متابعة/ المدىالجندي الشاب برادلي ماننج المعروف بمثاليته ودفاعه عن مثليي الجنس ، يبلغ من العمر 23 عاما وولد في اوكلاهما، والتحق بالجيش عام 2007 بعد طفولة تعرض خلالها لمضايقات من رفاقه لأنه مثلي الجنس. وقد عرف عنه معارضته الشديدة لقانون "لا تسأل لا تخبر" الذي يفرض على مثليي الجنس إخفاء ميولهم الجنسية وإلا يكون عليهم ترك الجيش.
ويرى بعض المقربين منه ان تسريبه للوثائق ربما كان نتيجة يأسه من القبول به وبصفته محللا للاستخبارات كان يطلع على معلومات كثيرة عبر شبكة "سبيرن سيكرت بروتوكول روتر نتوورك" وهي نظام خاص للتشارك في المعلومات بين مختلف فروع الحكومة وقد اشار احد قراصنة الانترنت وهو ادريان لامو الى ان ماننج تحدث عن ان "شخصا ما يعرفه جيدا" نسخ بيانات شبكة المعلومات وسلمها الى استرالي ابيض الشعر "يقصد جوليان اسانج.وتشير المعلومات إلى أن ماننج التحق بقسم تحليل المعلومات بالمخابرات العسكرية الأمريكية، وكان ضمن 2.5 مليون شخص مسموح لهم بدخول نظام «سيبرنت» لتداول المعلومات السرية على مستوى جميع الولايات المتحدة الأمريكية ووزارتها ومسؤوليها بجميع الدول. ومن بين هذا العدد 850 ألف شخص مسموح لهم الدخول إلى معلومات يتم تصنيفها تحت بند سري للغاية، وهي التي لم يصل إليها ماننج وتوقفت عند عدد 251.287 ألف وثيقة 40 في المائة منها تحمل درجة سري و6 في المائة أسرار دفاعية والباقي لم يتم تصنيفه وبينها 817 ألف وثيقة من مكتب وزيرة الخارجية الأمريكية للسفارات الأمريكية حول العالم.وصدرت جميع الوثائق ما بين كانون الثاني 2004 وشباط 2010 عدا وثيقة واحدة صدرت عام 1966 وتم القبض عليه وأودع المتهم بأحد السجون العسكرية، وووجه بحوالي 18 اتهاماً، منها 8 اتهامات جنائية و4 اتهامات خاصة بانتهاك النظام العسكري ونقل معلومات سرية وجمع معلومات بطريقة غير مشروعة. وأضافت المعلومات انه ساعد برادلي شخص آخر يدعى «أدريان لامو» أحد قراصنة الإنترنت في تصنيف وتجهيز هذه المعلومات قبل تسريبها إلى مؤسس موقع ويكيليكس «جوليان اسانج». يشار إلى أن «ويكيليكس» هي منظمة دولية غير ربحية تنشر تقارير وسائل الإعلام الخاصة والسرية من مصادر صحفية وتسريبات إخبارية مجهولة. بدأ موقعها على الإنترنت سنة 2006 تحت مسمى منظمة سن شاين الصحفية، وادعت وجود قاعدة بيانات لأكثر من 1.2 مليون وثيقة خلال سنة من ظهورها. وتصف ويكيليكس مؤسسيها بأنهم مزيج من المنشقين الصينيين والصحافيين والرياضيين وتقنيين مبتدئين لشركات عاملة في الولايات المتحدة وتايوان وأوروبا واستراليا وجنوب أفريقيا.وفي نيسان 2010، أنزلت ويكيليكس على موقع إنترنت مشهد فيديو عن ضربة الطائرة التي قتلت فيها قوات أمريكية مجموعة من المدنيين العراقيين والصحافيين. وبعدها في تموز سربت يوميات الحرب الأفغانية، وهي مجموعة لأكثر من 76900 وثيقة حول الحرب في أفغانستان لم تكن متاحة للمراجعة العامة من قبل، ثم سربت في تشرين الأول 2010 مجموعة من 400000 وثيقة في ما يسمى سجلات حرب العراق بالتنسيق مع المؤسسات الإعلامية التجارية الكبرى، حيث سمحت بإعطاء فكرة عن كل وفاة داخل العراق وعلى الحدود مع إيران، وفي نونبر 2010 بدأت في نشر البرقيات الدبلوماسية للخارجية الأمريكية.وتلقت ويكيليكس الثناء والانتقادات على حد سواء. وفازت بعدد من الجوائز بما في ذلك جائزة الإيكونومست في وسائل الإعلام الجديدة، وجائزة منظمة العفو الدولية لوسائل الإعلام البريطانية. وفي عام 2010 وضعت صحيفة «الديلي نيوز» النيويوركية ويكيليكس الأولى من بين المواقع «التي يمكن أن تغير الأخبار بالكامل»، وذكر مكتب مفوض المعلومات في المملكة المتحدة بأن «الويكيليكس هو جزء من ظاهرة على الإنترنت لها سلطة المواطن .
اليأس دفعه لتسريب الوثائق!

نشر في: 31 مايو, 2011: 08:04 م