TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > سالم الآلوسي طراز نادر من الباحثين نذر نفسه للمعرفة

سالم الآلوسي طراز نادر من الباحثين نذر نفسه للمعرفة

نشر في: 27 مايو, 2011: 09:20 م

بغداد /  نـــورا خـالــد تصوير / ادهم يوسف سالم الآلوسي سليل تراث المعرفة الآلوسية التي ازدهرت على يد عالمها الفذ محمود شكري الآلوسي، صاحب بلوغ الأدب في أحوال العرب، والكثير من المؤلفات التي ساهمت في إرساء ثقافة عراقية وطنية، أراد سالم الآلوسي أن يكمل ما بدأه الأجداد والآباء، فكان أن نذر نفسه للصدق في العمل الثقافي والتواصل في العطاء المعرفي،
سالم الآلوسي الذي يعترف الأنام بفضله وعمله بأنه يتأرجح بين الحفاظ على الثقافة وربوعها الزاهية، وشموخ الآثار الحضارية العراقية، وقمم قراطيس الوثائق الأمينة، ومجالس الأدب المعطر بعرى الأخوة الصادقة، انه بين هذه وتلك، متوازن مع نفسه، متلاحم ومطامحه المشروعة، متماسك مع أمانيه المتعافية الواقعية. ترى في تواضعه الجم سمة من سمات رجال أحبوا العالم، وفي وقته في العمل صدق الإنسان الذي يسيره الوجدان الحي، وفي وفائه لمعان الجوهر الأصيل. وفي اعتزازه بالموروث الشعبي أو الحضاري، التزام المتمسك بقيم وادي الرافدين حيث تتمثل معاني السمو والخير والتدفق الإنساني.سالم الآلوسي لم يكن بين معارفه وأصدقائه أكثر من مجرد عابر سبيل، أو مزاجي النزعة الآنية تسيره نزوة عابرة أو رغبة مادية، بل كان ولم يزل، إنساناً مؤثراً في حركة فلك الإخوة والصداقة، لا يهدأ له بال إلا إذا أدى للصداقة ذاتها فرصة التواصل. وفاؤه مع الأحياء متعادل الكفة مع وفائه لمن رحل من الأصفياء، بخاصة أولئك الذين منحوا الحياة الثقافية والحضارية جهدهم ثم (تواروا خلف ستر من الزمان رقيق). لا يمكن أن يذكر مصطفى جواد، وناجي الأصيل، واحمد سوسة وحافظ جميل، وهاشم الخطاط، وعبد الرزاق محي الدين، ويوسف يعقوب مسكوني، وفؤاد عباس وحقي الشبلي وعبد الرزاق الهلالي، وغيرهم عشرات من شموس الفكر اللماح إلا وذكر الآلوسي سالم بكثير من الإطراء على وفائه في الوداع والذكرى والتأبين حضوراً أو حرفاً رقيقا بفتح أبواب الفخر لتبرز مكنونات ما أبدع أولئك الرواد الأفذاذ.سالم الآلوسي المؤرخ ورجل الآثار والباحث والإعلامي الذي ظلت ندوته الثقافية تستحوذ اهتمام العراقيين لسنوات طويلة أقام له بيت المدى في شارع المتنبي احتفالية تكريما لقامته الثقافية ومنجزه الذي قدمه لهذا الوطن، ابتدأت الاحتفالية بفيلم وثائقي عن سيرة الآلوسي أعدته الإعلامية سعاد الجزائري وأنتجته مؤسسة المدى، وفي الفلم لقطات حميمية للالوسي وهو يتحدث عن شغفه بالآثار وبالمخطوطات وعلاقته برواد الثقافة والفكر في العراق.. بعدها قدم الباحث والإعلامي باسم عبد الحميد الاحتفالية بكلمات حملت الكثير من الحب والتقدير للالوسي الذي وصفه عبد الحميد بأنه قامة راسخة من قامات الثقافة العراقية ورجل نذر نفسه للمعرفة والعلم ثم طلب من الأستاذ الآلوسي أن يعتلي منصة الحديث حيث قوبل بعاصفة من التصفيق من الحاضرين.