 بغداد / المدى سلام محمد يسكن في مجمع الصالحية فقد ساقه نتيجة الانفجارالذي استهدف وزارة العدل عام 2010 وهو المعيل الوحيد لعائلته، فأصبح يتكئ على عصا تعيله على الوقوف امام بسطية فرشها على الرصيف المجاور لكراج منطقة العلاوي سلام  ما زال يعيش لحظات الالم  لما تعرض له جراء الحادث الإرهابي  , فهوعندما كان واقفاً امام احد المحال التجارية القريبة من منزله والمقابلة لوزارة العدل لم يفقد ساقه فقط  انما  خسر منزله الذي  سقط جزء منه ولم يستطع اعادة تأهيله لعدم امتلاكه المال  الكافي حيث ان ما جمعه مما كان يجنيه لاوقات الضيق صرفه على علاجه بعد ان يأس من استلام مبلغ التعويض الذي طال انتظار استلامه ولم يحصل عليه الا قبل عدة اشهر والذي لم يتعد مليون دينار عراقي فقط .
سلام واحد من بين المئات الذين فقدوا حياتهم ومنازلهم واعضاء من اجسادهم وما زالوا ينتظرون التعويضات التي لا تسد جزءا يسيرا من احتياجات عائلة فقدت معيلها الوحيد . ام نزار التي تسكن في مدينة الصدر  أصيبت هي الاخرى  جراء الانفجار الذي حدث في سوق المدينة وفقدت زوجها لتجد نفسها تطرق ابواب المجلس البلدي ومراكز الشرطة ومن ثم مجلس محافظة بغداد ومكتب محافظها لاستلام مبلغ التعويض البالغ 25000000 مليونان وخمسمائة ألف دينار عراقي دفعته لمالك الدار عن بدل ايجار متراكم للاشهر التي لم تستطع فيها دفعه وهي أم لثلاثة أولاد أكبرهم لا يتعدى الـ 12 عاما يبيع قناني الماء المعقم قرب اشارات مرور منطقة الطالبية .قانون رقم 20 ومن اجل الالمام بجميع جوانب الموضوع لابد ان نتوقف مع قانون رقم 20 لسنة 2009 الذي  كان قد اقره مجلس النواب و الخاص بتعويض المتضررين جراء العمليات الحربية والاخطاء العسكرية والعمليات الارهابية و الذي يهدف الى تعويض كل شخص طبيعي اصابه الضرر، وتحديد نسبته وجسامته واسس التعويض عنه وكيفية المطالبة به . ونص القانون على ان التعويض يشمل الاضرار المتمثلة بالوفاة أو الفقدان و العجز الكلي او الجزئي بناء على تقرير لجنة طبية مختصة اضافة الى  الاصابات او الحالات الاخرى التي تتطلب علاجا مؤقتا بناء على تقرير لجنة طبية ايضاً كما يجب تحديد الاضرار التي اصابت الممتلكات والاضرار المتعلقة بالوظيفة والدراسة .وكانت محافظة بغداد قد شكلت لجنة لتعويض المركبات المتضررة بالحادث الارهابي لمجمع الصالحية ايضا. حيث اوضح رئيس لجنة تعويض المركبات العقيد مازن ممدوح جبر بحسب بيان لاعلام المحافظة في حينها ان المحافظة بدأت بتسلم معاملات المواطنين المتضررة مركباتهم في مجمع الصالحية. مضيفاً ان المبلغ المخصص لكل متضرر يتراوح بين  مليون الى 10 ملايين وحسب حجم الضرر الذي تحدده اللجنة. من جانبه يقول محمد الربيعي عضو مجلس محافظة بغداد لـ(المدى ) ان تعويضات العمليات الارهابية والمتضررين منها هي من اختصاص محافظة بغداد، ويقوم مجلس المحافظة  باستلام المعاملات من المجالس البلدية لكل منطقة أو ناحية أو قضاء ترفع بعد ترتيبها واكمالها  الى المحافظة كونها الجهة المسؤولة عن تسليم المتضررين المبالغ المالية  المقررة قانوناً .رئيس لجنة التعويضات في المحافظةبدوره قال الدكتور محمد الشمري رئيس لجنة التعويضات والنائب الاول لمحافظ بغداد في تصريح لـ(المدى ): بعد اقرار قانون رقم 20 لسنة 2009 وقبل ان تأتي التعليمات وضعت المحافظة استعداداتها بتشكيل اللجنة الفرعية  التي هيأت اسماء  الذين سيتم بتعويضهم ، و تجهيز كل المستلزمات الخاصة بالعمل . مؤكدا ان اللجنة قد استلمت اكثر من 3000 معاملة للمتضررين ، تم تدقيقها من قبل اللجان الفرعية الخاصة ،ورفعت الى اللجنة المركزية المرتبطة بالامانة العامة لمجلس الوزراء . دافعا في الوقت نفسه أية مسؤولية تقع على عاتق محافظة بغداد . موضحا ان مسؤولية تأخير أية معاملة هي بذمة اللجنة المركزية التي لم تقم بعملها بالوجه الصحيح،والكرة الان في ملعبها .واستدرك قائلاً: اما ما يخص التعويضات المادية فان وزارة المالية لم ترسل التعليمات الخاصة بالية صرفها .. من جانب اخر اكد  الشمري ان المواطنين المتضررين يعيشون في المنازل المهدمة وبعضهم في العراء لعدم امكانية اعادة انشاء بيوتهم و لم تحرك اللجنة المركزية او وزارة المالية ساكنا، وأما ما يخص  مقدار مبالغ التعويضات فقد كانت مليونين وخمسمائة ألف دينار سابقا أصبحت بعد إقرار قانون رقم 20 لسنة   2009  ثلاثة ملايين وسبعمائة وخمسين ألف دينار إضافة إلى راتب تقاعدي للمواطن غير الموظف يتراوح ما بين الـ 350 إلى 400 ألف  وهنالك تعويضات تشمل الجرحى  ، وأوضح أن المحافظة تعمل حاليا على استلام المعاملات للشهداء والجرحى ممن تسلموا مبالغ خلال الوجبات السابقة قبل صدور قانون 20 الخاص بالتعويضات لصرف مبالغ الفروقات وفقا للقانون الجديد، مؤكداً أن المحافظة رفعت أسماء المشمولين الذين تقدموا بطلبات لصرف الفروقات المالية الى اللجنة المركزية للتعويضات.  آراء  المتضررين  يقول محمد جبار من سكنة مجمع28  نيسان في منطقة الصالحية  الذي تعرض إلى الإصابة والضرر أكثر من ثلاث مرات وحصل على مبلغ مليون دينار بعد سلسلة من التعقيدات والمراجعات التي سبقها صرف الكثير لعلاج زوجته وابنه نتيجة اصابتهما باضرار جسدية في منطقة الرأس والظهر كما فقد هو  احد اصابع يده ، وتضررت شقته عام 2009 و2010 ،  يقول ماذا افعل بهذا المبلغ وهناك من لم يتضرر او يصاب بأذى استلم مليون