الكتاب: خياطة من خير خانهكتابة: غيلي تسيماج ليمون ترجمة: المدىفي عام 1996، وعندما استولت حركة طالبان على أفغانستان أرغمت النسوة على البقاء داخل جدران منازلهن. ولم تستطع الفتيات الذهاب إلى المدارس ولم تقدر النسوة على التدريس فيها. وإن تمكنت المرأة من الخروج، فكان لزاماً عليها ان تكون بصحبة رجل من الأقارب وعليها ان تغطي نفسها من الرأس إلى القدمين في عباءة عريضة تدعى (الجادوري)، بحيث لا يبدو منها غير عينيها، وهكذا اختفى نصف المجتمع الأفغاني تماماً عن الحضور.
وهذا الكتاب يتناول قصة كاميلا صديقي، التي كانت تبلغ الـ15 سنة من عمرها، عندما فرّ من المنزل والدها ووالدتها إلى الشمال، لأنهما كانا يعملان مع الحكومة السابقة.ومن اجل البحث عن لقمة العيش وتمضية الوقت في قراءة الكتب المفضّلة لديها، ثم غير المفضّلة، لأن كاميلا وشقيقاتها كن من الفتيات المتنورات ولديهن طموح للمزيد، حالت الظروف دون تحقيقه، فكان عليهن البحث عن وسيلة مفيدة للقضاء على الفراغ، في ظل حكومة طالبان المتشددة،وتبلورت تلك الفكرة في القيام بخياطة الملابس. وهكذا طلبت كاميلا من شقيقتها الكبرى تعليمها خياطة الملابس، وبعد أن أتقنت المهنة، طلبت من شقيقها مرافقتها إلى السوق لبيع ما تخيطه من الفساتين.كان الأمر يتضمن مخاطرة آنذاك، الجرأة للخروج والتعامل مع أصحاب محال الملابس وإقناعهم بالشراء منها، إذ إنها كانت معرضة للضرب أو السجن إن تحدثت مع أي رجل غريب، كما انها وصاحب المحل معرضان أيضاً للسجن. ولكن كاميلا، استطاعت الاتفاق على شراء ما تخيطه، واختارت لها اسماً مزيّفاً، وتجنبت الخروج عند غروب الشمس، في منطقتها التي تسمى،"خير خانه".جرأة كاميلا، غيرت حياة تلك العائلة ومن بعد ذلك المجتمع الذي تعيش فيه، ففي خلال الأعوام التالية، اتسع حجم صناعة الملابس الجاهزة، وشارك فيها العديد من الأقارب والأصدقاء والجيران. وتحولت غرفة المعيشة في الدار إلى معمل، يتناوب العمل فيه العشرات طوال مدار الساعة دون توقف إلاّ من اجل الصلاة أو تناول الطعام. ونتيجة ذلك العمل المتقن والمتواصل، ازداد دخل كل من يشارك فيه وحقق للجميع ميزة الاعتماد على النفس- عنصر كان ضرورياً للأرامل والنسوة اللاتي كن يعتمدن في معيشتهن على الأقارب، بل انه حقق لهن حياة كريمة وأنقذهن من المجاعة. وتكمن أهمية الكتاب في إلقائه نظرة قريبة على حكم طالبان وظروف المرأة فيه ومعاناتها الشديدة.إن"خياطة من خير خانه"، يلقي الضوء على أهمية عمل المرأة، حتى وان كان خلف الأبواب المغلقة، والذي يتم تجاهله في الغالب من قبل الأعلام. عن/ لوس أنجلس تايمز
المرأة والأبواب المغلقة
نشر في: 30 مايو, 2011: 05:29 م