مقارنة مربكة للضوء والظل. استيعاب ملتوٍ للحركة، وفتاة مخفية لا يمكن التخلص منها.كل هذا يمثل وهماً بصرياً لا يستخدم فقط للتسلية وإنما أيضا لتأمين فهم أفضل للإدراك الإنساني للمعلومات عن طريق البصر في إطار ما يسمى «علم نفس الادراكي».هذه التقنية الحديثة للوهم البصري التي حصلت على جائزة منظمة «نيورال كوريلات سوسيتي» في إطار المسابقة السنوية غير الربحية التي تنظم حول أفضل حيلة بصرية من كل العالم تشبه التي عرضت في العام الماضي. صحيح انه لا يمكن العثور على نموذج ورقي يتلاعب مع الآفاق، غير ان العشرة الذين وصلوا إلى التصفيات النهائية متنوعون، وبالتالي فان ما يقدمونه ممتع من العديد من الزوايا. إن مشاهدة الخداع البصري تتم على مسؤولية صاحبه، لأنها على الأرجح ستؤدي إلى فقدان الوهم الأساسي، أي الوهم بأنه يمكن تصديق ما تشاهدته، كما من اللائق الإشارة إلى أن جوهر بعض الأوهام مكشوفة انطلاقا من أن الأشخاص الذين يحبون المفاجآت يمكن نصحهم بالاطلاع مسبقا عليها.
أعطوني النقطة الثابتة الكثير من الأوهام تحصل بروح الحركات الدائرية، وتظهر أن الدماغ كي يؤمن استمرار عملية الإدراك، فانه يفكر في النهايات في حال وجود صور متحركة.وينطبق هذا الأمر على الوهم الفائز الذي يطلق عليه تسمية «الوعي المقموع حول التغييرات في الحركة الخلفية»، حيث قام مؤلفاه من جامعة هارفارد جوردان سوخوي وجورج الفاريز بخلق فيديو بسيط مع خاتم النقاط الملونة، وتقوم هذه النقاط، ببطء، بتغيير اللون، الأمر الذي يبدو واضحا للوهلة الأولى. غير ان النقاط تبدو وكأنها تتوقف عن تناوب الإضاءة عندما تتحرك، فيما تقوم الألوان باستمرار بالتغير، أما الدماغ فيخفي ذلك أمامنا لان هذا الأمر لا يعتبره مهما وانه معلومات مضمونة.rnالوهم البرونزي إن الوهم البرونزي المسمى «ذي لوش نيس افتيرايفيكت» وفق بحيرة اسكتلندية يعتمد على مبدأ مشابه، فالشلال غير البعيد يعتبر مثالا معروفا عن وهم الصدى المتحرك، وفي هذه الحالة نتابع دائرة متحركة تتألف من خطوط قصيرة، ومن فترة إلى أخرى، فان هذه الخيوط تتجمع في حين نستوعب نحن عملية التجمع هذه على أنها حركة متعاقبة لكل الدائرة.rnالقوة نفسها ولكنها مختلفة إن وهم «التجمع استنادا إلى التباين» الذي حصل على الجائزة الثانية من قبل لجنة التحكيم، حظي أيضا بالشعبية الأكبر لدى العديد من الأوساط، لأنه مهما طالت عملية تحليله فان عملية الخداع البصري تستمر في التأثير على الشخص. وقد قام البعض بتسجيل هذا الوهم على شريط وقياس الألوان كي يتم التأكد من أن أدمغتهم لا تتخلى عنهم لفترة من الوقت، ويخدعهم بخلفية متباينة. لقد تم التأكد من أن النقاط تغير ألوانها بنفس الإيقاع وبشكل أفقي متناغم، ورغم ذلك، فان التباين بالخلفية يؤدي إلى استيعاب أو إدراك الإيقاع بشكل معاكس.rnاختاروا ما ترونه يعتبر وهم قناع الحب الأكثر ذكاء، ولذلك يمكن التطلع إليه لأطول وقت تريدونه. فهل تشاهدون في الصورة أي شيء خاص؟ وهل انتم متأكدون من ذلك؟ لا، ولكن ماذا لو قيل لكم ان الصورة تضم وجهين، فهل لا تزالون غير قادرين على مشاهدتهما؟ إنهما شاب في اليمين وفتاة في اليسار، وهما عاشقان، والآن هل ترونهما؟ إن هذا الوهم البصري ينتمي إلى ما يسمى بـ«وضع الاستقرار المركب»، أي أن الصورة الواحدة تقدم شرحين مختلفين يمكن للدماغ أن يتنقل بينهما، وعندما تنجحون في الكشف عن احد هذه المعاني، فإنكم لا يمكن بعد ذلك أن تشاهدوه. عن مجلة Scienceترجمة: رضا عامر
رجاء لا تصدقوا كل ما تشاهدونه
نشر في: 30 مايو, 2011: 05:24 م