TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > محمد خضير يحتفي بـ"عدن الخاوية"روايـــة "فــاروق السامــر"

محمد خضير يحتفي بـ"عدن الخاوية"روايـــة "فــاروق السامــر"

نشر في: 27 مايو, 2011: 05:37 م

جاسم العايف       البصرة خص اتحاد أدباء البصرة رواية القاص والروائي فاروق السامر"عدن الخاوية" الصادرة عن/ دار الينابيع/دمشق/ بجلسة السبت الثقافية. أدار الجلسة القاص "محمد خضير" الذي قدم مداخلة  عن الرواية وعوالمها ونسيجها السردي وثيمتها. وقد بدأ بالحديث عن " السامر"
 موضحا انه من المنقبين دون كلل في الوعي والضمير العراقي والإنساني، واستخدم  مبضع الجراح وفرشاة الرسام  وقلم الكاتب اليقظ في هذه الرواية.وأضاف الأستاذ "خضير" هذه الرواية رواية حرب، و حرب ضارية عذبت الكائن الإنساني وآذته وتركت خدوشاً لا تُمحى على حياته ومستقبله، والسامر كشف فيها عن موهبة وقدرة على رسم شخصيات الرواية، والتي تنوء بعذاب ومحن الحروب.  ولاحظ القاص "محمد خضير" إن الشخصيات النسائية في الرواية مُعرفة بالأسماء وإنها ضحية الحرب، والشخصيات الرجالية مبهمة الأسماء مع إنهم عادةً مَنْ يُشعل الحروب، ولعل السامر في ذلك أراد أن  يكشف بالأسماء أوضاع الضحايا من النساء وعذابهن ، وقد عمد السامر لمحو أسماء الرجال مع قوة سلطتهم الذكورية القاسية تجاه النساء . والرواية تؤكد رمزية أشياء المدينة التي أكلت الحرب من حياتها وحياة سكانها ، وذهب السامر في"عدن الخاوية" لرسم ملامح المدينة وخصوصيتها وتفردها دون بقية المدن العراقية ،والمدينة لم تسمَ باسمها المعروف ، وقد وضع القاص السامر اسما رمزيا لها هو" عدن" والحق به"الخاوية" ،مع انه نقل جغرافية المدينة بوضوح من خلال أسماء الشوارع والمحلات المعلومة للقارئ، و أسبغ على شخصيات الرواية كثيراً من الأوصاف الحية . والرواية تحفل وتضج بالأصوات العالية كأزيز الطلقات ودويّ المدافع والراجمات ، ومقابل رسائل الفناء هذه، ثمة أصوات مهموسة في النسيج السردي للرواية، منها أصوات الطيور وحفيف الأشجار، وغنج وغزل وجمال النساء وإسرارهن وخصوصياتهن. كما عمد السامر على إسباغ الجمادات صفات الأحياء ،من خلال منحها لوناً وصوتاً ، والحوادث تجري في الرواية  في جو صامتٍ ساكنٍ اصفر ومُغبَر، وحوادثها تقع في يوم واحد ، وزمنها الروائي محدد بالساعة السادسة عصراً. وأضاف القاص "خضير":الفصل الافتتاحي في الرواية يبدأ بلوحة"مذبحة ساقز" للفنان ديلاكروا" وهذا الفصل مهم كونه تمهيدا للرواية ، والهدف منه  تنشيط فعالية إيقاع التلقي لدى القارئ لتقبل الرواية، ولعل البعض يعتقد انه منفصل عن الرواية، لكنه فصل لابد منه كمفتتح لسبر أغوار" عدن الخاوية"، والغرض منه ضبط إيقاع السرد الروائي. والرواية بكليتها تتنفس من الفصل الأول ، مع إن كل فصل يعيش متنفساً لوحده ، وفي الفصل الأخير تبدأ الفصول بالتنفس بوحدة سردية فنية جامعة. وأشار القاص "خضير" إلى أن عنوان الرواية يحيل ،لأول وهلة ، إلى مجموعة القاص  فهد الأسدي" عدن مضاع" ولعله ارتباط قدري بين الرواية والمجموعة . وأضاف نلاحظ في " عدن خاوية" افتقاد المدينة إلى المستقبل ،مع إنها مدينة الأحلام والآمال والثراء المادي والروحي، لكنها  مضيعة قهراً . ورواية "السامر" رواية حرب لكنها تفترق عن كل ما كتب عراقيا عن تلك الحرب ، لأنها تتميز بجرأة خاصة بـ"السامر" وحده. ثم قدم الناقد "بنيان صالح" ورقة بعنوان "عدن الخاوية- القيام من الجحيم" وقد قسمها إلى أقسام عدة هي/حطام..حطام /سيدات فاعلات/ إرادة الموت أم إرادة الحياة/ زحل الحلم/  وكتابة عراقية. وذكر الناقد بنيان إن الرواية  تتحدث عن الدمار الذي تسببه الحروب من خلال توصيف الإحداث والأجواء، وفيها سيدات منتهكات وخمسة رجال لاعبون ، وميزتها إنها تقرأ الحس العراقي المُخرب بفعل الحروب المتعاقبة. وقدم الناقد عزيز الساعدي ورقة بعنوان" عدن الخاوية.. رواية مكان وتاريخ مدينة" ذكر فيها نزوع السرد نحو القسوة وإحساس الروح بالاغتراب، بفعل مخلفات ووقائع الحروب وانعكاسها على القيم والتسلكات ، والرواية مملوءة  بالصور البانورامية ، وفيها يصبح الواقع خيالاً والخيال واقعاً. وقدم الشاعر عبد السادة البصري ورقة بعنوان " عدن الخاوية.. روايتنا جميعا" أكد فيها أن السامر تلمس أعماقنا عبر ذاكرته اليقظة تجاه نار حرب السنوات الثمان، والتي عصفت بالعراق والبصرة بالذات التي رمزها "عدن" الأحلام لكنها "الخاوية" في الواقع المنظور. وتخلل الجلسة تعقيبات ساهم فيها الأستاذ محمود عبد الوهاب الذي أشار إلى أن رواية "عدن الخاوية" تمثل مغايرة متقدمة في البناء الفني للقاص والروائي فاروق السامر. وأضاف إن ما قُدم من أوراق حولها كُرس حول المضمون و شارحة للإحداث من دون أن تتناول تقنية الراوية، فالمضمون وحده ليس كافياً لدراسة الرواية على أهميته، ما لم  تكن التقنية هي المنظمة للشكل، باعتبار المضمون وحده تجربة الكاتب ولكن المضمون والشكل في تداخلهما يعنيان التقنية فناً ،&

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram