أعرب المرجع الديني بشير النجفي، أمس الخميس، عن تخوفه من حصول فراغ سياسي كبير في حال رحيل رئيس الجمهورية جلال طالباني، وأكد أنه "طرف مهم في التوازنات السياسية"، لافتا إلى أنه يراقب حالة الرئيس عن "كثب".

وقال علي النجفي نجل المرجع الديني بشير النجفي، في حديث إلى (المدى برس) إن "المرجعية الدينية في النجف متخوفة من حصول فراغ سياسي كبير في حال وفاة رئيس الجمهورية جلال طالباني"، عادا إياه "طرفا مهما في التوازنات السياسية العراقية".

وأكد النجفي أن "المرجعية تراقب عن كثب الحالة الصحية للرئيس جلال طالباني".

وأعلنت رئاسة الجمهورية، الثلاثاء، ( 18 كانون الأول الحالي) أنها تلقت اتصالات أجراها ممثلون عن كبار مراجع الدين في النجف للاطمئنان على صحة الرئيس إضافة إلى ممثلين عن دول عربية وأجنبية، كما وحضر كبار مسؤولي الدولة بشكل شخصي للمشفى الذي يرقد فيه الرئيس لتلقي العلاج.

وكانت رئاسة الجمهورية أعلنت في وقت سابق، من أمس الخميس، (20 كانون الأول الحالي، في بيان تسلمت، (المدى برس) نسخة منه، أن فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني غادر اليوم، مستشفى مدينة الطب في بغداد متوجها إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية، تحت رعاية الفريق الطبي المختص وذلك بعد أن طرأ تحسن في صحته"، مبينة أن العلاج الذي تلقاه الرئيس "وفر الظروف المناسبة لنقله إلى خارج البلاد لمتابعة علاجه في ألمانيا".

وكان مدير دائرة مدينة الطب في العاصمة بغداد هاني موسى بدر، أعلن أمس الأربعاء، في مؤتمر صحافي أن الفريق الطبي المشرف على علاج  الرئيس قام بإجراء فحوصات مختبرية متعددة ومتكررة وشعاعية أثبتت تحسن واستقرار صحته، كما أكد الوكيل الأقدم لوزارة الصحة عصام نامق في المؤتمر نفسه أن آراء الفرق الطبية العالمية كانت متطابقة تماما مع آراء الفريق الطبي العراقي بشان طريقة علاج الرئيس، لافتا إلى أن هذه الآراء أجمعت على تحسن الحالة الصحية للرئيس".

وأعلنت رئاسة الجمهورية العراقية، أن الرئيس جلال طالباني أصيب مساء الاثنين (17/ 12/ 2012)، بالإرهاق نتيجة الجهود التي يبذلها في مجال حل الأزمة السياسية وقد تم نقله على إثر ذلك إلى المستشفى لتلقي العلاج، ثم أكدت في مؤتمر صحافي عقدته، الثلاثاء،( 18 كانون الأول 2012، في مستشفى مدينة الطب أن وضع الرئيس الصحي مستقر وهو يخضع للعناية المركزة، منتقدة وسائل الإعلام التي تحدثت عن وفاة الرئيس، ودعتها إلى توخي الدقة. وكان رئيس الجمهورية جلال طالباني أجرى خلال الفترة الماضية، العديد من اللقاءات بين أطراف العملية السياسية في البلاد لحل الأزمة بين بغداد واربيل، كان آخرها مساء الاثنين،( 17 كانون الأول الحالي)، إذ استقبل رئيس الحكومة نوري المالكي واتفقا على أن يقوم رئيس الحكومة بدعوة وفد الإقليم إلى بغداد من أجل استئناف المباحثات، واعتماد التهدئة والدستور في حل الخلافات.

وعاد رئيس الجمهورية، في 17 أيلول 2012، إلى مدينة السليمانية قادماً من ألمانيا بعد رحلة علاجية استمرت نحو ثلاثة أشهر، حيث أجرى عملية جراحية ناجحة لركبته، فيما عاد إلى العاصمة بغداد مطلع كانون الأول 2012، برفقة وفد كبير يضم شخصيات سياسية بارزة، قادما من إقليم كردستان العراق. يذكر أن رئيس الجمهورية جلال طالباني يعاني منذ عدة سنوات من أزمات صحية، إذ نقل في العام 2007 إلى مستشفى الحسين الطبية في الأردن التي بقي فيها لأسابيع ثم نقل بعدها إلى مستشفى مايوكلينك في الولايات المتحدة الأميركية.

كما شهدت السنوات الماضية سفرات عديدة لطالباني إلى بعض الدول الغربية لتلقي العلاج على خلفية إصابته في ركبته.

ويعد جلال طالباني المولود في السليمانية في (12 تشرين الثاني 1933) الرئيس السادس لجمهورية العراق منذ إعلان النظام الجمهوري عام 1958، والثاني بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين إذ تسلم منصبه في مطلع العام 2005 عقب انتخابه من قبل الجمعية الوطنية خلفا للرئيس غازي الياور الذي يعتبر أول رئيس للجمهورية بعد سقوط نظام صدام حسين، كما أعيد انتخابه في العام 2010 لولاية ثانية.

وكان لطالباني دور مؤثر في المعارضة العراقية خلال حقبة الثمانينات والتسعينات على الرغم من إجرائه مباحثات محدودة مع نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين إلا أن النظام كان يعتبره من ألد أعدائه.