أعلن الفاتيكان قبوله استقالة الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي، بطريرك الكنيسة الكلدانية في بغداد، من منصبه لبلوغه السن القانونية، فيما لفت إلى أن مؤتمرا سيعقد نهاية كانون الثاني لانتخاب رئيس جديد لهذه الكنيسة.
وقال الفاتيكان في بيان صدر عنه مساء أمس الأول الأربعاء إن "الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي، بطريرك الكنيسة الكلدانية في بغداد، استقال من منصبه لبلوغه السن القانونية"، مبينا أن "مؤتمرا لأساقفة الكنيسة الكلدانية سيعقد في 28 كانون الثاني 2013 بدعوة من البابا بنديكتوس السادس عشر من أجل انتخاب خلف للكاردينال دلي".
وشهدت حاضرة الفاتيكان في (24 /11 /2012 ) تنصيب الكاردينال عمانوئيل دلي الثالث كأول كاردينال لكنيسة الكلدان الكاثوليكي، التي تضم كلدان العراق والخارج، واعتبر دلي في حينها تنصيبه من قبل البابا بنديكتوس السادس عشر تكريما لكل العراقيين.
ويعد دلي ثاني كاردينال عراقي يتم تنصيبه من الفاتيكان بعد تنصيب اغناطيوس (جبرائيل الاول تبوني) في عام 1935.
وبلغ الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي وهو ايضا بطريرك بابل للكلدانيين، الـ85 من العمر وهو يترأس هذه الكنيسة منذ العام 2003.
ويبلغ عدد أتباع هذه الكنيسة حوالي ثلاثة ملايين نسمة في العالم ولم يبق منهم سوى حوالي 400 ألف نسمة في العراق حتى أن عددهم يتناقص بسبب الهجرة المستمرة.
وانخفضت أعداد المسيحيين في العراق بعد حرب العام 2003 بحسب إحصاءات غير رسمية، من 1.5 مليون إلى نصف المليون، بسبب هجرة عدد كبير منهم إلى خارج العراق وتعرض العديد إلى الهجمات في عموم مناطق العراق، خصوصاً في نينوى وبغداد وكركوك.
يذكر أن المسيحيين في العراق يتعرضون إلى أعمال عنف منذ عام 2003 في بغداد والموصل وكركوك والبصرة، من بينها حادثة خطف وقتل المطران الكلداني الكاثوليكي بولس فرج رحو في شهر آذار من العام 2008.
وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الخارج بعد عام 2003.