TOP

جريدة المدى > سياسية > ألقاب "العلوية والسيد" تغزو العملية السياسية

ألقاب "العلوية والسيد" تغزو العملية السياسية

نشر في: 29 مايو, 2011: 08:18 م

 متابعة/ المدى يبدو أن لكل مرحلة سياسية يمر بها العراق ألقابها الخاصة التي تشير إلى طبيعة وشكل السلطات الحاكمة فيه، وهذا ما كانت تشير إليه ابتداء كلمات مثل المتصرف والباشا والأغا في الفترة العثمانية، والأفندي وصاحب المعالي في العهد الملكي وانتهاء بكلمات الرفيق وعضو الشعبة والسيد الرئيس القائد في عهد النظام السابق.والواضح أن العهد العراقي الجديد لا يتخلف عن أسلافه في هذا السباق،
 فبعد أن تسابق في بدايته، الكثير من رواده على الألقاب "العلمية والأكاديمية"، انتشرت في السنوات الأخيرة مفردات جديدة لم تكن معهودة سابقا، وظهرت ألقاب جديدة أغلبها ذو طابع ديني وتمكنت من الاستحواذ على أجواء أغلب المؤسسات الحكومية، وحلت تقريبا محل المسميات الرسمية المتعارف عليها، بطريقة يعتبرها مراقبون أنها وصف واقعي لـ"أشكال ومضامين" الدول العراقية المتعاقبة.هذا ما جاء به تقرير جديد لوكالة السومرية نيوز حيث استعرضت فيه الإطار التاريخي لتطور الألقاب ومواضع استخدامها.ويقول الإعلامي إقبال محمد إن "الكثيرين تخلوا عن كلمة المحافظ أو رئيس المجلس وأصبح البديل عنها كلمة الحجي، وهذه الظاهرة تعد غريبة على الواقع العراقي بعد أن راجت عقب سقوط النظام السابق في العام 2003".ويضيف محمد أن "هذه المسميات بدأت تربك حتى عمل الإعلاميين، لأننا عندما نذهب إلى مكان ما للقاء أحد المسؤولين ويجيبنا موظف الاستعلامات أو مدير مكتبه قائلا إن الحجي مشغول أو أن الحجي لم يأت بعد أو أن الحجي .. إلخ، نصاب بالحيرة ولا نعرف بالضبط من هو هذا الحجي، هل هو الذي جئنا لمقابلته أم انه شخص آخر، لا يمت له بصلة؟".ويلفت محمد  "والمشكلة أننا كثيرا ما نتردد بالاستفسار عن شخصية هذا الحجي، فهذا اللقب يطرح عادة على أن المقصود به هو المسؤول الأول في هذه الدائرة، حتى وإن كان هناك ألف حجي آخر فيها!"، ويستدرك "أما في المرات القليلة التي طلبنا فيها التعرف على اسم الحجي، فكانت ردة فعل موظفيه النتيجة غالبا في غير صالحنا.   ويقول زميله، حيدر البدري إن "المحيطين بالمسؤول يحاولون إضفاء هيبة أخرى عليه، فبدلاً من ذكر اسمه الصريح أو منصبه فأنهم يزيدون من ألقابه على شاكلة الحجي والشيخ أو السيد والعلوية".ويضيف البدري لـ"السومرية نيوز" أن "المدير العام على سبيل المثال حين يسمع البعض وهم يطلقون على رئيس الوزراء نوري المالكي لقب الحجي وأبو إسراء، فأنه يتمنى بدوره أيضا أن يلقب بما هو قريب لذلك"، حسب تعبيره.بدوره يقول المواطن أبو زهراء إن "المسؤولين في الدوائر بدأوا يعتمدون على الألقاب والمسميات الدينية من اجل أن يظهروا للناس والمراجعين أنهم أنزه من غيرهم من المسؤولين الذين لا يحملون تلك الألقاب".ويوضح أبو زهراء في حديث لـ"السومرية نيوز" أن "المسؤول يعتقد انه إذا أطلق على نفسه الحجي سيعطي انطباعا أنه ليس فاسدا أو معصوما، وهذا استغلال للدين"، ويشدد على أن "هذا السلوك مرفوض"، داعيا "رئاسة الوزراء إلى اتخاذ تدبير بخصوص هؤلاء المسؤولين".ويقول نائب محافظ بابل صادق المحنا إن "بناء دولة مؤسسات يتطلب أن تكون رموزها، مسماة بأسمائها المعلنة والمعروفة كدولة رئيس الوزراء وكل المسؤولين"، مشيراً إلى أن "المؤسسة الرسمية ليست ملكاً لجهة أو شخص معين سواء كان سيداً أو حاجاً أو علوية".ويشير المحنا إلى أن "المسؤولين أو الرموز في تلك الدوائر الحكومية هم الذين تشخص إليهم الأنظار ولذلك عليهم المحافظة على مسمياتهم الوظيفية من اجل أن يكونوا قدوة لغيرهم في كل شيء".ويؤكد المحنا أنه "يجب أن تليق المسميات بالكل وليست هي من باب الانتقاص"، موضحا أن "كلمة السيد علامة فارقة يتشرف بها الكل وكذلك كلمة الحاج، ولكن في الدوائر الرسمية يجب أن تكون المسميات بأسماء المسؤولين".من جانبه، يؤكد عضو مجلس محافظة بابل عقيل السيلاوي أن "انتشار هذه المفردات أضاع الكثير من الألقاب العلمية والاختصاصات المهنية التي يمارسها الكثير من الأشخاص في الدولة العراقية في الوقت الحاضر".ويلفت السيلاوي إلى أن "ألقاب الحجي والسيد وغيرها ترددت خلال السنوات الماضية، سواء كان المسؤول كبير السن أو صغيرا، مؤديا فريضة الحج أم لم يؤدها".ويدعو السيلاوي إلى "مراجعة هذا الموضوع وإعطاء كل شخص مكانته التي يستحقها وفقاً لموقعه"، مبينا أن "العلاقات الاجتماعية لها شأنها والأوساط المهنية لها شأنها الآخر".وفي الوقت الذي اعتبر فيه بعض رجال الدين أن هذه الألقاب لا تعد انتقاصاً للمسؤول، أشار آخرون إلى أنها تنافي توجه الدولة العراقية الحديثة وهي اعتراف بأن العملية السياسية في العراق تسير وفقا لرؤى جهات دينية، وهي السبب وراء انتشار هذه المفردات.ويقول رئيس مؤسسة الحلة للدراسات الإنسانية والعلمية والدينية، الشيخ سعيد حسن الحلي، أن "إطلاق كلمة الحاج بشكل عام، تعارض تماما التطلعات الجديدة للدولة العراقية، على اعتبار أنها دولة ديمقراطية في بلد يضم خليطا متجانسا من المسلمين وغير المسلمي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

البرلمان يصوت على تعديل الأحوال الشخصية والعفو وإعادة العقارات.. وحراك نيابي لإقالة المشهداني
سياسية

البرلمان يصوت على تعديل الأحوال الشخصية والعفو وإعادة العقارات.. وحراك نيابي لإقالة المشهداني

بغداد / المدى صوت مجلس النواب، على مشاريع قوانين تعديل الأحوال الشخصية والعفو العام وإعادة العقارات إلى أصحابها.وافتتح جلسة البرلمان، أمس الثلاثاء رئيس المجلس محمود المشهداني.وجرى خلال الجلسة، التصويت على "مقترح قانون الاحوال الشخصية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram