TOP

جريدة المدى > سياسية > العراق يخسر حلم "المسرح العربي" بسبب القمة والتعاون الخليجي 

العراق يخسر حلم "المسرح العربي" بسبب القمة والتعاون الخليجي 

نشر في: 27 مايو, 2011: 08:27 م

عن: أفكار عن العراق في بداية 2011 كان العراق يتهيأ لتضييف القمة العربية في بغداد. كذلك طلب من مجلس التعاون الخليجي الانضمام إلى عضويته. كلا الحدثين كانا يحملان أهمية كبيرة إذ إنهما يؤشران عودة العراق إلى الخارطة الإقليمية بعد سنوات من الحروب والعقوبات الدولية والصراع الداخلي. لكن بدلا من كل ذلك، فقد تأجلت القمة العربية، كما تم رفض العراق كعضو في مجلس التعاون الخليجي بسبب موقفه من الاضطرابات في البحرين. يبدو أن بعض الدول في العالم العربي لا زالت غير مستعدة لعودة العراق الجديد.
 في شباط 2011 وجد العراق نفسه منخرطا في الاضطرابات التي تكتسح الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفي الشهر ذاته تعلقت عضوية ليبيا في جامعة الدول العربية بسبب قمعها للمتظاهرين، مما كان يعني أن العراق ينتقل إلى موقع قيادي مؤقت حيث صار وزير خارجيته هوشيار زيباري وكيلا لرئيس الجامعة، فذهب إلى اجتماع في باريس حيث قال إن العراق يدعم مناطق حظر الطيران في ليبيا لأنها نجحت في العراق خلال التسعينيات، وذكر بان مناطق حظر الطيران في العراق قد ساعدت في حماية إقليم كردستان من صدام خلال تلك الفترة.كما أضاف بان العراق يمكن أن يكون أنموذجا للديمقراطية في العالم العربي. كانت تلك أحداث مهمة لأنها أشرت المرة الأولى التي ينخرط فيها العراق في السياسة الإقليمية منذ سقوط نظام صدام. وكانت تبدو علامات ايجابية للعراق أثناء استعداده لتضييف القمة العربية. أساسا، كان من المقرر عقد مؤتمر القمة في 23 آذار، ثم تأجل إلى 29 آذار وبعدها إلى العاشر من مايس بسبب الاحتجاجات والصراع الدائر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.كانت بغداد متلهفة لتضييف القمة لأنها تأمل عودة العراق إلى السياسة الإقليمية. كانت آخر مرة ضيّف فيها العراق هذه القمة في عام 1990. وعلى امل انعقاد القمة في بغداد، فقد بدأت الحكومة بتجديد احد قصور صدام الرئاسية، وإجراء تحديثات في مطار بغداد الدولي ومناطق الإقامة والفنادق والطرق في العاصمة.انتهى الأمر بإنفاق ما يقارب 450 مليون دولار. كانت الأمور تسير بشكل جيد لغاية آذار، عندما قام مجلس التعاون الخليجي بنشر قواته في دولة البحرين لغرض قمع التظاهرات هناك. ورغم أن الحكومة العراقية لم تعلن عن ذلك رسميا فقد قام بعض زعمائها بذلك، وفي 16 آذار قال رئيس الوزراء نوري المالكي بان استخدام القوات المسلحة السعودية و الإماراتية قد يقود إلى عنف طائفي في العراق والبحرين.في اليوم التالي عقد البرلمان العراقي جلسة حول كيفية التعامل مع هذا الموضوع. ناقش البرلمانيون ما إذا كان على بغداد أن تحاول التوسط او تدعم المحتجين أو تطرد السفير البحريني او إنهاء العلاقات الدبلوماسية. وفي 17 آذار قال رئيس البرلمان أسامة النجيفي إن على البرلمان تعطيل أعماله لمدة عشرة أيام دعما للبحرين. فيما بعد قال المالكي إن إجراءات مجلس التعاون تؤدي إلى تدمير المنطقة وأطلق على السعودية والبحرين "الحكومات الطاغية الجبانة".