سالم الآلوسي: بغداد رمز الوحدة العراقية تحدث سالم الآلوسي عن أهم المحطات التي مرت في حياته قائلا: ولدت في بغداد عام 1925 في أسرة تنحدر من السلالة الالوسية -الحسينية- العلوية، وفي إحدى المحلات البغدادية القديمة، وهي محلة سوق حمادة في منطقة الكرخ وتلقيت التعليم في بداية حياتي عن طريق (الكتاتيب) وعلى يد الملا عواد الجبوري (رحمه الله) وختمت القرآن الكريم عنده، وبعدها تم قبولي في الصف الثاني في مدرسة الكرخ الابتدائية لكوني كنت أجيد القراءة والكتابة بفضل تعلمي في الكتاتيب ولازلت اذكر -والحديث للآلوسي- أن أول كتاب اهدي لي في تلك الفترة، أي خلال مرحلة الدراسة الابتدائية تقديراً لتفوقي ونجاحي بامتياز، كان من احد المعلمين وهو الاستاذ حمدي قدوري الناصري وكان عنوانه (مجاني الأدب، للأب لويس شيخو) وهو من الكتب المعتبرة في الأدب واللغة وما زلت احتفظ به لحد الآن وله الفضل في دراستنا للغة العربية.. ولا يفوتني أن أشيد بجهود هؤلاء الأساتذة ومنهم مدير مدرستي الأستاذ صالح الكرخي والأستاذ عزت الخوجه اللذان مازلت أدين لهما بالفضل والعرفان. ثم انتقلت إلى الدراسة المتوسطة وأكملتها في بداية الأربعينيات وبعد دخولي الإعدادية/ الفرع العلمي، وأكملتها بنجاح باهر كنت أنوي دخول كلية الطب او الهندسة ولكن ظروفي المعيشية الصعبة حالت دون ذلك مما دفعني للبحث عن وظيفة وترك إكمال الدراسة في الجامعة، فقرأت حينها إعلاناً في صحيفة (البلاد) التي كان يديرها المرحوم روفائيل بطي وفحواه أن دائرة الآثار تطلب تعيين دليل متحف. وبعد تقديمي لها ونجاحي في الامتحان الخاص بها من بين أكثر من أربعين متقدماً تم تعييني في دائرة المتحف العراقي التي كانت في شارع المأمون ضمن (بناية المتحف البغدادي) حالياً, وكانت تسمى مديرية الآثار القديمة وقد استبدل اسمها العلامة الراحل مصطفى جواد إلى (مديرية الآثار).وفي عام 1945 أسس مدير الآثار العام حينذاك الدكتور ناجي الأصيل مجلة (سومر) وكانت دائرة الآثار أشبه بالمجمع العلمي، حيث كانت تجتمع فيها نخبة خيرة من العلماء الكبار من بينهم العلامة طه باقر وفؤاد سفر ومصطفى جواد وأساتذة معروفون مثل ناصر النقشبندي وكوركيس عواد وبشير فرنسيس وفرج بصمجي. وكان لهؤلاء الفضل في تأسيس وترسيخ المدرسة الآثارية العراقية التي كانت حكراً على الأجانب في ما يخص الآثار والتنقيبات.في عام 1960 اتصل بي المرحوم العلامة مصطفى جواد إذ سافر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

اقــــرأ: دولة اللادولة

العراق ينعى المخرج محمـد شكــري جميــل

حضور مميز لـ (دار المدى) في معرض القاهرة الدولي للكتاب

دبلوماسية الاسترداد.. مهمة حكومية لاستعادة الآثار العراقية المنهوبة

الثلوج تنعش أسواق كردستان مؤقتاً وتحول جبالها إلى قبلة للسياح

مقالات ذات صلة

الثلوج تنعش أسواق كردستان مؤقتاً وتحول جبالها إلى قبلة للسياح

الثلوج تنعش أسواق كردستان مؤقتاً وتحول جبالها إلى قبلة للسياح

 سوزان طاهر في ظل تراجع الحركة الاقتصادية، نتيجة الأزمة المالية في الإقليم وتأثر الأسواق بشكل كبير، أدى سقوط الثلوج إلى انتعاش السياحة بشكل لافت داخل الإقليم خلال الأيام الماضية.وشهدت مدن إقليم كردستان تساقطاً...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram