ابتسام عبد الله مثير للإعجاب، صلف، جذاب، مفهوم، موّقر، غير موّقر، ميّال للسخرية، كل هذه الصفات بمجموعها شكلّت شخصية المخرج مارتن سكورسيزي (68 سنة) ليكون المعلم المتميز. لقد قدم سكورسيزي أغلب الأفلام السينمائية التي لا مثيل لها في السينما الحديثة: الشوارع الخلفية، الرفاق الطيبون، كازينو، المُرتحل.
كما قدم عن قضية المرأة،"أليس لم تعد تعيش هنا"، وقدم الغضب العنيف في ،"سائق التاكسي"، و"الثور الهائج"، وأخرج أيضاً،"ملك الكوميديا"، و"الإغواء الأخير للمسيح"... والى آخر ما عرض من أفلامه.إن طول الفيلم وسعة عمق فكرته، عنصران مهمان بالنسبة للنقاد، وكتاب الناقد السينمائي وكاتب الأعمال الوثائقية – ريتشارد شيكل عن المخرج سكورسيزي، مثير للإعجاب، مع انه يتضمن عدداً من المحادثات بينهما، وقد تكون هذه النقطة في صالح الكتاب، إذ عرف شيكل جيداً متى يدع المخرج الكبير يسترسل في الحديث ومتى يوقفه عنه.لقد التقى المخرج الكبير بشيكل للمرة الأولى عام 1973، كما يذكر المؤلف في مقدمة كتابه، ثم يتحدث عن اللقاءات التي تكررت بينهما في الأعوام التالية من اجل إعداد الكتاب.ويتناول المؤلف طفولة سكورسيزي، وأصوله الايطالية، (كنت أعيش في الشوارع الوضيعة، وقد طبعت تلك الأيام بصماتها عليّ. إن فيلم،"عصابات نيويورك"، يحكي عن ذلك، رغم عدم تمكني من تقديم الصورة الحقيقية عنه.ولا يتحدث الكتاب عن المزيد من حياة المخرج الخاصة ولا عن زيجاته (خمس)، مع إشارة قصيرة إلى ابنته، وأخرى إلى لجوئه إلى المخدرات، وفيما إن كانت تلك الأمور قد تركت أثرها على أعماله. كما لا يتحدث المؤلف عن مشاعر سكورسيزي إثر تسلّمه جائزة الأوسكار عن إخراجه فيلم ،" المُرتحل"- 2006، بعد العديد من المرات التي رشح فيها لنيل تلك الجائزة، وكانت الأولى، قبل 26 سنة عن فيلم،"الثور الهائج".وإن استثنينا ما تقدم، فإن شيكل يقدم صورة جذابة وعميقة عن سكورسيزي الذي نريده. ويعترف المخرج في أحاديثه بأخطائه، ويصف منتج شركة وارنر الذي الحّ عليه لإخراج فيلم ،" أليس لم تعد تعيش هناك"، قائلاً له: "إن الفيلم بأكمله عن النساء وعليك إخراجه"، أما عن فيلم "سائق التاكسي"، فيقول "إنه ردّ فعلي تجاه العالم الذي جئت منه. ثم هناك آلامه حول فيلم،"الجزر المغلقة" وعدم تقبله بصورة حسنة،" لا أريد حتى التحدث عنه، لأنني لا أريد المزيد من النقد عنه".كما في الحديث عن،"الجزر المغلقة"، هناك المزيد من المشادات الكلامية بين المؤلف والمخرج في أجزاء أخرى من الكتاب. وعندما يتعب سكورسيزي من مناقشات المؤلف حول "رجال المافيا الطيبين في شبابه"، يجيب متسائلاً، "لماذا لا نتحدث عن أفلامي الأخرى التي لا تتناول حياة المافيا والعصابات؟ ومنها،" أليس.. وسائق التاكسي ونيويورك".ويناقش سكورسيزي تعاونه مع هارفي كيتل، روبرت دي نيرو وليوناردو دي كابريو، في العديد من أفلامه. كما إنه يتحدث عن المخرجين الذين تأثر بهم في شبابه مؤكداً اسمين: جون كاسافيتز وروجر كورمان، معرباً أيضاً عن أهمية الأفلام الوثائقية، مشيراً إلى انه تأثر بها في إخراجه فيلم،"الفالس الأخير".ويضم الكتاب تفاصيل ذكرياته عن مشاهد معينة قدمها، والوسائل الفنية التي اتبعها في التصوير، والجذور التاريخية لأفلامه.والمخرج الذي لا يزال يقدم أفلاماً سينمائية متميزة، يتوق اليوم لتقديم قصة حب كلاسيكية:" إنه ليس تجربة، بل مبدأ أو قاعدة عامة، يتوجب على كل مخرج أو روائي قادر على اجتيازها". عن/ النيويورك تايمز
أحاديث مع سكورسيزي:أتوق لتقديم قصة حب كلاسيكية
نشر في: 1 يونيو, 2011: 05:14 م