TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الاعتقالات ومستقبل الديمقراطية

الاعتقالات ومستقبل الديمقراطية

نشر في: 30 مايو, 2011: 05:55 م

عامر القيسي تكثفت في الأيام الاخيرة  حالات الاعتقال العشوائي بغير أوامر قضائية على يد القوات الأمنية العراقية ،أربعة من نشطاء الاحتجاجات تم اعتقالهم في ساحة التحرير أمام أنظار الجميع وحشروا حشراً  في سيارة إسعاف ، وحسب أكثر من مصدر فالشباب الاربعة ليسوا من حزب البعث ولا من مروّجي فكره وليس لهم اية علاقة لامن قريب ولا من بعيد بعمليات إرهابية
 ولا فعاليات تعطل أو عطلت العملية السياسية في سيرها السلحفاتي . وبعد يوم واحد تمت مداهمة مقر احدى منظمات المجتمع المدني ، وتم اعتقال أكثر من عشرة نشطاء منهم ، وفي مصادر اخرى ان العدد وصل الى ثلاثين ناشطاً في مجال الاحتجاجات التي شهدتها وتشهدها البلاد منذ 25 شباط الماضي مطالبة بالإصلاح  في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية وتوفير الخدمات الرئيسية ، وكانت هناك اعتقالات سابقة من داخل مطعم شعبي في الكرادة ، والبعض منهم حسب بعض المصادر تم إجبارهم على التوقيع على أوراق يعترفون فيها بأنهم أعضاء في حزب البعث . فما هو مبرر اعتقال مثل هؤلاء الشباب الذين لم يرفعوا سلاحاً ولا نهبوا من المال العام ولا هم عرّابو صفقات الفساد المالي المستشرية في جسد الدولة ولا ضلع لهم باغتيالات الكاتم، ولم يطالبوا بإسقاط الحكومة وليس من هواة  العودة الى المربع الاول . المصادر الحكومية تقول إنها ألقت القبض على مجموعة من مروجي افكار  حزب البعث المنحل ، وهو ادّعاء يثير السخرية حقيقة ، لان  مروجي  فكرالبعث  قد تم رفع الاجتثاث عنهم بقرار توافقي، أو بوضوح أكثر بصفقة سياسية لم تكتمل حلقاتها بعد ! ومروجو فكرالبعث متواجدون أمام الحكومة وخلفها وفي مواقع المسؤولية بل ومنهم من يدعو صراحة الى العودة الى الماضي الاصيل وإزاحة وجبة الذين قدموا مع الدبابات الاميركية لأنهم "عملاء مزدوجون" لاميركا وايران  أصحاب هذه الطروحات مصانون ومحميون بقوات أمن عراقية، فيما يتعرض شباب من المحتجين الى الإهانة والاعتقال لأنهم يحلمون بعراق لامجال فيه لاستبداد جديد تحت أية مسميات ، شباب يريدون الإصلاح وتقويم عمل الدولة ومؤسساتها ويريدون محاربة الفساد والمفسدين ممن يسرقون المال العام في وضح النها وهم من كبار المسؤولين حسب هيئة النزاهة ، شباب يحلمون بعراق ديمقراطي دستوري حقيقي ، وليس عراقاً دستورياً انتقائياً،عراق بلا سياسيين يلتجئون للدستور عندما يريدون تطمين مصالحهم ويركنونه جانباً عندما يتعارض مع تلك المصالح . هذه هي افكارهم فهل من اجل هذه الافكار والاحلام يعتقلون وتلفّق لهم تهم البعث والقاعدة والعصابات، ولو أتيحت الفرصة لبعض المسؤولين لقالواإنّ لهم يداً في تفجيرات المركز التجاري في نيويورك  في 2001 !!سؤال من هذا النوع مطروح أمام السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ، باعتبار ان خيوط الاجهزة الامنية جميعها بيديه وهو القائد العام للقوات المسلحة ، للاجابة عليه بكل شفافية وليس إحالته الى لجنة تحقيقية تغلق ملفاتها بعد أول اتصال هاتفي، وقبل أن توجّه سؤالاً واحداً إلى المسؤولين عن هذه الاعتقالات العشوائية التي تفتح ابوابا واسعة للسؤال عن مستقبل الديمقراطية في العراق !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram