اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > بحثا عن قلب رحيم..عندما تكون فـي بغداد تحت رحمة محبين

بحثا عن قلب رحيم..عندما تكون فـي بغداد تحت رحمة محبين

نشر في: 4 يونيو, 2011: 06:05 م

علي عبد الأمير عجام أنا يا أصدقاء ويا أحبة في لحظة حرجة حقا.. فثمة بلاد مجروحة تغالب آلامها.. وثمة روحي تغالب جراحها الشخصية جدا، وفوق كل هذا أنا في حضرة مشاعركم وهو كثير علي... لكن لابد من جردة حساب ولا اجمل من بغداد ان تكون مكانا وسببا لمراجعة شخصية من نوع ما، انا بصدد البوح بها، وبخاصة عن عناصر واشكال كوّنت نتاجي الثقافي والانساني.
أولا: الشعروجه إلي سؤال عن ما الذي تحاول القبض عليه من خلال فعل الكتابة  الشعرية، فقلت ان الكتابة الشعرية بدت عندي، لا مجرد نقيض للموت أو غيره من التغييب بل هي تحقيق للجدوى، الجدوى التي تعني الامل بتسجيل محاولتي الشخصية للإعلان عن ارتعاشة يد في موسم كامل للجفاف .في الشعر كنت مخلصا لتجربتي الشخصية وعمادها الحياة المكتظة بالفرح والحزن ايضا.. جبلت تكويناَ ووعياَ على الاختلاف، وكنت قريباَ الى نفسي، لم اشهد زوراَ ولكنني خضت اوحال هزائم اجتماعية وسياسية ما انفكت توصلني من نتيجة خائبة الى أخرى .. لطالما كان الشعر عندي سفينة نجاة من الانضواء الجماعي وتحقيقا من نوع ما للذات في نزوعها الى ان تكون مختلفة دونما انفصال عن الاخرين، ولكن حين صار الشعر متشابها وموجة جماعية، بحثت عن وسائل كتابية اخرى تميزني عن رهط شعراء متشابهين على نحو يثير الملل .. فتوزع نشاطي الثقافي على ثلاثة اشكال ... الشعر و النقد الموسيقي والكتابة الصحفية ... وهو ما اعتبره نقاد وكتاب صحافيون تشتتا، لكنني لم أمارس نشاطي في هذه التوزيعات الا وفق ما أحببت .. ففي الصحافة مثلاَ كنت أجد متعة بالغة، فأنني أعيد صياغة حتى الخبر اعتماداَ على ذائقتي في اللغة وأكتب بما يبعد الصياغات السهلة عن مقالاتي، هذا جاء لكونني لم اعمل في مؤسسة صحافية كانتظام وظيفي بل وفق التزام مهني، وظلت علاقتي بالصحافة علاقة محبة دائماَ وإعجابا بصفة الاتصال الحيوية فيها. قد لا أبدو منصفاَ حين أقول بعدم تأثير ذلك على نصي الشعري، ولكنني كتبت في نقد الشعر، ونقد الموسيقى ونقد السينما نصوصاَ فيها من المعرفة والجوانب المهنية قدر ما فيها من اشراقات هي اقرب للشعر.وليس سرا ان تكون هذه التنويعات في كتابتي قريبة من التنويعات التي اندرج فيها العميق المؤثر والبهي قاسم عبد الامير عجام، لكن هذا تم دونما قصد في التقليد انما جاء تأثرا بالتنوع الفياض الذي كانت عليه تجربته، فقاسم كان يدافع بين اهلي واقاربي عن عدم استخدام لقبي العائلي، وهو دون توضيح مني عرف سبب ذلك، اذ كنت اريد ان اكون انا ذاتي دونما وصاية من نوع ما يفرضها اللقب لجهة اتصاله باخي الذي ترسخت تجربته وكانت تقابل باحترام قبل ان ينشر لي حرف واحد، لكنني وبعد اغتياله القاسي استخدمت اللقب وفاء واحتفاء متصلا بحضوره. ثانيا السرداذا كان الشعر يضيء بالتماعات مفاجئة فالسرد قنديل زيته يضيء على مهل ..احببت السرد كثيرا، بل ان اكثر من ناقد لنصوصي الشعرية توقف عند البناء السردي فيها، ثم دخلت غابة السرد الصريحة مفتونا حين بدأت كتابة فصول عن بغدادي الشخصية ... بغداد التي ادهشتني وعلمتني وهذبتني بعمارتها وامكنتها واسرتني حد انني اتحدث عن عوالمها التي عشت منذ منتصف ستينيات القرن الماضي حتى نهاية الثمانينات كما لو كنت أتقرب الى أجمل امرأة خلقها الله .. تلك الفصول تنتظر منذ عام ان تطبع في دار المدى ضمن كتاب بعنوان "نوستالجيا".ثالثا الصحافةأول تجربة صحافية كانت لي في العمل صيف عام 1975  كمتدرب في "طريق الشعب"، وتلك كانت بداية قوية ومؤثرة.. ثم تواصلت عبر مجلة "الثقافة" التي كان يديرها الراحل الكبير د صلاح خالص، وقبلها مكاتبا لمجلة "الهدف" الفلسطينية من بغداد ولاحقا العمل محررا موسيقيا في مجلة "فنون" 1982-1986 ثم الكتابة في  "الف باء" فصحيفة "القادسية" ومجلة "حراس الوطن"، غير ان الابرز هنا كان في عملي مراسلا ثقافيا لمجلة "اليوم السابع" التي تعلمت عن بعد منها فنون الكتابة الصحافية الراقية التي كانت الصحافة العراقية قد غادرتها منذ اواخر سبعينيات القرن الماضي.في عام 1993 عشت تجربة جديدة انتقلت فيها من الصحافة المقروءة الى الصحافة التلفزيونية فعملت رفقة الصديقين نصير شمة وسلطان الخطيب في كتابة وتقديم برنامج تلفزيوني حمل عنوان "موسيقى موسيقى" في تلفزيون بغداد.في عام 1995 وبعد أشهر قليلة من مغادرتي البلاد انتقلت من الصحافة هاويا الى الصحافة محترفا فعملت محررا ثقافيا في صحيفة "الرأي" الأردنية التي لم أغادرها حتى عام 2004 و"القدس العربي" 1995- 1997 و"الشرق الأوسط" 1997-1998 الصادرتين في لندن.في عام 1996 حتى 2003عرفت شكلا جديدا اسمه الصحافة الاذاعية عبر عملي في اذاعة المستقبل المعارضة لنظام صدام حسين محررا ثقافيا وسياسيا والفضل في حسن دربتي هنا يعود للاذاعي الرائد الراحل مشتاق طالب.ابرز محطة صحافية لي على الاطلاق كانت في عملي مراسلا للشؤون العراقية في صحيفة "الحياة" اللندنية 1998-2004 ومنها خرجت بفخر وبشهادة صحافيين عرب واجانب صحافيا محترفا وكاتبا متخصصا بالشؤون العراقية.في بغداد وبعد ايام قليلة على سقوط

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram