إكرام زين العابدينلا يختلف إثنان على ان الاتحاد الدولي لكرة القدم أجحف بحق كرتنا منذ زمن طويل من خلال القرارات الخاطئة وغير المنطقية التي كان يصدرها بحقنا ومنع المباريات الدولية عن ملاعبنا فترات طوال ما جعل منتخباتنا في ترحال مستمر .ولم ينصفنا الاتحاد الدولي في أكثر من قضية كان من الممكن ان تسهم في تطور وازدهار كرتنا خاصة وان الأطراف الأخرى كانت تستخدم العديد من الأساليب غير المشروعة لكسب تلك القضايا.
إن العاملين في إدارة الاتحادات الوطنية لكرة القدم يعلمون علم اليقين ان (فيفا) تقوده منظمة لا تسمح له باجتياز الخطوط الحمر التي رسمتها له ، ومن الممكن ان تلعب هذه المنظمة التي يصح ان نطلق عليها (مافيا ) دوراً قذراً في تشويه صورة أي بلد او اتحاد او منتخب او ناد ٍ في حالة تعارض طموحه مع مصالحها الستراتيجية التي تعد من المقدسات التي لا يمكن تجاوزها !إن القوانين التي يتعامل معها (فيفا) تجعل بعض الدول تقف عاجزة أمامه لأنها تعد احد أسباب تسلط بعض الاتحادات الوطنية والتمسك بكرسي الرئاسة من خلال الحصول على غطاء ودعم (فيفا) الذي يعطيها الأموال ويقوم ببناء بعض المنشآت والملاعب الرياضية ويسهم في تطوير مدربيها وحكامها من خلال إشراكهم بالدورات التي يشرف عليها .إننا اليوم لسنا بصدد التحريض على الانسحاب من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) او اتخاذ قرارات تتعارض مع توجهاته الأساسية ولا تتفق مع مضامين وشروط الاتحادات الوطنية.يجب أن نكون أكثر وعياً ونتعلم من أخطاء الماضي ونعمل بالشكل الصحيح خلال المرحلة المقبلة لخدمة رياضتنا وكرتنا التي من الممكن ان تتطور وترافق الركب العالمي من خلال معالجة الموضوع الأهم في عمل الاتحاد وهو قلة الوعي الإداري التي تسببت بكوارث لا تعد ولا تحصى خاصة وأن اغلب العاملين في الاتحاد العراقي لكرة القدم لا يجيدون فن الإدارة ولا يعرفون أسلوب المخاطبات الرسمية وكذلك لا يجيدون اللغة الانكليزية ( اللغة الرسمية للمخاطبات) وسبق ان تحملت كرتنا العديد من الأخطاء ودفعت الثمن غالياً من خلال الابتعاد عن العمل الصحيح!إننا في فترة ما، كنا نملك ملاكات إدارية على قدر كبير من الكفاءة والعمل الإداري الصحيح لكن عامل الزمن والتطور السريع الذي حصل في العالم خلال العشرين سنة الماضية بتحوله الى قرية صغيرة من خلال ثورة الاتصالات الحديثة التي كان العراق بعيداً عنها يعد السبب الرئيس في عدم تواصلنا مع العالم .لكننا لا ننكر ان عراقنا يملك كفاءات ومواهب إدارية كثيرة لكنها بحاجة إلى الاندماج مع العالم الخارجي والتعرف على أسلوب العمل الحديث والتواصل مع الفكر الإداري الحديث ولن يحصل ذلك إلا من خلال إعطاء الفرصة لهذه الكفاءات التي أبعدت عن إدارة الأندية والاتحادات الرياضية بحجج واهية وخسرتها رياضتنا، لأن أصحاب العقول المحجّرة لن تسمح باقترابهم من المناصب الإدارية المناسبة لهم وليس لغيرهم "مهما كلف الأمر ".إننا مقبلون على مرحلة جديدة من العمل الإداري من خلال انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم التي ستجري بعد أيام قليلة ونتمنى ان تنتهي بخير خاصة وان جميع الأطراف المعنية بالأمر ملّت طول الانتظار وتريد حسم الملف الأهم لكرتنا، لأن هذا الأمر أصبح احد الأسباب المهمة في تراجع مستوى اللعبة!ولكي لا يقع المحظور بالتعامل مع (فيفا) في المستقبل علينا ان نتعلم من الآخرين كيف يديرون ملف أزماتهم الداخلية والخارجية، وان نطلع بشكل كبير على اللوائح والأنظمة الداخلية لأغلب الدول المنضوية تحت لواء (فيفا)، لأن ذلك يسهم في إيجاد نظام داخلي نموذجي يلبي جميع طموحاتنا ويمنع عنا العقوبات .
في المرمى: كرتنا ومافيا (فيفا)
نشر في: 1 يونيو, 2011: 06:04 م