حسب المكتشفات الآثارية، فإن الهنود الحمر كانوا أول من تعرف على الفلفل البري منذ 7000 عام قبل الميلاد، وقد تم توطين زراعته في الفترة الممتدة من 3400-5000 قبل الميلاد.وفي الألفية الثالثة قبل الميلاد، كانت زراعته من قبل الهنود الحمر مسألة عادية، حيث اعتبر من النباتات المقدسة دينياً. وحوالي عام 1500 قبل الميلاد، انتشرت زراعته في الشمال وامتدت إلى المكسيك، وأصبح جزءاً مهماً وشهياً في وجبات الطعام، كما هي الحال بالنسبة لعصيدته التي تستخدم حالياً في مناطق مثل فراكروس والمكسيك.
فالاكتشافات الآثارية أشارت إلى أن الفلفل الحار كان يطحن ايضاً من قبل الهنود حيث يحولونه إلى مسحوق. وكان الفلفل قد ازدهر في مراحل معينة من التاريخ ازدهاراً بالغاً، وانتشر واسعاً في أثناء قيام حضارة «المايا» في جنوب المكسيك.لقد زرع المايوون انواعاً مختلفة منه، واستخدموه في كافة وجباتهم الغذائية تقريباً.فابتداء من الصباح، كانوا يخلطون في كل وجبة طعام عصيدة حارة مؤلفة من الذرة والفلفل الحار، بما في ذلك أيضاً الوجبات التي كانوا يتناولونها بعد العشاء.حيث لم يغب عن هذه الوجبات الفلفل الحار أبداً. وقد نقل أنواع الفلفل الحار إلى أوروبا، وتحديداً إلى اسبانيا. الطبيب ديغيوا الفارس خانكا» الذي رافق الرحلة الثانية لكريستوف كولومبس عام 1493، وهو أول من كتب بعد عام من هذا التاريخ تقريراً طويلاً حول خواص الفلفل العلاجية.rnالتوابل وتأثيراتها الصحية يعتبر الفلفل الحار في يومنا هذا من المكونات الشهية التي تشارك في معظم قوائم الطعام، وهو فضلاً عن ذلك له فوائد أخرى، فمادة الكابسايسين التي توجد في الفلفل قد عرفت منذ قديم الزمان، كوسيلة من وسائل العلاج الممكنة، وما زال يكتشف المزيد من خصائص هذه المادة العلاجية المهمة. وإحدى هذه الخصائص تكمن في قدرة الكابسايسين على تدمير الخلايا السرطانية، في الوقت الذي تحافظ فيه على حالة الخلايا السليمة الأخرى غير المصابة.ويرجع الفضل في امكانية العلاج بواسطة الفلفل إلى طعمه الحار أو إلى المادة المسؤولة عنه الكابسايسين التي تتألف من مجموعة من النايتروجينات القلوية التي تؤثر على الخلايا بقوة، وتسبب الشعور بالحرقة، حيث تحفز حساسية أعصاب نهاية اللسان، وتجعل الفم يتعرض إلى العمليات نفسها التي تسببها الحرارة العالية.لقد ثبت مخبرياً بأن الكابسايسين تطلق مادة «الأندورفين» التي تحسن الدورة الدموية وترفع سرعة تجديد الخلايا، وأيضاً تحفز سوائل المعدة التي تساعد في عملية الهضم.وعند الإصابة بالرشح فإن هذه المواد تقوم بتنظيف القنوات المخاطية كافة، كما تقلل من آلام ما بعد العمليات الجراحية عندما يتم حقن كميات أكبر منها داخل الجلد.وفضلاً عن ذلك فإن هذه المواد تساعد في علاج تخثر الشرايين أو تشنج الأوردة، وتستخدم أيضاً في علاج التقرحات الجلدية وآثار الضربات أو الجروح المختلفة.والفلفل الحار يقتل وبنجاح كبير البكتيريا التي تسبب تلف وتسمم الطعام المتعفن أو المجفف بشكل رئيسي، وتقتل أيضاً معظم أنواع البكتيريا التي تسبب أمراض المعدة والأمعاء، ويطلق عليها اسم جماعي هو (بكتيريا الطفيليات المعوية).ويقوم «الكابسايسين» بدور طبيعي في التضييق على التهابات القلب وكذلك تخفيض نسبة السكر في الدم، ويساعد أيضاً على التخلص من البلغم في الرئتين، وفي إيقاف نزيف الدم أثناء التعرض للجروح.وتجرى حالياً أحدث الأبحاث على قدرته الفعالة في تدمير الخلايا السرطانية من دون أن يصاحب ذلك رد فعل جانبي.ففي ابريل من عام 2007 أعلن طاقم طبي من علماء جامعة « بيثور» الأميركية في ولاية بنسلفانيا، انهم توصلوا من خلال تجارب مختبرية أجروها على مادة الكابسايسين إلى إنقاص كمية أورام سرطان البنكرياس إلى النصف، بعد أن أضيفت كميات مناسبة من الفلفل الحار الى ثلاث وجبات حارة ولمدة أسبوع واحد.وأيضاً تم احراز نجاح تحقق في المختبرات ايضاً، لفحص تأثير الكابسايسين على علاج سرطان البروستاتا، فان تأثير هذه المادة قد تم خلال ليلة واحدة، فقد اضعفت غشاء جسيمات الـ «Mitochoudrie» وهي جسيمات صغيرة توجد في سيتوبلازما الخلايا حيث قامت بتحرير بروتين خاص له قدرة على قتل الخلايا السرطانية. وعلى الخلاف عن طرق العلاج الأخرى، فإن الكابسايسين قد حافظ على ابقاء الخلايا الأخرى سليمة، ولم يتعرض لها. ويفترض أن تبدأ الفحوصات العلاجية بواسطة هذه المادة للقضاء على السرطان خلال خمسة اعوام من الآن.rnما هي الأندورفين التي يحتوي عليها الفلفل الحار؟هي عبارة عن جزيئات طبيعية صغيرة، أما تركيبتها فهي نوع من أنواع «البوليبتيدي» المخاطي أو اللزج. وتتكون مادة الــ«بتيدي» بواسطة الكثير من الحوامض الامينية التي تفتح مدخلا الى الزلال الخلوي.وقد اكتشف أولا في الدفاع وبعد ذلك في أجزاء أخرى من الجسم، وهي تهدئ أو تكبح الآلام، وتؤثر بصورة ايجابية على المزاج الشخصي.عن مجلة Raw Foodترجمة: رضا عامر
البعض يفضله حاراً..وكل أنواعه مفيدة للجسم..متى عرف العالم التوابل؟
نشر في: 1 يونيو, 2011: 06:28 م