كشفت سيدة العراق الأولى هيرو إبراهيم أحمد، أمس الخميس، أن الرئيس جلال طالباني استجاب لحديثها وأسئلتها عبر العديد من الإيماءات، وفي حين أكدت أن الكوادر الطبية العراقية والألمانية أبلغوها باستقرار صحة الرئيس، شددت على ضرورة أن يفهم الجميع بأن طالباني مستعد للتضحية بحياته من أجل ترسيخ مبادئ السلام في العراق.
وقالت أحمد في حديث حصري إلى (المدى برس) قبيل صعودها إلى الطائرة الخاصة التي أقلت الرئيس جلال طالباني لمرافقته إلى ألمانيا إن "الرئيس استجاب لحديثي وأسئلتي عبر العديد من الإيماءات والحركات المتفائلة"، مؤكدة أن "هذا التطور مفرح، بعد دخول الرئيس إلى المستشفى".
وأضافت عقيلة الرئيس أن "الكادر الطبي العراقي والألماني أبلغوني بتحسن واستقرار صحة الرئيس وأن الأيام المقبلة ستشهد تطورات ايجابية في هذا الشأن"، لافتة إلى أنها لن تنسى "جهود الكادر الطبي في مستشفى مدينة الطب، فضلا عن الكادرين الألماني والإيراني، لما قدماه من خدمات ساهمت باستقرار الحالة الصحية للرئيس".
وأكدت احمد أنها "ستقضي ليلة رأس السنة الميلادية مع رفيق دربها مام جلال كسابق عهدهما في سنوات النضال المشترك"، وأردفت بالقول "لن أتركه في ليلة رأس السنة حتى لو اجتمع رفاقه حوله، الذين يتوزعون في اغلب مساحات الكرة الأرضية".
وتابعت سيدة العراق الأولى أن " الرئيس فضل العودة إلى بغداد لمواصلة جهوده لحل الأزمة السياسية، والتي انطلقت من حبه للشعب ومراعاة مصالحهم لكي يعيشوا في سلام ومحبة"، مشددة على ضرورة أن "يفهم الجميع بأن طالباني كان مستعدا للتضحية بحياته من اجل ترسيخ مبادئ السلام في البلاد".
ويعد حديث سيدة العراق الأولى هيرو إبراهيم احمد هو الأول منذ الأزمة الصحية التي ألمت برئيس الجمهورية جلال طالباني في ( 17 /12 /2012 ) والتي ادخل على أثرها مستشفى مدينة الطب ببغداد لغرض العلاج.
وكانت رئاسة الجمهورية العراقية أعلنت في بيان لها، أمس الخميس، أن الرئيس جلال طالباني غادر فجرا إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية على متن طائرة تحت رعاية فريق طبي مختص، فيما أكد أن تحسن صحة طالباني سمح بسفره إلى الخارج.
وشكرت الرئاسة في بيانها "وزارة الصحة وإدارة وكادر مدينة الطب والفريق الطبي المتخصص الذين بذلوا جهودا كبيرة وحثيثة، كما شكرت قيادات البلاد ومراجعها العظام وشخصياتها السياسية والدينية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والعسكرية والأمنية والقادة العرب والأجانب ممن تابعوا بشكل مباشر الوضع الصحي للرئيس".
وكان مدير دائرة مدينة الطب في العاصمة بغداد هاني موسى بدر، أعلن الأربعاء، في مؤتمر صحافي أن الفريق الطبي المشرف على علاج الرئيس قام بإجراء فحوصات مختبرية متعددة ومتكررة وشعاعية أثبتت تحسن واستقرار صحته، كما أكد الوكيل الأقدم لوزارة الصحة عصام نامق في المؤتمر نفسه أن آراء الفرق الطبية العالمية كانت متطابقة تماما مع آراء الفريق الطبي العراقي بشأن طريقة علاج الرئيس، لافتا إلى أن هذه الآراء أجمعت على تحسن الحالة الصحية للرئيس".
وأعلنت رئاسة الجمهورية العراقية، أن الرئيس جلال طالباني أصيب مساء الاثنين (17/ 12/ 2012)، بالإرهاق نتيجة الجهود التي يبذلها في مجال حل الأزمة السياسية وقد تم نقله على إثر ذلك إلى المستشفى لتلقي العلاج، ثم أكدت في مؤتمر صحافي عقدته، الثلاثاء، في مستشفى مدينة الطب أن وضع الرئيس الصحي مستقر وهو يخضع للعناية المركزة منتقدة وسائل الإعلام التي تحدثت عن وفاة الرئيس، ظهر الثلاثاء، ودعتها إلى توخي الدقة.
وكان رئيس الجمهورية جلال طالباني اجرى خلال الفترة الماضية، العديد من اللقاءات بين أطراف العملية السياسية في البلاد لحل الأزمة بين بغداد وأربيل، كان آخرها مساء أمس الاثنين، إذ استقبل رئيس الحكومة نوري المالكي واتفقا على أن يقوم رئيس الحكومة بدعوة وفد الإقليم إلى بغداد من أجل استئناف المباحثات، واعتماد التهدئة والدستور في حل الخلافات.
وعاد رئيس الجمهورية، في 17 أيلول 2012، إلى مدينة السليمانية قادماً من ألمانيا بعد رحلة علاجية استمرت نحو ثلاثة أشهر، حيث أجرى عملية جراحية ناجحة لركبته، فيما عاد إلى العاصمة بغداد مطلع كانون الأول 2012، برفقة وفد كبير يضم شخصيات سياسية بارزة، قادما من إقليم كردستان العراق.يذكر أن رئيس الجمهورية جلال طالباني يعاني منذ عدة سنوات من أزمات صحية، إذ نقل في العام 2007 إلى مستشفى الحسين الطبية في الأردن التي بقي فيها لأسابيع ثم نقل بعدها إلى مستشفى مايوكلينك في الولايات المتحدة الأميركية.
كما شهدت السنوات الماضية سفرات عديدة لطالباني إلى بعض الدول الغربية لتلقي العلاج على خلفية إصابته في ركبته.
ويعد جلال طالباني المولود في السليمانية في (12تشرين الثاني 1933) الرئيس السادس لجمهورية العراق منذ إعلان النظام الجمهوري عام 1958، والثاني بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين ،إذ تسلم منصبه في مطلع العام 2005 عقب انتخابه من قبل الجمعية الوطنية خلفا للرئيس غازي الياور الذي يعتبر أول رئيس للجمهورية بعد سقوط نظام صدام حسين، كما أعيد انتخابه في العام 2010 لولاية ثانية.