كذلك جرت مسيرات في عدة مدن عراقية دعما للمتظاهرين في البحرين. تلك التعليقات اثارت غضب ملك السعودية الذي لم يكن أصلا يستسيغ المالكي.وردت دول الخليج بان العراق يأتمر بأمر إيران التي يعتقدون بأنها تؤجج الاحتجاجات وتهدد المنطقة. لذا فقد دخل العراق ومجلس التعاون في حرب كلامية. رغم كل هذه المشاكل، ذكرت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان في 23 آذار بان العراق مدعو للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي. وقال مصدر في مكتب رئيس الوزراء بان العراق سيصبح عضوا فقط اذا وافق المجلس على عدم التدخل في شؤونه الداخلية. كذلك رفضت بغداد الانضمام إلى قوات درع الجزيرة التابعة للمجلس والتي استخدمت في البحرين. كان ذلك سمة جيدة أخرى لبغداد. ورغم النزاعات المستمرة في الخليج فقد كان للعراق فرصة أخرى ليصبح جزءا من شؤون الشرق الأوسط. أرسل وزير خارجية البحرين خالد بن احمد آل خليفة رسالة على تويتر تقول إن مجلس التعاون يريد إلغاء مؤتمر قمة بغداد. في البداية أنكرت الجامعة العربية بأنها تسلمت مثل هذا الطلب، إلا أن مساعد الأمين العام قال فيما بعد بان سفير الإمارات العربية المتحدة لا يريد عقد القمة بسبب تعليقات بغداد على أحداث البحرين. دافعت مصر والولايات المتحدة عن العراق قائلة بان القمة يجب أن تعقد مهما كانت الظروف. كان الأعضاء الستة في المجلس منزعجين مما قاله بعض قادة العراق بخصوص الموقف في البحرين. في 20 نيسان، وافقت الجامعة العربية على تأجيل آخر بسبب ضغوط مجلس التعاون، وأعلنت الجامعة بان القمة ستتأجل بسبب الاحتجاجات والصراع القائم. كان المجلس أكثر قساوة عندما استمر وزير خارجية البحرين بتذكير الصحافة أن دول الخليج لا تريد عقد المؤتمر أبدا بسبب تدخل العراق في شؤون البحرين الداخلية كما يرونه. تقرر اجتماع ممثلي الجامعة العربية مرة أخرى لتقرير الموعد النهائي لعقد القمة إلا أن ذلك تأجل ايضا بسبب دول الخليج مما دعا العراق إلى الاحتجاج على الإلغاء لكنه لم يستطع فعل شيء آخر. في الشهر اللاحق، أعلن مجلس التعاون رفضه انضمام العراق إليه وكان السبب المعلن هو سياسات العراق غير الصائبة في الخليج، و كان ذلك بالطبع إشارة ضمنية للبحرين. كان العراق يأمل أن تكون القمة العربية و دعوة مجلس التعاون الخليجي لانضمام العراق إليه فرصة للعودة إلى الشؤون الإقليمية، إذ أن العراق كان منبوذا منذ غزو صدام للكويت عام 1990. لقد انفق العراق الملا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

البرلمان يصوت على تعديل الأحوال الشخصية والعفو وإعادة العقارات.. وحراك نيابي لإقالة المشهداني
سياسية

البرلمان يصوت على تعديل الأحوال الشخصية والعفو وإعادة العقارات.. وحراك نيابي لإقالة المشهداني

بغداد / المدى صوت مجلس النواب، على مشاريع قوانين تعديل الأحوال الشخصية والعفو العام وإعادة العقارات إلى أصحابها.وافتتح جلسة البرلمان، أمس الثلاثاء رئيس المجلس محمود المشهداني.وجرى خلال الجلسة، التصويت على "مقترح قانون الاحوال الشخصية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram