اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > الحرب الباردة: كيف بدأت و لماذا انتهت؟

الحرب الباردة: كيف بدأت و لماذا انتهت؟

نشر في: 30 مايو, 2011: 05:31 م

الكتاب: الحرب الباردة – تاريخ جديدالمؤلف: جون لويس كاديسترجمة: عبد الخالق عليقبل سنوات عدة ، بالتحديد في ديسمبر 1991، اخبر الزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشيف شعبه بان الحرب الباردة قد انتهت. وعند توقيعه القرار الذي حل بموجبه الاتحاد السوفيتي و انهى التنافس الشرقي – الغربي ، أعلن غورباتشيف أيضاً نهاية سباق التسلح و " التعبئة  العسكرية الجنونية " التي "شوهت" أفكار بلاده و" قوضت " قيمه الأخلاقية. و ربما الأهم من ذلك، ادعاؤه  بان " التهديد بحرب عالمية " قد انتهى .
مع موت الاتحاد السوفيتي ، كان العالم يبدو مهيئا  لدخول عهد لم يعد فيه الخوف من حرب كارثية تؤثر على البشر . كثيرون كانوا يعتقدون ان الحرب الباردة ستفسح المجال لعصر أكثر أمانا . لكن الأمر لم يكن كذلك . خوف الأمس من صواريخ بالستية عابرة للقارات تنهال على مدينة نيويورك او واشنطن ، حل محله اليوم الخوف  من الهجمات الانتحارية و القنابل القذرة . اليوم ينظر المرء إلى عقود ما بعد الحرب، حيث يبدو إن الولايات المتحدة كانت تفهم منافسها و تؤمن بان الزعماء الروس لم يكن من المحتمل أن يتصرفوا بتهور. على أية حال ، فان المنطق البارد للحرب الباردة كان يعني إن أي هجوم سوفييتي على الولايات المتحدة كان سيقود إلى رد فعل سريع و مدمر . بينما يجهد زعماء الولايات المتحدة في إدارة ألغاز أميركا الخارجية الحالية ، فان كتاب " الحرب الباردة : تاريخ جديد " للمؤلف جون لويس كاديس ينقلنا إلى عهد مبكر مضى . بتفاصيل واضحة ، يتعقب كاديس – استاذ التاريخ في جامعة يال – تاريخ الصراع الذي ساد سياسة العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى أوائل التسعينات (1990 ). كم يبدو ذلك طويلاً. كان كاديس – ابرز المؤرخين الذين كتبوا عن الحرب الباردة – يكتب عن الموضوع لأكثر من ثلاثين عاماً. لكن بعكس العديد من كتبه السابقة المكرسة  للدارسين ، فان هذا الكتاب موجه الى عدد أوسع من القراء، إلى أولئك الذين يريدون أن يفهموا كيف بدأت  الحرب الباردة و لماذا انتهت ؟ . بهذه الأهداف، نجح كاديس نجاحا رائعا . في الواقع ، ان كاديس قد كتب أفضل معالجة ، بمجلد واحد ، للصراع بين الشرق و الغرب ، من خلال تدقيقه  كيف إن الزعماء كأفراد و الإيديولوجيات المختلفة و السياسة الداخلية و التهديد النووي قد أطّرت ذلك التنافس . لقد أنتج كتابا محفزا. من خلال تقدير أصول و أساسيات  الحرب الباردة – و هو موضوع أشعل منذ زمن طويل شرارة الجدال المرير بين المؤرخين – فان كاديس يضع مسؤولية الصراع بالكامل على عاتق ستالين و الاتحاد السوفييتي . (بعض المؤرخين يلقون بالمسؤولية الأساسية على  الولايات المتحدة ) بينما آخرون يدعمون إلقاء اللوم على موسكو و واشنطن على حد سواء . يزعم  كاديس ان للولايات المتحدة و الاتحاد السوفيتي  رؤى مختلفة لعالم ما بعد الحرب . فالاميركان لديهم رؤى جانبية متعددة تسعى لاجتناب الحرب عن طريق تشجيع التعاون بين الدول العظمى ، و رعاية تقرير المصير السياسي و الاندماج الاقتصادي ، و الاعتماد على الأمم المتحدة في رفع درجة الأمن لكافة الدول .لكن رؤية ستالين لما  بعد الحرب كانت مختلفة تماما ، فقد سعى الدكتاتور السوفيتي إلى ترويج المصالح الروسية من خلال تأسيس حلقة من  الدول غير الديمقراطية حول المحيط الغربي الذي يحد  بلاده ، و في نفس الوقت ينتظر المنافسين الذين يعتقد انهم سيسببون تصدعات أو ربما حربا بين الدول الرأسمالية . و كما يذكر كاديس ، فقد كان ستالين مقتنعا بان " الاقتتال الرأسمالي " بالنتيجة سوف يسمح  للسوفييت ان يصبحوا اسياد  أوروبا . بالإضافة إلى  استكشاف كاديس لأصول الصراع ، فانه يقدّر كيف إن الأسلحة النووية و الإيديولوجية قد أثرت في  ذلك الصراع . لقد ساعدت القنبلة على حفظ السلام بين موسكو و واشنطن لأن استخدامها أولا كان يعني رد فعل كارثي مؤكد . من هنا، لم تكن  خيارا مشروعا   لصانعي السياسة العقلانيين . في المجال الإيديولوجي، يكتب كاديس بان إيديولوجية كل دولة كان " المقصود منها منح الأمل " (كما تفعل كل الإيديولوجيات) . لكن بينما تعتمد إيديولوجية ما على "خلق الخوف "، فان غيرها " لا تحتاج إلى فعل ذلك ". و يزعم بان هذا يفسر عدم التناظر الإيديولوجي الأساسي" للحرب الباردة " . لشدة دهشة  المراقبين، حتى الدهاة منهم ، فقد وصلت الحرب الباردة إلى نهاية سريعة ما بين 1989 و 1991. و بينما ساهمت إجراءات  ميخائيل غورباتشيف و رونالد ريغان و البابا جون بول الثاني في التوصل إلى نهاية سلمية للصراع ، فان زعماء العالم لم يتوسطوا لإنهاء التنافس . و كانت إجراءات " عامة الشعب "  حاسمة ، كما يعتقد كاديس، إذ إن  المواطنين في بودابست و و أرسو و لايبزغ و براغ و بوخارست هم الذين حطموا الأصفاد التي كانت تقيدهم لسنوات طويلة. لقد قرر غورباتشيف بان موسكو لم تعد مستعدة  للإبقاء  على النظام القمعي القديم . إلا أن تحرير الملايين قام به رجال و نساء لديهم القدرة على رؤية حياة أفضل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram