضحون بأرواحهم لكي يعيش الآخرون..وأكد هذه مفارقة ليست عادلة لأنه من الأجدر أن يكون الراتب موازيا لما نبذله وأنا هنا لا اخص رجل الحماية فقط بل كل أفراد الشرطة الذين يشعرون بالغبن لان الجندي له قانون وله حق يضمن مستقبله، في حين ان الشرطي الذي يتحمل وزر العملية الأمنية وتبعات العملة السياسية لا شيء له ومجلس النواب يماطل لأسباب لا احد يعرفها. أما الشرطي محمد فيقول لا اعلم لماذا تأخر إقرار المشروع الذي استبشرنا به خيرا..صدقني حين تأخر إقراره أصابنا الملل وقلّ اندفاعنا للعمل ولو رجع المسؤول إلى الوراء سيجد إن الأعمال الإجرامية قد قلت في الأيام التي بث فيه خبر الشروع بإقرار القانون وان عدد عمليات إلقاء القبض زادت كل هذا لان الشرطي شعر ان هناك من يعمل من اجله مثلما هو يعمل للآخرين ولكن الحال تبدل كثيرا ودخل اليأس نفوس منتسبي وزارة الداخلية ولو لم يعلنوا ذلك لكان أفضل لهم ولنا. ووصف الشرطي غالب حالته بأنه يشعر بالغبن لمرتين الأولى لان القانون لم يقر ولا زيادة في الرواتب ولا اطمئنان في العمل وأصبح عملنا روتينيا كلما طالت فترة البقاء في المكان الواحد لعدة ساعات، فالعمل مضن ومتعب وأنت تقف لتتابع حركة الجميع لساعات طويلة والأمر الثاني هو إن راتبي لا يزيد على راتب الذي يقف في باب مدرسة أو دائرة فذاك يساوي راتب الشرطي الذي يطارد المجرمين ويسهر على راحة الجميع في حين الذي يقف في باب مدرسة ويعمل لأربع ساعات وليس عليه خفارة فهو يريد أن يحصل على ذات الراتب وهذا ما يشعرنا بالغبن وأنا أريد واسطة لكي أتحول إلى حماية المنشآت في كربلاء.
أفراد الشرطة يتساءلون "لماذا تأخر قانون الخدمة والتقاعد"؟
نشر في: 24 مايو, 2011: 07:07 م