بغداد/ المدى والوكالات كشف ضباط في شرطة حماية حقول النفط أن قواتهم تعاني من ضعف التجهيزات والعتاد، خصوصا مع تفاقم خطر القاعدة على مواقع البترول وارتفاع اعتماد العراق على النفط. ويدرك الرائد فوزي رشيد الضابط بالشرطة العراقية انه مكلف بمهمة حيوية ألا وهي حماية صناعة النفط الضخمة في بلاده وخطوط الأنابيب وطرق شاحنات الوقود.
ويكشف تقرير أعدته وكالة أنباء رويترز أمس الثلاثاء أن الإحباط يسكن ضباط الشرطة في هذه المواقع بسبب ضعف تجهيزات وحدة شرطة النفط التي ينتمي إليها.فبعض القائمين على حماية مصافي النفط لا يحملون سلاحا ويتدرب المتطوعون على بنادق من البلاستيك ويقول ضابط إن تدريبهم على الرماية لا يتجاوز بضع طلقات.وقال رشيد الذي تحمي وحدته قوافل شاحنات الوقود في مصفاة بيجي الضخمة "كنا نأمل أن يجري تدريبنا على الأساليب والمعدات الحديثة ولكن فوجئنا ببدائية ما نتلقاه من تدريب عسكري."وتابع "المشكلة الحقيقية التي تواجهنا إننا لا نملك أسلحة للتصدي للإرهابيين والمهربين."ويمتلك العراق بعض أضخم احتياطيات النفط في العالم وابرم صفقات مع شركات نفط أجنبية لزيادة طاقة الإنتاج إلى 12 مليون برميل يوميا بحلول عام 2017 ليقترب من السعودية عملاق إنتاج النفط في العالم.وحماية البنية التحتية للنفط أمر حيوي فيما تسعى البلاد لإعادة البناء بعد أكثر من ثمانية اعوام فيما تستعد واشنطن لسحب قواتها بحلول نهاية العام الحالي.ومصفاة النفط في مدينة بيجي المعقل السابق لتنظيم القاعدة هي الهدف الأكبر والأوضح للمسلحين الذين مازالوا يشنون هجمات رغم ما أصابهم من ضعف.وفي شباط هاجم مسلحو القاعدة المصفاة وقتلوا أربعة من العاملين وفجروا قنابل أشعلت حريقا أوقف العمل لمدة يومين. وبعد أيام قليلة أحبطت قوات الأمن العراقية محاولة هجوم آخر بعد العثور على قنبلة داخل صهريج تخزين. وأبطل مفعول القنبلة في الوقت المناسب.وقال المسؤولون العراقيون إنهم جاهزون للاضطلاع بمسؤولية الأمن في البلاد كليا حين يرحل ما تبقى من القوات الاميركية وقوامها 47 ألف جندي بحلول 31 كانون الأول. ولازالت التفجيرات والهجمات تتكرر بشكل يومي ولكن العراق يقول إن جيشه قادر على احتواء أي تهديد داخلي.وتضطلع القوات الاميركية بدور استشاري منذ إنهاء واشنطن العمليات القتالية رسميا في آب.ويقول اللواء حامد إبراهيم رئيس شرطة النفط إن بعض الوحدات مثل الوحدات الجوية والبحرية لازالت دون المستوى، وحذر في آذار من أن منشآت النفط مهددة ما لم يكن هناك زيادة في عدد القوات ونهوض في التدريب.وتدرب الشرطة العسكرية الايطالية المعروفة باسم كارابينيري المشاركة في المهام التدريبية لحلف شمال الأطلسي في العراق، شرطة النفط على حماية أربع مصاف رئيسية وتسع مصاف إقليمية وأنابيب غاز ونفط تمتد لمسافة 4300 ميل.وفي معسكر دبلن في بغداد تشرف الكارابينيري على برنامج تدريب اساسي لمدة سبعة اسابيع فضلا عن دورة لإعداد مدربين تشمل 20 فرعا مختلفا من بينها التدريب على السلاح والدفاع عن النفس وعدم المساس بمسرح الجريمة.وفي زيارة للمعسكر في الآونة الأخيرة قام المدربون الايطاليون بتدريب متطوعين على لكمات على غرار حركات الكاراتيه في قاعة رياضية. وفي الفصول كان ضباط يدربون أفراد الشرطة على أساليب رفع بصمات الأصابع.ودرب الايطاليون نحو 500 من أفراد شرطة النفط منذ بدء الدورات التدريبية في أكتوبر تشرين الأول الماضي.وقال الميجر جنرال كلاوديو انجليلي نائب قائد بعثة التدريب التابعة للحلف في العراق إن الدورات تهدف لإتاحة تدريب تكتيكي لشرطة النفط وتعزيز التنسيق بين الوحدات كي يتسنى لها العمل مع الفرق الأخرى.ولكنه ذكر انه ثمة حاجة لاستمرار التدريب بعد نهاية العام الحالي.وصرح انجليلي لرويترز "اعتقد أن بوسعنا أن نستمر في تدريبهم خلال العام الجاري ولكن لن يمتلكوا القدرات الكافية للاعتماد على النفس."وتابع "درسنا هذا الوضع واعتقد أن العراقيين سيحتاجون دعما لمدة عامين إضافيين."ومن المقرر أن تنتهي مهمة التدريب التي يضطلع بها الحلف بحلول نهاية العام الا أن انجيليلي توقع أن يطلب العراق استمراره بعد عام 2011.واعترف بوجود نقص في الأسلحة والعتاد لكنه قال إن تغطية النقص أمر يرجع للحكومة العراقية.غير أن بعض المنتسبين وبعضهم من ضباط الشرطة المدربين بالفعل يطالبون الحلف بتطوير الدورات وإعدادها بما يتناسب مع الوضع في العراق وبصفة خاصة كيفية صد الهجمات على منشآت النفط.وقال الملازم حيدر شاكر وهو ضمن الفريق المكلف بحماية خطوط الأنابيب في البصرة "ينبغي أن ينزل الحلف لأرض الواقع ويرى ما نفعله ثم يدربنا بما يتناسب مع ما يواجهنا. تدريبهم ليس واقعيا". "نريد أن نتدرب على القبض على الإرهابيين".وكان الجيش الامريكي قد أعلن العام الماضي أن القوات المسلحة العراقية قادرة على حماية منشآتها النفطية الحيوية مع انسحاب القوات الأمريكية. وتوفر الصفقات التي وقعها العراق مع شركات نفط عالمية لتطوير احتياطاته النفطية الهائلة - وهي ثالث أكبر احتياطي نفطي في العالم- أساسا للأمل في الحقبة القادمة من تاريخ العراق بعد ثلاثة عقود من الحرب والعقوبات والتراجع الاقتصادي. يشار إل
شرطة حماية حقول النفط تتدرب ببنادق بلاستيكية!
نشر في: 24 مايو, 2011: 09:03 م