كتب: علي عبدالسادةتتداول أوساط سياسية مقربة من قيادة حزب الدعوة الإسلامية، هذه الأيام، فكرة أن رئيس الوزراء نوري المالكي بات "وحيدا" في مواجهة الخصوم، وانه يعمل تحت ضغوط هائلة.لكن العديد من صناع الرأي في البلاد
يرون أن المالكي هو من جر الأمور إلى هذا المربع عبر شراكته الآخرين تقديم التنازلات على حساب بناء نظام ديمقراطي.الخميس الماضي كان المالكي يتحدث من على منبر احتفالي في المسرح الوطني مع مئات الأكاديميين المتخصصين بالإعلام، وبدا انه جاء إليهم ليستثمر التهنئة في مناسبة تخرجهم وتكريم عدد منهم بفرص عمل في دوائر الحكومة، ليكسب شركاء جددا من خارج دائرة الاتفاقات السياسية.المالكي استغرق كثيرا في خطابه ذاك في طمأنة طلبة الإعلام العراقيين بأنهم "محظوظون" بحزمة حقوق وضمانات اجتماعية وسياسية. حتى انه طالبهم بان لا يتحولون الى أبواق للحكومة، دعاهم الى النقد، وكانت هذه تعابير مغرية لجيل غير متمرس في بلد للتو يتعايش مع عالم الصحافة الحرة.في الحقيقة فان زعيم ائتلاف دولة القانون يفكر بطريقة ما ليتخلص من ضغط الشركاء – الخصوم. يحاول استقطاب أجزاء مؤثرة من الشارع، على الأقل يعوض معاناته مع جلسائه في مجلس الوزراء.يقول قيادي في دولة القانون إن المالكي "في حالة تأهب دائمة، ذلك أن هاجس الخصم وما يضمره من محاولات لتقويض وجوده على رأس السلطة تثير القلق في نفسه". القيادي يؤكد أن للمالكي الحق في هذه المخاوف، فالخصوم يفكرون بإسقاطه.rnمؤامرة في الخفاءهذا الانطباع يتحول إلى جو عام في الأوساط السياسية الرفيعة في حزب الدعوة، ودولة القانون عموما، حتى ان صناع القرار يعتقدون بان مؤامرة ما تحاك في الخفاء وانها على وشك التنفيذ.وليس مؤكدا ان رئيس الوزراء يرتب حصونا دفاعية لنفسه، لكن بعض المؤشرات الضعيفة تفيد بأنه يحاول كسب ولاء قيادات أمنية إليه، فجزء من هواجسه حدوث انقلاب عليه من تحت الطاولة.لكن الحديث عن المؤامرة لم يكن حبيس كواليس دولة القانون، الشركاء الآخرون لطالما ينفون هذه المخاوف بين الحين والآخر، بينما تستخدم فصائل مستفيدة من تحالفها مع المالكي مخاوفه في تعزيز "الإفادة" بالإعلان انهم يقومون بحمايته.في كانون الثاني الماضي، وبعد أيام قليلة من تقديم المالكي حكومته المنقوصة الى البرلمان حصل الصدريون فيها على حصة كبيرة، كشف مقربون من مقتدى الصدر أنه أحبط مؤامرة من زعيم العراقية إياد علاوي لإسقاط المالكي.وتسربت أنباء بان خطة وصفت بالمحكمة لتقويض المالكي تعتمد دعما إقليميا وعربيا بالتنسيق مع العديد من القيادات الإعلامية وعناصر من الجيش والبعض من الأجهزة الأمنية وكانت تهدف في الدرجة الأساس لاستكمال الغضب الجماهيري وتحشيد المواطنين الغاضبين والمتذمرين من نقص الخدمات.ربما هذا فسر النظرة السيئة التي توفر عليها المالكي للمحتجين في ساحة التحرير.وفي شباط من العام 2009، تحدث القيادي في المجلس الإسلامي الأعلى بشدة مع وسائل الإعلام بشان موضوعة المؤامرات ضد المالكي، وقال في حينها اننا (المجلس الإسلامي) سنمنع أية مؤامرة ضد المالكي، وسنقف معه دائما.وفي تلك الفترة كان الجدال السياسي ساخنا بين فصائل الائتلاف الوطني، خصوصا حل مسألة رئاسته والتنافس الشديد بين زعامة الدعوة والمجلس.وبعد شهور تحول الائتلاف الى التحالف الوطني، وتغيرت موازين القوى وخسر المجلس زعامة الائتلاف، وربحها القيادي السابق في حزب الدعوة إبراهيم الجعفري.بيد أن العامري الذي تعهد في العام 2009 بالوقوف مع المالكي (دائما) فعل ذلك حين خالف رأي زملائه في المجلس على ترشيح شخص يكلف بتشكيل الحكومة من التحالف الوطني وبدا واضحا انه فضل المالكي، بقوة نواب منظمة بدر التي يقودها، على القيادي في المجلس عادل عبدالمهدي الذي كان مرشح تسوية لتهدئة الأمور مع ائتلاف العراقية.rnالمالكي وحيداالحديث عن المالكي يجد نفسه وحيدا في مواجهة الآخرين ظهرت واضحة حين أعلن في اب من العام 2009 عن تشكيل ائتلاف شيعي لا يضم حزب الدعوة.ولوحظ في إعلان الائتلاف الوطني أن حزب الدعوة الإسلامية، الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي لم يكن بين الكيانات المنضوية للائتلاف الجديد، في حين انضم اليه، إضافة الى المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عبد العزيز الحكيم، كلٌ من التيار الصدري، الذي يتزعمه مقتدى الصدر ومنظمة بدر وكتلة التضامن المستقلة وتيار الإصلاح الوطني والمؤتمر الوطني العراقي ومجلس إنقاذ الانبار ورئيس جماعة علماء العراق، فرع الجنوب، وتجمع ''عراق المستقبل''، بالإضافة الى حزب الدعوة تنظيم العراق وشخصيات سياسية أخرى.وفي كانون الأول من العام 2009، نفى طارق الهاشمي، القيادي في ائتلاف العراقية، أن تكون ثمة مؤامرة تحاك ضد المالكي.وفي السابع من نيسان الماضي خرج سياسي من حزب الدعوة، وهو سليم الحسني، ليتهم المالكي بحرف مسار الحزب بعد وصوله الى السلطة.. الحسني دعا في حينه مؤتمر حزبه العام لاتخاذ قرار بتنحية المالكي.لكن الحزب رد مباشرة على الحسني، ولم يعر أي اهتمام لحد
المالكي يشعر بالوحدة والكواليس مشغل سياسي للمؤامرة
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 3 يونيو, 2011: 07:18 م