بغداد/ داود العلي لليوم الثالث على التوالي لا يزال مصير نشطاء التظاهرات المعتقلين مجهولا، في وقت تزايدت حدة الانتقادات الموجهة للحكومة العراقية على خلفية تصرفات منافية لحقوق الإنسان والدستور العراقي في التعامل مع قادة الرأي والمحتجين في ساحة التحرير.وبينما يضغط المجتمع المدني على الحكومة في هذا الصعيد، أجرى رئيس مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون تحركات واتصالات مكثفة تهدف إلى إطلاق سراح المعتقلين
من بينهم الشباب الأربعة الذين "اختطفوا" من ساحة التحرير يوم الجمعة الماضي.وأبدى الأستاذ فخري كريم انزعاجه من الخطوات الحكومية المنافية للوائح حقوق الإنسان والمواثيق الدولية ذات الصلة بالحريات المدنية، والتي سبق وان وقع العراق عليها.وابلغ كريم مسؤولين عراقيين كبارا انتقاده للإجراءات الأمنية التعسفية بحق المدنيين الذين يشاركون سلميا في الاحتجاجات بساحة التحرير، وطالبهم بإطلاق سراح المعتقلين كافة وضمان سلامتهم.إلى ذلك طالبت النائبتان صفية السهيل وميسون الدملوجي بإطلاق سراح المعتقلين الشباب الأربعة، ووصفتا حادثة اعتقالهم من ساحة التحرير الجمعة الماضي بالاختطاف.إذ وصف بيانان منفصلان للنائبتين حوادث اعتقال المتظاهرين العزل بأنها إعادة الحياة العراقية إلى أساليب القمع والقهر التي مارسها النظام السابق.ومع اقتراب انتهاء مهلة المئة يوم التي أعلنها رئيس الوزراء نوري المالكي في السابع من الشهر المقبل لتحقيق الإصلاحات التي تطالب بها حركات الاحتجاج الشعبية التي تستعد لتظاهرات عامة يوم الجمعة العاشر من الشهر المقبل تحت شعار "جمعة القرار والرحيل" تتصاعد المواجهة بين الطرفين حيث اقتحمت قوات الأمن مبنى يجتمع فيه ممثلون عن تلك الحركات وقامت باعتقالهم.وكانت قوات عسكرية قد اقتحمت مقر "اين حقي" في بغداد واعتقلت عددا من أعضاء هيئة تنسيق الحراك الشعبي الذين كانوا يجتمعون داخله.وكانت الهيئة قد دانت في وقت سابق "السلوك الهمجي وحملت الحكومة والمالكي نفسه وأجهزته الأمنية المسؤولية الكاملة عن سلامة الشباب.ومن جهتهم ابلغ ناشطون الصليب الأحمر الدولي بان حكومة العراق الحالية قد خرقت المعاهدات والاتفاقيات الدولية تحديدا اتفاقية جنيف الأولى لعام 1949 عبر استخدامها سيارات نقل المرضى (الإسعاف) لأغراض اعتقال المدنيين والمتظاهرين العزل.وأشاروا إلى أن قوة أمنية خاصة تابعة إلى جهاز استخبارات القوات المسلحة العراقية قامت الجمعة باعتقال أربعة من العراقيين الشباب جميعهم طلبة في أكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد وذلك في ساحة التحرير وسط بغداد أثناء تظاهرة شعبية تطالب بتوفير الخدمات وتحسين الأمن ومكافحة الفساد وهم: علي عبد الخالق الجاف ومؤيد فيصل وجهاد جليل واحمد علاء البغدادي. وبعد عملية الاعتقال العلني أمام شهود عيان تم نقل الطلبة الأربعة بسيارة إسعاف مخصصة لنقل المرضى والجرحى إلى مكان مجهول.وكانت القوات الأمنية العراقية قد شنت في وقت سابق حملة مداهمات غير مسبوقة على مقار منظمات وتجمعات مدنية لها صلة بالاحتجاجات، واعتقلت عشرات الناشطين جلهم من الشباب.
مواجهات "حامية" بين الحكومة والمجتمع المدني عشية "جمعة القرار"
نشر في: 29 مايو, 2011: 08:35 م