محمود النمر يصف الشاعر شاكر مجيد سيفو طقوس الكتابة الشعرية أنها "تحويل الشعر بكل قواه الجمالية والتقنية من سكونيته الى حركيته، يتطلب دينامية رؤوية، وبهذا يكون الشاعر رائيا للعالم، على العكس من ذلك الشاعر الذي يظل يقتات على المألوف وصياغاته الشاحبة والآنية والتقريرية الفجة.
في مجمل حديث سيفو عن تجربته مع الشعر وهو يحل ضيفا في الامسية التي اقامها ملتقى الخميس الابداعي هذا الاسبوع وادارها الشاعر هادي الناصر، متناولا فيها فن الكتابة ليس في السرد الشعري فحسب بل في قصيدة الومضة. وتناول الشاعر في الجلسة الكثير من شعرية الكلام والخلق حين تتجلى ذخائر النص الشعري الحديث في الانساق الجوانية وحضور فعالية الاشياء الى درجة الحضور المطلق في دواخل ماتفرزه المخيلة وما تتبادله الاشياء مع ادوارها ،كما تتبادل الرؤية وتتشظى فعاليات النص على المستويات كافة، فنيا وفكريا .مانراه من صياغة العلاقات بالدلالات على مستوى الكلمة والمعنى وايقاع الصورة والاشياء والعلائق بينهما ،نراه ينشأ من توتر دائم ومتصاعد فائق الحساسية يلازم مايتقدم من النص ويشعل الذرات المتشظية بين الاصل – مركز الاصل – وحد الدائرة التي تواصل اتساعها في شاسع الصدى.الناقد علي حسن الفواز أكد أهمية تجربة الشاعر سيفو وما يتعلق بتعامله مع اللغتين حينما يتوغل في نصوص الديانات وهو يشحن اللغة ويحاول ان يجعل الكلمة متوهجة واصفا قصيدته " مثل زوبعة عالية حيث انه لايميل الى اشتغالات القصيدة العربية التقليدية، فهو من جيل الشعراء الذين اشتغلوا في حقل النصوص التأويلية وهي تشكيلات حداثوية ،ونلاحظ ان هناك هوية المسيح الحالم بالعالم الآخر ،وهو يجسد تاريخ سرديات قديمة ويتوغل في التاريخ والجسد وهي صفة صوفية مسيحية" .أما الناقد خضير ميري وصف قيمة شاكر سيفو الشعرية أنها قيمة عالية وغالية في المعنى والهدف حيث انه يشتغل على منطقة الومضة ويستخدم الزمن كقيمة وربما هو اقرب الى شعر – عزرا باوند – وقال ان سيفو هو صاحب تنظيرات في منطقة الشعر وهو غزير الاصدارات وهو سليل تاريخ موغل في القدم .وقرأ الشاعر عدنان الفضلي ورقة توصيفية لشخصية الشاعر شاكر مجيد سيفومن حيث جزالة الشعر والكتابة النقدية والمعرفية واهتماماته في التاريخ القديم والاساطير التي يجسدها في السرد الشعري الذي يحرث في هذه المنطقة بكثرة معرفة المعلم وفطرة الانسان المنتمي الى هذا العالم، الذي يتشكل منه وادي الرافدين من الجنوب الى الشمال، حيث يستحضر الارث والاسطورة والميثولوجيا وقال " يخيل لمن يقرأ وهو يحتفي بالجمال ان هذا الرجل لايحمل همّاً، ولم يتأثر بسحنة الالم التي تجتاح تضاريس الوطن من اقصى جنوبه الى اقصى شماله ،لكن من يتعمق في رصد مدوناته وسبر اغوار قصائده سيجد فيه انسانا يتسكع في شتى بقاع الوجع العراقي حاملا صليبه ،هو وريث وصايا المسيح وصاحب قصر الشعر حين يخلط اللونين (العربي والسرياني) ودائما مايتغنى بالجمال المداف بندى كردستان العراق ،فهو حقل ومحراث وغيمة، فمن يريد زراعة النبض عليه طلب اللجوء الى قلب هذا القادم من حمدانية السحر .
شاكر سيفو في اتحاد الادباء..الشاعر حقل ومحراث وغيمة
نشر في: 3 يونيو, 2011: 06:37 م