TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > الجثث الطافية في الأنهار لاتزال تؤرّق العراقيين

الجثث الطافية في الأنهار لاتزال تؤرّق العراقيين

نشر في: 2 يونيو, 2011: 06:24 م

بغداد/ متابعة المدى بغداد: يبدو نهرا دجلة والفرات وروافدهما وبحيرات الثرثار والحبانية والرزارة اماكن مثالية للتخلص من الجثث العراقية خلال سنوات من الصراع الطائفي. وعلى رغم انحسار أعداد الجثث الطافية على نهري دجلة والفرات وروافدها الكبيرة المارة في المدن بشكل ملحوظ منذ العام 2009 وإلى الآن، إلا أن هذه الظاهرة مازالت متناوبة الحدوث بين فترة وأخرى.
ففي منطقة قرب مدينة بابل الأثرية، التي تبعد حوالي 5 كم شمال مدينة الحلة الواقعة في جنوب بغداد، عثر هذا الأسبوع على جثة مقطعة الأوصال موضوعة في كيس من البلاستك في نهر الحلة. وفي الشهر الماضي، انتشلت الشرطة العراقية جثثًا مقطعة لأربعة شبان، لم تعرف هوياتهم من النهر أيضًا.وبحسب (حسين أحمد) في مستشفى الحلة الجمهوري فإن فحوصات الطب العدلي تشير الى ان بعض الجثث قطّعت من الوسط، والقسم الآخر مفصول الأطراف.وكان مواطنون ابلغوا السلطات الأمنية بوجود أكياس تحتوي على جثت متفسخة، يصعب التعرف إلى أصحابها. الجدير بالذكر أن منطقة شمال الحلة، وعلى طول الشريط المحاذي الى بغداد، تضم خليطًا سكانيًا من مذاهب مختلفة، وكان مسرحًا لأعمال طائفية انتقامية بين العامين 2005 و2008، حيث تزايدت ظاهرة الجثث الطافية في الأنهار العراقية بشكل بارز، في سنوات الاقتتال الطائفي في تلك المنطقة.وبالقرب من منطقة اليوسفية  وتقع بين مدينتي المحمودية والفلوجة، حيث يمر نهر دجلة ملتفًا حول البساتين باتجاه الصويرة، التي تبعد حوالي مائة كم جنوب بغداد، عثر على مئات الجثث في النهر، ليصبح منظر الجثث الطافية ظاهرة يومية في تلك السنوات.رواية شاهد عيانيتحدث البستاتي محي الجنابي عن عثور الفلاحين على عشرات الجثث التي يدفعها النهر في غالب الاحيان باتجاه الشاطئ. ولا تستطيع الجهات المختصة في معظم الاحيان من التعرف إلى الجثث بسبب تفسخها.ويروي محمد الحسيني، الساكن في منطقة الكرادة في بغداد، ان جثة اخيه المفقود منذ اشهر تم العثور عليها بالصدفة في شاطي نهر دجلة عند مقتربات النهر في مدينة الصويرة، التي تقع على نحو 55 كيلومترًا جنوب العاصمة، وهي مشهورة بمناطقها الزراعية وبساتين الفواكه والنخيل. ويشير محمد الى ان شقيقه المدرّس لم يكن ذا انتماءات سياسية او عداوات شخصية.  ويخمّن الحسيني قتله ورمي جثته في النهر الى دوافع السرقة، بعدما انخفضت اعمال القتل الطائفية بشكل كبير جدًا في بغداد ومدن العراق.ويضيف الحسيني ان الشرطة ابلغته انها تتابع خيوط عصابة تقتل لأغراض السرقة وترمي الجثث في الأنهار.ويصف جثة أخيه بأنها كانت متفسخة، حيث كان أخوه يرتدي ملابسه كاملة، ولا تظهر على الجثة إصابات ظاهرية أو آثار تعذيب، ما يؤيد أن القتل لأغراض السرقة.وغالبًا ما تتعرض جثث المغدور بهم لأسباب طائفية أو سياسية إلى التمثيل والتشوهات وآثار التعذيب بدوافع الانتقام.وفي نهر دجلة أيضًا انتشلت خلال هذا الاسبوع جثتي امرأتين في شرق تكريت الوقعة في شمال العاصمة بغداد.ظاهرة نادرة في السبعينياتقصة الجثث الطافية في الأنهار الرئيسة في العراق ليست جديدة، لكنها كانت على ندرتها تعدّ خبرًا مثيرًا في وقت من الاوقات، لاسيما جثث لأناس غرقوا أثناء السباحة.ويروي الحسيني انه في كل عام كانت تصادفك في السبعينيات والستينيات جثة أو جثتين طافيتان على الاكثر، لأناس غرقوا لعدم معرفتهم السباحة او جراء حادث غير مقصود.وكان العثور على جثة في نهر دجلة في ذلك الوقت يعد خبرًا استثنائيًا ينتشر في المناطق المجاورة انتشار النار في الهشيم، ويتنادى أبناء القرى لإخراج الجثة او البحث عن أخرى غطست في البحر، مشكلين فرقًا تتعاون في ما بينها لمسح النهر في جزئه الجاري في مناطقهم.وفي أوقات العنف الطائفي، اضطر بعض السكان الى وضع شبكات في عرض النهر لالتقاط الجثث الجارية مع المياه.ويتحدث الحسيني أنه بين الأعوام 2004 والى العام 2007 كان اليوم الذي لا تلتقط فيه الشبكة جثثًا يومًا سعيدًا.الفتن الطائفيةرغم ان المنطقة تسكنها عشائر من مذاهب مختلفة، الا انها كانت تتعاون في ما بينها لجمع الجثث وتسلميها الى الجهات المختصة. لكن المشكلة - بحسب الحسيني - ان المسلحين هم من كانوا يعوقون عمل العشائر ويحاولون إضفاء صبغة طائفية على عمليات انتشار الجثث.ويشير الحسيني الى مقبرة جماعية لتسع جثث في بستان مطل على نهر دجلة عند جزئه قبل دخوله مدينة الصويرة، حيث دفنت هذه الجثث من دون التعرف إلى هويتها في العام 2005، ويومها كان الوضع الأمني سيئًا في تلك المناطق، الى درجة انه كان يتعذر تسليم الجثث حتى الى الجهات الأمنية او الطب العدلي.يتذكر الحسيني كيف ان الجثث كانت مشوهة، وعليها اثار تعذيب وطلقات نارية، ويرجح ان هذه الجثث لضحايا العنف الطائفي الذين اختطفوا في بغداد، وتمت تصفيتهم في بساتين اللطيفية.انتشل الاهالي أيضًا في جزء نهر دجلة في شمال الصويرة في العام 2005 جثة فتاة جامعية، تبين في ما بعد انها اغتصبت وعذبت لتلقى جثتها في ما بعد في نهر دجلة. كما انتشلت أيضًا رؤوس شباب وأطفال وضعت في أكياس.أحدث جريمة... رمي الأطفال مع الأثقال في النهريبدو ان النهرين الخالدين سيظلان شاهدين على الكثير من عمليات قتل الأبرياء، ففي أحدث جريمة دوّنت ضفتا النهرين تفاصيلها، تعرّض جماعة مسلحة الى زفة ع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram