كاظم الواسطي إلى /علي عبد الأميرصمتنا الذي غرسناه يوماً في تلال الفجيعةأورق ذات سوادٍ أغنياتٍ بلون الترابوزنازين بلادٍ نسجوا قضبانها من أضلاع خوفنا
وانكسار الأمنيات ويوم نشدنا البهجةَ بعيداً عن العربات القادمة من مسارب الجحيماعتبرنا الإجازة وقتاً لن يفلت من قبضة أحلامناكما البيت والزوجة ، أو الحانة الغافية على دجلةَفي المساءوكان التوّهمُ ، على قدرٍ من غياب التعقّلِفي الرماللأنها العرباتُتأبى أن تغادرَ مسراتنا الصغيرةَ ليومٍ آخروفي كل لحظةٍتخطف أقدامنا المتعثّرة بالوداع وقسوة المغادرةإلى تلٍ آخر ، وموتٍ جديدوعلى بعد سنيننلوّح ثملين لفرحٍ يهرب حالما تنبض القلوبُ بهونغمضُ الجفونَ على انتظاره فاوضنا الأحزانَ على وقتٍ لا نغصّ بسوادها والدربَ الواحدَ تكون له مساراتٌ أخرىبلا عيون مخبرين وصنارة وشاةٍ لزلاّت اللسان لكنْ يبدو أن القتلَ قدرٌ ، كما هي العرباتُلا يريد وداعاً لهذي البلاد وعلى غفلةٍ من الـ " ربيع " اختار حقلَ النعناع الأكثر اخضراراً نعناعَك .. أخاكَ الأخضرَ الجميل هو أخي، مثلما أنت، وإن لم يُطْلقنا ذات الرحمعلى درب النعناع ترفّق بروحك ، برؤاك ، بأحلامك بأمل (حارس الفجر) وإن توارى عن حقل نعناعه ذات صباحٍ روّع الشعر والشجر..والبستانلكنّ الأطفالَ ببابلَسيجدون دائماً في ثرى دمه المزهر كتابَ أملٍ ووردةً في الطريق ما من خياراتٍ لنا مياه النهرين سرّنا في الأقاصي وحكمةُ ما تبقّى لنامن سنوات العمرفاحمل لغصّتك فراتاً صابراًفي حضنهِ دمنا يسيل بلا توقف من قرون ..!
درب الـنعنـاع
نشر في: 28 مايو, 2011: 06:40 م